النيران تشتعل في أماكن مختلفة بالمنزل يوميًا والأطفال تركت المنزل من الخوف انتشرت الحرائق في الآونة الأخيرة بشكل كبير، والتهمت العديد من المنازل والمصانع، إلا أنّ في قرية منشأة الجمال التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، الأمر مختلف تمامًا، فهناك منزل وحيد يعاني من اشتعال النيران في أماكن غريبة في مواعيد مختلفة دون أي أسباب واضحة، واتهم أهالي المنزل "الجن والعفاريت"، بإشعال تلك النيران، حتى التهمت جميع ما يملكون من ملابس وأثاث. "التحرير"، ذهبت إلى هناك لرصد الواقعة داخل منزل بسيط مكون من طابق واحد، والدور الثاني به غرفة واحدة و"عشش"، ويكاد يخلو من الأثاث إلا بضع كراسي فقط، و"حصير" مفروشة على الأرض، وبرميل مياه كبير عرفنا فيما بعد أنها مياه مقروء عليها آيات قرآنية، وأجهزة ستريو ومكبرات صوت في كل غرفة تذيع القرآن الكريم بصوتٍ عالٍ، وأسرة كبيرة تتكون من رجل كبير وثلاثة رجال أبناءه وزوجاتهم وأطفالهم. بوجه ارتسمت عليه علامات الفزع والحزن، وأصابه الإعياء والإرهاق من قلة النوم، قال الحاج رمضان إمام سالم، أنّ معاناتهم مع النار بدأت منذ عامين، ولكنها خلال العامين الماضيين كانت تشتعل فوق سطوح المنزل فلم تكن تلتهم أي شئ سوى سقف المنزل، أما هذا العام فقد بدأ اشتعال النيران في المنزل من الأسفل، فأبلغ الشرطة وحررت محضرًا بالواقعة، ولم تتوقف النار فهي تشتعل بصورة يومية في أي مكان بالمنزل فيه ملابس خاصة بهم. وأضاف خلال حديثه مع "التحرير" أنّهم أحضروا 86 شيخًا ومقرئًا للقرآن حتى الآن، ولكن دون جدوى، مطالبًا الأزهر والأوقاف بإرسال أحد الشيوخ لهم للتعامل مع تلك النار وإيقافها قبل أن تلتهم أجسادهم وأجساد أطفالهم، موضحًا أنّ النيران تبدأ في الاشتعال يوميًا من الثانية ظهرًا وحتى أذان العصر. وتابع علي عبود رمضان، أنّ "النار كانت بتولع فوق العشش لكنها مكنتش بتعمل خساير ولا حاجة، والسنة دي بدأت تولع تحت في البيت، وبتولع في هدومي وهدوم إخواتي وأمي وأبويا، ودي آخر هدوم لينا لسة راميينها إمبارح، ده غير 5 شكاير لمينا فيها الهدوم اللي اتحرقت ورميناها في الجبل، والنار أول امبارح ولعت في السرير وأول ما قولت الله أكبر الله أكبر ورشيت عليها مياه مقروء عليها قرآن، كلت الستارة اللي جمب السرير وطفت". وتابع، "أنا مبخافش من اللي بيحصل، لكن إخواتي بيخافوا، وأنا بخاف بالليل بس لكن بالنهار لأ مش بخاف، وإخواتي الصغيرين بعتناهم بلد تانية عند بيت جدي عشان بيخافوا وأختي كانت بتخاف أوي وبتصوت، والشيخ اللي بييجوا بيعملوا اللي عليهم، بيقرأوا قرآن وأذكار، لكن برضو النار بتولع معرفش ده إيه بقى". وروت أم علي، أنهم يعانون منذ ثلاثة أسابيع، حينما بدأت النيران تشتعل في "عشة الفراخ" والتهمت جميع الدواجن، واليوم الثاني والثالث نفس القصة، فأخذت "تسجيل" ووضعته فوق السطوح، وشغلت القرآن، ففوجئت في اليوم الرابع برائحة "شياط"، وصعدت السلالم مسرعة، ولكن أبنائي قالوا لي أنّ النيران اشتعلت في كرسي "الإنتريه" بالغرفة، فأطفئنا النيران وجلسنا، وربع ساعة بالضبط واشتعلت النيران في الدولاب والتهمت الملابس التي كانت داخل الدولاب. وأكملت أنّ المشكلة في الملابس، فحينما ندخل الملابس إلى المنزل تشتعل النيران، وإذا أخرجناها إلى خارج المنزل لا تشتعل النيران، قائلةً، "طلعنا الهدوم برة البيت 3 أيام محصلش ولا حريق ولا حاجة، وقولنا ندخلها أول ما دخلناها في الدولاب دخلت الحمام لقيت ابني بيقولي الحقي النار ولعت في الدولاب"، بعدين طلعنا شوية هدوم وبطاطين في الأوضة اللي فوق راحت النار أكلت الأوضة كلها. وكشفت أنّهم يحضرون 10 شيوخ يوميًا يقرأون القرآن في كافة أرجاء المنزل، ويقرأون القرآن على المياه، غير أنّنا دائمًا نشعل أجهزة الراديو على إذاعة القرآن دائمًا، والحرائق تشتعل بالرغم من صوت القرآن، كما أنها اشتعلت وكنا نضع في الغرفة زجاجة بداخلها مياه مقروء عليها قرآن، والنار قامت بإذابة الزجاجة وسيول المياه على الأرض، وبسبب ذلك أرسلت أبنائي عند أقاربي بسبب الرعب والهلع الذي أصابهم، حتى أنّ الجيران أصبحوا خائفون منا لا أحد يتحدث معنا أو يدخل المنزل. وطالبت "أم علي" المسؤولين قائلةً: "أنا عايزة شيخ يعرف إيه اللي في البيت؟، ويشوف اللي في البيت، وإحنا راضيين بقضاء ربنا ويعوض علينا ربنا في الحاجات اللي اتحرقت، لكن إحنا مش عارفين ننام ولا نقعد ولا نشرب ولا نعمل أي حاجة.