«اقتصادية النواب» تطالب «تنمية الصادرات» باستراتيجية متكاملة وتؤجل نظر موازنة المركز    إسرائيل: إصابة ضابط وجنديين شمال غزة واعتراض صاروخ من القطاع    كامل الوزير ينعى هشام عرفات وزير النقل السابق: فقدنا زميلا عزيزا وعالما قديرا    جاسبريني يعلن تشكيل أتالانتا لمواجهة يوفنتوس في نهائي كأس إيطاليا    مساعد كلوب يتولى تدريب سالزبورج النمساوي    ليس الفتيات فقط.. مسلسل التحرش والاعتداء الجنسي لسائقي تطبيقات التوصيل لن تنتهي بعد    رغم انفصالهما.. أحمد العوضي يهنئ ياسمين عبد العزيز على إعلانها الجديد    غدا.. إيزيس الدولي لمسرح المرأة يفتتح دورته الثانية على المسرح المكشوف    بعد تشغيل محطات جديدة.. رئيس هيئة الأنفاق يكشف أسعار تذاكر المترو - فيديو    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    وكلاء وزارة الرياضة يطالبون بزيادة مخصصات دعم مراكز الشباب    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    البداية ب "تعب في العين".. سبب وفاة هشام عرفات وزير النقل السابق    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    رئيس جامعة المنصورة يناقش خطة عمل القافلة المتكاملة لحلايب وشلاتين    "الزراعة" و"البترول" يتابعان المشروعات التنموية المشتركة في وادي فيران    كوارث النقل الذكى!!    بتوجيهات الإمام الأكبر ..."رئيس المعاهد الأزهرية" يتفقد بيت شباب 15 مايو    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    طبيب مصرى محترم    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    الصورة الأولى لأمير المصري في دور نسيم حميد من فيلم Giant    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    فرحة وترقب: استعدادات المسلمين لاستقبال عيد الأضحى 2024    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    قطع الكهرباء عن عدة مناطق بمدينة بنها الجمعة    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    فاندنبروك: مدرب صن داونز مغرور.. والزمالك وبيراميدز فاوضاني    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترجمات| التحفة التي قتلت جورج أورويل
نشر في التحرير يوم 14 - 05 - 2016


ترجمة- أمانى لازار:
في عام 1946، أعار "ديفيد استور" - أحد محرري صحيفة الأوبزرفر- جورج أورويل مزرعته الأسكتلندية المنعزلة من أجل تأليف روايته الجديدة (1984) التي أصبحت واحدة من أهم الروايات في القرن العشرين.
هنا يخبرنا (روبرت ماك كروم) القصة الكاملة عن الفترة الصعبة التي أقام فيها أورويل على الجزيرة حيث كان الكاتب قريبًا من الموت محاطاً ببنات أفكاره، متورطاً في صراع محموم لإنهاء هذا الكتاب.
” لقد كان يوماً باردًا ناصعًا من أيام أبريل، والساعات كانت تدق الواحدة".
بالرغم من مرور ستين عامًا على نشر تحفة أورويل (ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون) فإن ذلك السطر الأول الشفاف ما يزال يبدو بسيطاً ومهماً كما كان دائماً.لكن عندما ترى المخطوطة الأصلية، تجد شيئا آخر: ليس هذا الوضوح الصريح، بل الكثير من الشطب والتصحيح، باستخدام ألوان متعددة من الحبر. وهذا ما يكشف عن ذلك الاضطراب غير العادي وراء تأليفها.
أغلب الظن أن رواية القرن العشرين الحاسمة هي القصة التي تبقى جديدة ومعاصرة بشكل أبدي والتي تحوي على تعابير مثل ”الأخ الأكبر”،” التفكير المزدوج ” أو” الكلام الجديد” التي أصبحت جزء لا يتجزأ من يومياتنا. ترجمت الرواية إلى أكثر من 65 لغة وبيعت منها ملايين النسخ حول العالم وهذا ما أعطى لجورج أورويل مكانة متميزة حول العالم.
