ظل «أدهم صبرى» لسنوات طويلة هو رمز الذكاء والوطنية وانتصار المخابرات المصرية على المخابرات الإسرائيلية، من خلال روايات «رجل المستحيل» التى كان يكتبها الدكتور نبيل فاروق لسنوات طويلة، وكان كثير من الشباب الحريصين على متابعة السلسلة يرسمون لأدهم صبرى صورة ذهنية فى خيالهم، بعد أن رسمها بعناية نبيل فاروق على أوراق رواياته التى لم تكن تخلو منها مكتبات الشباب لعدة أجيال متتالية، تفرح لانتصار أدهم صبرى على سونيا، رمز الأنوثة والدهاء الإسرائيلى، وبعد سنوات من توقف صدور السلسلة، عاد أدهم صبرى، لكنه خرج هذه المرة من أوراق الروايات، ليخرج علينا بصوت حسن الرداد عبر الإذاعة من خلال مسلسل «رجل المستحيل»، بعد أن قرر نبيل فاروق مؤخرا نقل هذه الروايات من العالم الورقى إلى عالم الإذاعة، وقال فاروق «إنه كان مترددا فى نقل هذه الروايات إلى الإذاعة بعد أن عرضت عليه شركة (آى كلاود) تحويل الرواية إلى مسلسل إذاعى، نظرا لصعوبة تقديمه والسسبينس بشكل مقنع للمستمع فى مسلسل إذاعى، لأن المسلسل لا بد أن ينتمى إلى نوعية الأكشن والحركة، وإذا لم يقتنع بها المستمع فإنه لن يحقق أى نسبة استماع وسيفشل تماما». لكن بعد تفكير وافق فاروق، واعتبره تحديا كبيرا كما قال، وعكف على كتابته لعدة أشهر حتى يجد الطريقة المناسبة التى يمكن أن يصل من خلالها إحساس الأكشن والخطورة إلى المستمعين، مشيرا إلى أن ما شجعه على كتابة المسلسل أنه سيكون العمل الإذاعى الأول فى مصر والعالم كله الذى ينتمى إلى نوعية الأكشن، وقد اكتشف فى أثناء الكتابة التكنيك الذى يمكن أن يقدم من خلاله الأكشن إذاعيا، لذلك فإنه عندما انتهى من كتابة السيناريو والحوار وقرأه المخرج والفريق شعروا بالفعل فى الأكشن فى أثناء القراءة قبل تسجيل المسلسل مما طمأنه. وأضاف فاروق، فى تصريحات خاصة، ل«التحرير»، أن المستمع سيفاجأ فى هذا المسلسل بإحساس الخطر والسسبينس كأنه يشاهده تماما. المسلسل يشارك فى بطولته بالإضافة إلى حسن الرداد كل من أحمد سليم فؤاد ولطفى لبيب وسامح الصريطى ومفيد عاشور وأحمد صيام، وعدد من الوجوه الشابة، وقال فاروق إن اختيارات الأبطال فى الأعمال الإذاعية أصعب كثيرا من الاختيارات فى الأعمال السينمائية أو التليفونية، ذلك أن السينما والتليفزيون يعتمدان على الصورة، بينما تعتمد الإذاعة على الصوت الذى لا بد أن يكون قويا ومعبرا، مشيرا إلى أن المسلسل سيذاع على إذاعة الشرق الأوسط وعدد من الإذاعات الخاصة، وقد انتهوا من تسجيل عشرين حلقة وباق عشر حلقات فقط سيتم تسجيلها فى الأسبوع الثانى من رمضان. فاروق وضع فى اعتباره كما قال إن هناك نوعين من المستمعين، فهناك من قرأ الروايات وينتظر أن يجد روح الروايات فيها، مع وجود أمور جديدة ومختلفة قادرة على إبهارهم أيضا، وهناك من لم يقرأ هذه الروايات نهائيا، لذلك فإنه يقدم حياة أدهم صبرى منذ طفولته حتى وصوله إلى أن يكون رجل مخابرات، مشيرا إلى أنه اتفق مع الشركة المنتجة على تقديم عدة أجزاء من المسلسل، لذلك أطلق على الجزء الأول اسم «العملية صفر». وأضاف فاروق أن هناك شخصيات كانت هامشية فى الرواية سيتعرض لها المسلسل بشكل أكثر عمقا مثل شخصية راشيل التى ستجسدها إيناس جوهر، ووالد راشيل الذى سيجسده لطفى لبيب. وقد بدأ فاروق فى كتابة الجزء الثانى من المسلسل الذى سيبدأ بتعرف أدهم صبرى على قدرى ومنى أصدقائه. وبدأ الجزء الأول من المسلسل مع أحداث حرب أكتوبر، مشيرا إلى أنه فى الأجزاء التالية سيتعرض للفترات اللاحقة فى حياته، وصولا إلى المرحلة الحالية التى تعيشها مصر، إلا أنه يؤكد أنه لن يتعرض للسياسة بشكل مباشر، كما أنه لن يحاول تحليل الفترة الحالية التى تمر بها مصر، ذلك أن الأحداث المتلاحقة التى مرت فى السنوات الأخيرة تحتاج إلى فترة طويلة حتى يمكن قراءتها وتحليلها، المسلسل يذاع يوميا فى الرابعة عصرًا على اذاعة الشرق الأوسط.