"المرض علاجه الدواء"، هكذا استقرت البشرية منذ زمن طويل، إلا أن المصريين يخرجون من هذه القاعدة، فيتفنن بعضهم فى علاج الأمراض والمشاكل باللجوء إلى عادات خرافية مثل "الزار"، و"ارتداء خرزة زرقاء"، أو شراء السبح المصنوعة من الأحجار الكريمة. أمام مسجد مرسى أبو العباس بالإسكندرية، يقف الحاج أحمد عبد العزيز، 63 سنة، داخل محله الخاص ببيع السبح، مؤكدًا أن زبائنه لا يشترون السبح لمجرد التسبيح عليها فقط أو قراءة الأذكار، بل هناك كثيرون يشترونها للتبرك بها، خصوصا الأنواع المصنوعة من الأحجار الكريمة. الرجل الذى يعمل فى مهنته منذ 36 عامًا يقول ل"التحرير"، إن كثيرًا من الأغنياء ورجال الأعمال يُقبلون عليه لشراء السبح المصنوعة من حجر الكهرمان بغرض الشفاء من الأمراض، مشيرًا إلى بيعه سبحه من هذا النوع بمبلغ 15 ألف جنيه لمدير شركة كبيرة فى الإسكندرية مصاب بمرض فى القلب، مضيفا: "هذا الزبون جاءنى منذ 9 أشهر تقريبًا، وبعد أن اشترى السبحة، أخبرنى أن حالته تحسنت وأن ضربات قلبه انتظمت". "الأحجار فيها أسرار"، هكذا يعلق الحاج عبد العزيز على السبح المصنوعة من أحجار كريمة، معتبرا أن بها ما يحقق قوة للجسم، ويطيل العمر. ويتابع: "زمان كان فيه ناس سنها بيوصل ل100 سنة، والسبب استخدامهم سبح الكهرمان، أو المرجان واللؤلؤ، وكلها أحجار تستخرج إما من البحر أو من النباتات". يمتلك الحاج عبد العزيز "ورشة" لتصنيع السبح من الأحجار الكريمة والبحرية والجبلية والنباتية، بخلاف سبح البلاستيك والخشب والعاج، ويرى أن استخدام السبح للتبرك بها أفضل من "الزار" قائلا: "الزار سكة غلط وتخاريف"، لافتا إلى أن زبائنه يتحدثون معه فى أمورهم الشخصية للغاية، ويعتبرون أنه كاتم أسرار، معقبًا "لكن أنا بانصحهم بالدين". يبلغ سعر جرام الكهرمان 200 دولار، حسب صاحب المحل، الذى يضيف: "عندى سبح بتوصل لحد 100 ألف جنيه وأكتر، وكل سبحة وليها زبونها". من جانبه، قال الشيخ صبرى عبادة، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بالإسكندرية، إن الإسلام نهى بشكل قاطع عن التبرك بالأشياء، منوها أن التبرك بالسبح "خرافة، وعمل لا ينفع ولا يضر". وأشار عبادة، إلى قيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التى شهدت "بيعة الرضوان" أيام النبى محمد، حتى لا يستخدمها المسلمون فى التبرك، مشددا على أنه لا يجوز التبرك إلا بالأشياء الشرعية المنصوص عليها بنص قرآنى أو حديث نبوى، كما هو الحال بالنسبة للحجر الأسود أو ماء زمزم أو الكعبة المشرفة.