ومصطلح ” أورويلي” اليوم هو تعبير عالمي يدل على ما هو قمعي أو استبدادي وقصة وينستون سميث كما هي قصة كل رجل في زمنه يصل صداها للقراء الذين يخافون من المستقبل، والذين هم مختلفين جدًّا عن هؤلاء الذين كتب لهم الكاتب الإنجليزي هذه الرواية في منتصف الأربيعينات.
خيم شبح الظروف المحيطة بكتابة ألف وتسعمائة وأربع وثمانين وهذا ما ساعد على تفسير قتامة عالم أورويل المرير. كان الكاتب الإنجليزي مريضًا يصارع وحده بنات أفكاره في مكان بعيد أسكتلندي كئيب فيما خلفته الحرب العالمية الثانية من آثار مقفرة.
فكرة ألف وتسعمائة وأربع وثمانون، أو ”الرجل الأخير في أوروبا” كانت كامنة في بال أورويل منذ الحرب الاهلية الإسبانية.
هذه الرواية التي تدين إلى يوتوبيا يفغيني زامياتين بشيء ما. من المحتمل أنها بدأت تأخذ شكلًا واضحًا بين عامي 1943-1944 في الفترة التي تبنى فيها وزوجته ابنهما الوحيد ريتشارد.
أورويل نفسه اعترف بأن لقاء الزعماء المتحالفين في مؤتمر طهران في عام 1944 ألهمه بطريقة ما. (اسحق دوتشر) زميلي في الأوبسيرفر ذكر بأن أورويل ”كان مقتنعًا بأن ستالين وتشرشل وروزفلت كانوا قد خططوا لتقسيم العالم” في طهران.
عمل أورويل في البداية لصالح ديفيد استور صاحب صحيفة الأوبسيرفر منذ عام 1942 كمراجع للكتب، ولاحقاً كمراسل.
اعترف المحرر بإعجابه العظيم باورويل: ”بصراحة أكثر ما يعجبني أمانته وتعففه”، وسيكون راعيه على مدار الأربعينات.
إن حميمية صداقتهما كانت مهمة بالنسبة لرواية ألف وتسعمائة وأربع وثمانون.
استفادت تجربه أورويل الإبداعية من انضمامه للأوبسيرفر في كتابة (مزرعة الحيوان).
فيما الحرب تقارب على نهايتها كان التفاعل المثمر بين صحافة يوم الأحد والقصة يساهم في خلق الرواية الأكثر ظلمة وتعقيدًا، والتي كانت في باله بعد أن ذاع صيت ”حكاية الجنية”.
من الواضح من مقالاته في الأوبسيرفر على سبيل المثال، بأنه كان مسحوراً بالعلاقة بين الأخلاق واللغة. كان هناك تأثيرات أخرى في العمل.مباشرة بعد تبني ريتشارد، حُطّمتْ شقّة أورويل بفعل عابث. جو الإرهاب العشوائي في حياة الحرب اليومية في لندن أصبحت جزءًا من مزاج الرواية في أثناء مخاضها.
لكن الأسوأ كان قادمًا في مارس من عام 1945 بينما كانت توزع الأوبسيرفر في أوروبا، تلقى أورويل أخبار بأن زوجته ايلين قد ماتت تحت التخدير في عملية بسيطة.
فجأة صار أرمل وأباً وحيداً عليه تدبير أمور حياته الصعبة في مساكن ايسلينجتون، محاولاً باستمرار كبح فيضان الندم والحزن الذي واجهه بوفاة زوجته قبل الأوان. في عام 1945 على سبيل المثال كتب ما يقارب 10000 كلمة لعدة منشورات من ضمنها 15 مقالة للاوبسيرفر في مراجعة الكتب.
كان لعائلة استور عقاراً تملكه على جزيرة أسكتلندية بعيدة تدعى (جورا) بجانب (ايسلي) كان له هناك مزرعة تدعى بارنهيل، تبعد سبعة أميال عن (اردلوسا) في الطرفِ الشماليِ البعيدِ لهذا الإصبعِ الصخريِ في جزر الهبرديس الداخليةِ. مبدئياً قدمه استور لأورويل من أجل قضاء عطلة.
