"لفيت معظم الدول العربية والأوروبية إلا أننى استقريت فى الإسكندرية أمام مسجد المرسى أبو العباس، فلم أشعر بالطمأنينة والارتياح النفسى والروحى إلا أمامه"، هكذا بدأ عم أحمد عبد العزيز أحد أقدم صناع وبائعى السبح فى الإسكندرية حديثه. عم أحمد يجلس فى مواجهة مسجد المرسى أبو العباس مستندًا على أريكة أسفل لافتة تحمل عبارة "الصبر جميل"، وهو اسم محل صغير جدًّا ولكنه كبير جدًّا فى محتوياته وكنوزه وأشكال السبح المختلفة التى يأتى لاقتنائها مشاهير العرب والدول الأوروبية سواء من الخشب أو من الكهرمان أو من الماس أو الفضة.
أحمد عبد العزيز قال ل"التحرير" "أتواجد منذ 23 عامًا فى هذا المكان وهو المكان الذى أسسه والدى منذ 40 عامًا فى نفس المكان، وكان من زبائننا الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى الذى كان يأتى دائمًا لشراء الجديد فى السبح ويذهب بعدها لأداء الصلاة فى مسجد أبو العباس، وكذلك كل من قارئ الملك فاروق الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الدكتور أحمد نعينع والدكتور أحمد عمر هاشم". وتحدث عم أحمدعن أسعار السبح قائلًا: " يبدأ سعر السبح من 10 جنيهات ويصل سعرها إلى مائة ألف جنيه حسب طلب الزبون، وكل الأحجار الكريمة موجودة لدينا بداية من الكهرمان وشجر الزيتون واليسر، وصولًا إلى السبح التى يضاف إليها فصوص من الماس والفيروز والمرجان وتطعم حباتها بالذهب والفضة". أما أغرب ما أطلعنا عليه عم أحمد فهو "سبحة الحشرات" التى يحتفظ بها منذ عشرات السنين، وهى مصنوعة من الكهرمان وتحتوى على ذباب داخل كل حبة وهى سبحة عجيبة جدًّا، وقال عنها عم أحمد إنها عندما تم تصنيعها كانت تصب فى جو حار وملىء بالحشرات، وكانت الحشرات تقف على المادة الشبيهة بالعسل اعتقادًا أنه طعام، ثم تجف فجأة ويتم تحنيطها داخل السبحة.
واختتم عم أحمد حديثه، قائلًا: إن للسبح فوائد لا يعلمها إلا القليل، فهناك سبح خاصة بعلاج الخصوبة والعقم وسبح أخرى خاصة لعلاج تليف الكبد وأخرى مصنوعة من اليسر وهو المرجان الأسود وتعادل فى قيمتها الذهب، والتى لها قيمة روحانية لا يعرفها إلا المطلع والعالم بفوائد اليسر.