طبيب نفسي وأديب مصري من مواليد القاهرة 1933 حصل على دكتوراه الطب النفسي في عام 1963 ودبلوم الأمراض النفسية والعصبية عام 1961 - له أكثر من 40 كتاب أشهرها حكمة المجانين - وعندما يتعرى الإنسان وعلم النفس تحت المجهر ومبادئ الأمراض النفسية، إضافة إلى إشرافه على 34 دراسة علمية للماجستير والدكتوراه وهو عضو مؤسس للكلية الملكية للأطباء النفسيين، وحصوله على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن روايته "المشي على الصراط عام 1979، وله عدة حوارات صحفية عن تحليل شخصية بعض رؤساء الجمهورية والشخصيات السياسية. ورغم حصوله على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1957 من كلية الطب قصر العيني، إلا أنه فضَّل التخصص في الطب النفسي وتفوق فيه وهو كبير مستشاري دار المقطم للصحة النفسية، كما عمل مستشارًا للطب الشرعي بعدة محاكم في مصر والسعودية والسودان، وتولى عضوية المجلس الأعلى للثقافة بلجنة التربية وعلم النفس ولجنة الثقافة العلمية، إنه الدكتور يحيى الرخاوي. كان والده مُدرسًا للغة العربية وهو ما جعله يعشقها ويقول "بصفة عامة أستطيع أن أجزم أن قوّة اللغة العربية، وإيقاعها الأعمق، وعلاقة ضمائرها بتحديد العلاقة بالموضوع تحديدًا مُتميزًا، ورسوخها تاريخًا - بسبب حفظ القرآن بها جزئيًا- فكل ذلك كان دائمًا مُحركًا ومُنظّمًا لتكوين فكرة، حيث أن اللغة كيان مباشر في حضور وعي مع وعي مرضاي، وليس فقط في أن مرضاي كانوا يمرضون بالعربية. وعن علاقته بالإسلام يقول الرخاوي في ذلك: إن "انتمائي للإسلام بمعنى الممارسة الشعبية، والجو الأسري أتاح لي فرصة خاصّة في طفولتى للاحتكاك بخبرات التصوف شعبية وعائلية، جماعيّة وفردية، سطحية وغائرة، ويبدو أن التصوف كسبيل إلى المعرفة قد أثّر أيضًا في موقفي من المنهج. تأثر "الرخاوي" بالتراث الشعبي إذ يقول: إنه "أتاح لي جرعة من الأغانى، والحواديت، والمواويل الشعبية التي تسللت إلى حافظتي، وما ارتبط بذلك من عادات شعبية عمومًا، وما تعلّق منها بالمرض النفسي والأسياد أيضًا". وقد ظهر هذا التأثير منذ البداية في دراستي الباكرة للحيل النفسية والأمثال الشعبية، وكذا في تأويل أرجوزة "واحد اتنين سرجي مرجي" و"الرخاوي" هو روائي بامتياز، ففي مجال الرواية والقصة القصيرة لم تكن بدايته كما يقول "بمثابة" هواية "أدبية"، وإنما كانت إحدى محاولات الخروج من مأزق الوعي المعرفي الذي نشأ من الممارسة العلاجية، ثم لم تستوعبه أداة المنهج العلمي التقليي، ومن خلال البحث عن أداة، ومحاولة اختراق المنهج، للتعبير عما وصل من حقيقي وطبيعة للنفس. ففي فرنسا كانت بدايته، فظهر الشكل القصصي في كتابه عندما يتعرّى الإنسان ، وبالرغم من أنّه أخذ طابع الحالات العياداتية، إلا أنه لقى احتفاءًا في المجالات الأدبية. ثم جاءت الرواية الطويلة الوحيدة ذات الجزئين (المشي على الصراط الأول أقرب إلى السيرة الذاتية لإنسان يعاني أزمة وجود، وقد أسماها الواقعة، في محاولة إعلان أنها قيامة الداخل إذ يثور ويزلزل زلزالًا، والجزء الثاني هو مدرسة العراة، وهو الجزء الذي عرض بأسلوب روائي كيفية وطبيعة الرؤية المختلفة من الزوايا المختلفة للعلاج الجمعي، وقد استقبل المجتمع الأدبي هذا العمل برحابة ونقد متميز وصل إلى درجة أن اعتبر عملًا أدبيًا صرفًا، فحازت الرواية على جائزة الدولة للرواية سنة 1980، وكذلك على وسام العلوم والفنون من الدرجة الثانية). ثم جاء الموقف من النقد الأدبي أكثر تحديدًا وتوليفًا بين هذين النشاطين في مجال العلاقة بين الطب النفسي والأدب، و"الرخاوي" له ثلاثة دواوين من الشعر فضلًا عن ديوانيين لم ينشرا حتى الآن وهم "ضفائر الظلام واللهب" ، و"زاد الأولياء"، كما أن له أعمال مميزة في النقد الأدبي أهمها "دورات الحياة وضلال الخلود في حرافيش نجيب محفوظ" وكذلك نقد رواية السكة الحديد لإدوارد الخراط، ومجموعتين من القصص القصيرة للمخزنجي، ومجموعة ليوسف إدريس، وعملين لألبرتومورافيا، وقراءة في عزلة جارثيا ماركيز (مع مقارنة ضمنية بالحرافيش)، وكلّها تعد إسهاما في عالم النقد الأدبي.