في حديث للأوبزرفر الأسبوع الماضي، قال ريتشارد بلير: إنه يعتقد من خلال قصص العائلة أن استور كان مأخوذًا برد فعل أورويل المتحمس.
في مايو 1946 أورويل، وفيما كان أورويل يلملم أشلاء حياته المحطمة، أَخذ القطار للرحلة الطويلةِ والصعبة إلى جورا. أخبرَ صديقه آرثر كوستلر بأنّ ذلك كان “يشبه الى حد بعيد تجهيز سفينةِ لرحلة قطبية”.
لقد كانت نقلة خطرة، لم يكن أورويل في صحة جيدة. شتاء 1946-1947 كانت واحدة من السنوات الأكثر برودة في القرن. بريطانيا ما بعد الحرب كانت أكثر كآبة حتى من أيام الحرب وهو لطالما عانى من مشاكل في جهازه التنفسي.
على الأقل تخلص من غضبات مجتمع لندن الأدبي لقد كان حرًّا، ليبدأ بداية غير مثقلة بالرواية الجديدة ” مخنوق تحت وطأة الصحافة” كما قال، لقد أخبر أحد أصدقاءه” إني أصبح يومًا بعد يوم كبرتقالة معصورة”.
لسخرية الأقدار أن جزءًا من متاعب أورويل جاءت بعد نجاح (مزرعة الحيوان)، بعد سنوات من الإهمال واللامبالاة بدأ العالم يعي مقدار عبقريته ”ما زال كل شخص يهاجمني” مشتكيًا إلى كوستلر.
”يريدونني أنا أحاضر، أن أؤلف الكتيبات التي يستكتبوني إياها، والاجتماعات هنا وهناك، إلخ - أنت لا تعرف كم أتوق إلى أن أتحرر من كل ذلك لكي يكون لدي الوقت للتفكير مجددا ً".
في جورا سوف يكون متحرراً من حالات صرف الانتباه هذه لكن وعد الحرية المبدعة على جزيرة في هيبرايدس لم يكن مجانيًّا. منذ سنوات مضت، في المقالة المسماة “لماذا أكتب”، كان قد وصف الكفاح من اجل إكمال كتاب: “إن تأليف كتاب كفاح مُنهِك مروّع، مثل نوبة طويلة من أحد الأمراض المؤلمِة. إن أحدًا لن يلتزم بشيء كهذا ما لم يكن منقادًا من قبل بعض الشياطين التي لا يمكن مقاومتها أو (هكذا يفترض).
وكما هو معلوم للجميع أن هذا الشيطان هو الفطرة نفسها التي تجعل طفلا يبكي لإثارة الانتباه. وبالرغم من الحقيقة الأخرى حيث لا يستطيع أحد كتابة شيء يستحق القراءة ما لم يناضل من أجل أن يمحو شخصيته باستمرار”. وبعدها ذلك اللحن الأخير الأوريلي المشهور “إن النثر الجيد يشبه زجاج نافذة”.
من ربيع 1947 حتى وفاته في عام1950 سيعيد أورويل تمثيل كل سمة من سمات هذا الكفاح في أقصى حد من الألم الذي يمكن تخيله. وخاصة أنه ربما استعذب التداخل بين النظرية والممارسة هو الذي كان دائمًا ينتعش على المصاب الذاتي.
في بادئ الأمر بعد ”شتاء لا يطاق مطلقًا” ابتهج بالعزلة والجمال البري لجورا ”أنا أصارع مع هذا الكتاب ”كتب إلى رب عمله”، هذا وأني قد أنتهي بنهاية السنة مهما كانت الظروف حتى وإن انقصم ظهري حتى ذلك الوقت، وطالما أنا بخير سوف أتوقف عن العمل الصحفي حتى الخريف.
