إلى فرنسا، غادر اليوم وفد عسكري من وزارة الدفاع والقوات البحرية؛ لاستلام أول حاملة طائرات من طراز "الميسترال" الفرنسية والتي انتهى بناؤها وتجهيزها لتنضم إلى الأسطول البحري المصري، حيث وصل مدينة تولوز الفرنسية وفد إعلامي وعسكري لحضور مراسم استلام السفينة التي أطلق عليها اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فيما تتجه مباشرةً من ميناء سان ناريز حيث تمَّ تصنيعها، إلى القاعدة البحرية برأس التين بالإسكندرية ليتم تدشين انضمامها إلى أسطول البحرية المصريه في البحر المتوسط. وقبل ثلاثة أشهر، أرسلت مصر مجموعة من رجال البحرية ضمت ٣٥٠ بحارًا ومهندسًا وفنيًّا، خضعت لتدريبات تكتيكية متقدمة من قبل أخصائيين بشركة "دي سي إن إس" المصنعة، وشركات "إس تي إكس"، و"دي سي آي" المتخصصة بالاستشارات في مجالات التدريب والدعم البحري، وفي مايو الماضي أجرت "الميسترال" تجربة إبحار من ميناء سان ناريز فى عملية تدريبية، لمدة أسبوع، وعلى متنها الطاقم المصرى النهائي المكون من 170 فردًا، وكان لافتًا تعمُّد الجانب الفرنسي ووزارة الدفاع والبحرية الفرنسية بث وقائع عملية الإبحار التجريبي لوسائل الإعلام الفرنسية، وظهرت حاملة الطائرات تمخر البحر المتوسط وهي تحمل اسم زعيم مصر الراحل جمال عبد الناصر، ونقلت الفضائيات المصرية المشهد الذي بدا متعمدًا من كلا الجانبين المصري والفرنسي. وفيما قصد أن يكون احتفاليه ضخمة ولافتة للأنظار، حشدت البحرية الفرنسية وسائل الإعلام في ميناء سان ناريز تمهيدًا لمراسم تسليم حاملة الطائرات المروحية من طراز "الميسترال" إلى الوفد العسكري المصري، والذي بدوره اصطحب وفدًا إعلاميًّا كبيرًا من الصحف والفضائيات لتغطية التسليم، فيما من المقرر أن يتسلم السفينه رسميًّا الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، من نظيره جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي في تولوز، وبحضور الفريق بحري أسامة ربيع قائد القوات البحرية ووفد عسكري مصري وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في باريس. وتستطيع حاملة الطائرات الهجومية "ميسترال" حمل 700 جندي و16 طائرة هليكوبتر و50 عربة مدرعة، وبإمكان هذا النوع من السفن أن ينزل قوات في مسرح عمليات، وأن ينقل مستشفيات ميدانية للقيام بمهمات إنسانية كبيرة. وكانت مصر وفرنسا قد وقَّعتاعقودًا لبيع سفينتن من ذات الطراز في شهر أكتوبر الماضي، بعد شهرين من إلغاء عقد بيعهما مع موسكو الذي وقع في يونيو 2011، حيث اضطرت فرنسا لإلغاء الصفقة بسبب الأزمه في أوكرانيا. وأُجبرت فرنسا بعد إلغاء العقد على دفع 949.7 مليون يورو لروسيا، الذي سبق ودفعته روسيا مقدمًا، وكان من المخطط أن تستلم روسيا أولى السفينتين التي أطلق عليها حينها اسم "فلاديفستوك"، في نوفمبر عام 2014، إلا أنَّ فرنسا تراجعت عن تسليمها لروسيا واشترت مصر السفينتين الفرنسيتين في صفقه بقيمة 950 مليون يورو، وقعت خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى مصر فيما اعتبر حلاً مثاليًّا للأزمة التي وجدت الحكومة الفرنسية نفسها فيها بسبب العقوبات الأوروبيه علي روسيا فيما اشترطت روسيا موافقتتها قبل بيعها للمشتري الجديد.