كانت أرض «وضع يد».. 12 معلومة عن كاتدرائية العباسية في ذكرى افتتاحها

كان «واضعي اليد» يقفون عقبة أمام بناء الكاتدرائية
كان حلم بناء كاتدرائية كبرى للأقباط في مصر يراود الكثيرين منهم، خاصة بعدما بدأ مقر البطريركية القديم بالأزبكية غير مناسب شكلًا واستيعابًا أمام الزائرين، ومن هنا سعى البابا كيرلس السادس، البابا ال116 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في مشروع بناء الكاتدرائية الجديدة بالعباسية، والتي يوافق اليوم ذكرى افتتاحها.
يستعرض التقرير التالي 12 معلومة منذ ظهور فكرة بناء الكاتدرائية وحتى افتتاحها.
1. واجهت مشكلة واضعي اليد بناء الكاتدرائية، حيث كان هناك شاغلين للأرض المفترض إقامة مقر الكاتدرائية عليها، وذلك لمدة 40 عاما، ويقول إدوارد ميخائيل، المحامي، عضو هيئة الأوقاف القبطية الذي كلفه البابا كيرلس بالتصدي لهذه المشكلة، إن «المجلس الملي رفع حينها دعوة طرد ضدهم، فقالوا إنهم واضعي يد لمدة طويلة تكسبهم الملكية، وبالفعل حُكم لصالحهم، وبعدها استدعاني البابا كيرلس وقال لي: أنا عايزك تتفاهم مع الجماعة دول، فذهبت ووجدت رئيس الجماعة يتنازل عن الحكم وسلم الأرض بهدوء، فتأكدت أنها قوة صلاة البابا».
2. يذكر الكاتب محمد حسنين هيكل، في كتابه «خريف الغضب» أن البابا كيرلس وسطه ليفاتح الرئيس جمال عبد الناصر بشأن مشاركة الدولة في تمويل المشروع لأن تبرعات الأقباط لم تكفي، وبالفعل ساهمت الدولة بنصف مليون جنيه، نصفها يدفع نقدًا، والنصف الأخر يقدم عينًا بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام، والتي ستتولى البناء.
3. أرسلت البطريركية حينها خطابًا لوزير الداخلية، عبد العظيم فهمي، بتاريخ 8 يوليو 1964، قال خلاله: «المقر الباباوي الحالي لا يليق بمقابلة كبار الزائرين من رعايا الجمهورية العربية المتحدة، وكذلك الزائرين الأجانب، لذا كان واجبًا علينا تحت رعاية السيد الرئيس جمال عبد الناصر، وبموافقة سيادتكم، تشييد مبنى للمقر والديوان البابوي وكنيسة للصلاة على الأرض التي تمتلكها البطريركية داخل شارع رمسيس، فنأمل التفضل بالموافقة لإمكان وضع الحجر الرئيسي لهذا البناء».
4. في الحادية عشر صباحًا بتاريخ 24 يوليو 1965، خرج الالاف ليروا مشهد الرئيس وهو يضع الحجر الأساسي لبناء الكاتدرائية، وكان الصندوق الذي وضع عليه الحجر مكون من خشب مأخوذ من مقر البطريركية القديمة بالأزبكية، ويحتوى على نسختين من الكتاب المقدس، ونسخ من الصحف الصادرة يوم 9 مايو الذي أذيع فيه نبأ اسهام الحكومة في بناء الكاتدرائية، ومحضر على ورق مقوى موقع عليه من رئيس الجمهورية والبابا، إلى جانب صليب من الفضة، والعملة المتداولة في الدولة.
5. قال الرئيس جمال عبد الناصر، أثناء الأحتفال بوضع حجر الأساس، «حينما تقابلت مع البابا في منزلي قلت له إن الحكومة مستعدة للمساهمة في هذا الموضوع، ولم أقصد المساهمة المادية، فالمساهمة المادية أمرها سهل، لكنني كنت أقصد المساهمة المعنوية، هذه الثورة قامت على المحبة، ولم تقم ابدا بأي حال من الأحوال على الكراهية والتعصب».
6. ورد في الأهرام عدد 9 - 9 - 1966، تصريحا للبابا كيرلس يقول إن «مجلس الكنائس العالمي ترجم خطاب الرئيس عبد الناصر في احتفال وضع حجر أساس بناء الكاتدرائية، وارسلها إلى جميع كنائس العالم كمثل أعلى للتسامح الديني».
7. تشكلت ثلاثة لجان خاصة بأعمال الانشاء داخل البطريركية؛ الأولى استشارية وكان يرأسها الآنبا ميخائيل، مطران أسيوط الراحل، والثانية تنفيذية، والثالثة مالية تتولى جمع التبرعات.
8. أجريت مسابقة بين 35 مكتب معماريًا لاختيار المشرف على تنفيذ المشروع، ونال الجائزة الأولى وقدرها 500 جنيه مكتب الدكتور عوض كامل، وقدموا الرسومات الخاصة بالمشروع، وبدأت شركة النيل للخرسانة المسلحة العمل، واقيمت الكاتدرائية على مساحة 6200 متر مربع، مصممة على الطراز البيزنطي والبازيليكي، بطول 109 متر، واشترك في أعمال البناء 700 عامل فني، و200 صانع، و1000 عامل.
9. بحسب تقرير اللجنة المالية حينها «بلغت اجمالي المدفوعات 268558 جنيه، في مقابل تبرعات بلغت 269519 جنيه، بحيث يكون الفائض 961 جنيه».
10. في 25 يونيو 1968، حضر الأمبراطور الأثيوبي هيلاسلاسي، ورئيس الجمهورية، جمال عبد الناصر، وأنور السادات، رئيس مجلس الأمة، ومندوب شيخ الأزهر، حفل افتتاح الكاتدرائية، وكان في استقبلهما البابا كيرلس في تمام التاسعة صباحًا، ونشرت الأهرام يوم 15 يونيو قبل الاحتفال أن هناك مكتب خاص بمطار القاهرة لاستقبال وفود من كنائس العالم، البالغ عددهم 150 عضو و250 مرافق، وخصصت وزارة السياحة فندق النيل في القاهرة وسان ستافينو بالأسكندرية لإقامتهم، وتم تنظيم برنامج سياحي لهم في عدة محافظات.
11. تلقت الكاتدرائية هدية من الكنيسة الارثوذوكسية الروسية عبارة عن مذبح مكسو بقشرة من الذهب الخالص، وهدية أخرى من الإمبراطور الأثيبوبي هيلاسلاسي عبارة عن أنجيل وصليب ذهب.
12. صلى البابا كيرلس السادس قداسات عيدي الميلاد والقيامة عام 1969.