بارنهيل تشرف على البحر في قمة الطريق إلى (بوتولد). لم تكن كبيرة مكونة من أربع غرف نوم صغيرة فوق مطبخ فسيح. الحياة كانت بسيطة حتى إنها بدائية ولم يكن هناك كهرباء، استعمل أورويل الغاز المعبأ للطبخ وتسخين الماء، الفوانيس أشعلها بالبارافين وفي الأمسيات أشعل الخث أيضًا كان لايزال يدخن بشكل متواصل تبغا أسود في لفافة السجائر. الجو الخانق في البيت كان مريحاً ولكن ليس صحياً، راديو البطارية كان وسيلة الاتصال الوحيدة بالعالم الخارجي.
كان أورويل إنسانًا لطيف المعشر لا يهتم بالماديات وصل ومعه فقط سرير نقال، طاولة وكرسيان وبعض القدور والمقالي. لقد كان متقشف العيش لكنه جهز الظروف التي يحب أن يعمل في ظلها. إنه معروف هنا كشبح في الضباب كرجل نحيل في معطف مطري.
عرفه أهل المنطقة باسمه الحقيقي اريك بلير، رجل حزين المظهر، شاحب، طويل. قلق حول ما كان عليه أن يتحمل في وحدته.
الحل أتى عندما انضم إليه طفله الرضيع ريتشارد ومربيته حيث تعهدت به أخته الخبيرة افريل. ريتشارد بلير يتذكر بأن أباه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئًا بدونها لقد كانت طباخة ماهرة ومتمرسة. “في كل أحاديث أبي عن فترة إقامته في جورا كان يشير إلى ضرورة وجودها “.
عندما استقر في جورا أخيرًا استطاع أورويل أن يبدأ العمل على كتابه. في نهاية أيار من عام 1947 أخبر ناشره فريد وربورغ:” أظن بأنه عليّ كتابة ثلث المسودة الأولية تقريبًا” لم أتمكن من إنجاز ما تأملته خلال هذا الوقت لأني حقيقة كنت في صحة تعسة هذه السنة منذ يناير صدري مثل عادته ولا أستطيع أن أشفى منه تمامًا”.
منتبهًا إلى نفاد صبر ناشره بالنسبة إلى الرواية الجديدة يضيف أورويل “بالطبع إن المسودة الأولية تعمها فوضى فظيعة بالنسبة للنتيجة النهائية لكن لا يهم أنه الجزء الأساسي من العمل “. مازال يبذل جهده وفي نهاية يوليو كان متوقعاً إنهاء المسودة الأولية في أكتوبر بعد ذلك قال بإنه لايزال يحتاج إلى ستة أشهر أخرى ليجعل النص جاهزًا للنشر. لكن حدث خطب ما.
جزء من متع الحياة في جورا أنه هو وولده الصغير كانا يستمتعان بالحياة في الهواء الطلق خارجين معًا للصيد لاستكشاف الجزيرة، متسكعين حول المراكب. في أغسطس في فترة الصيف الجميلة أورويل، افريل وريتشارد وبعض الأصدقاء بينما كانوا عائدين من نزهة إلى الساحل في مركب صغير كاد يغرق في دوامة كوريفريكان سيئة السمعة.
يتذكر ريتشارد بلير البرد القاتل في الماء المتجمد وأورويل الذي أقلق سعاله المستمر أصدقاءه، لم تظهر رئتيه أي تحسن خلال فترة شهرين كان في حالة سيئة. وكان رد فعل ديفيد استور تجاه هذه النجاة الدقيقة مختصرًا وحتى لا مباليًا.
استمر الكفاح الطويل مع الرجل الأخير في أوروبا في أواخر أكتوبر عام 1947عانى من صحة تعسة، أورويل اعترف بأن روايته لاتزال في فوضى مخيفة وهي بحاجة في ثلثيها إلى إعادة كتابة.
لقد كان يعمل في سرعة محمومة، زوار بارنهيل يتذكرون صوت آلته الكاتبة القادم من الطابق الأعلى في غرفة نومه، ثم في نوفمبر - برعاية أفريل المخلصة - انهار تحت وطأة التهاب الرئتين وأخبر كوسلر بأنه كان مريضًا جدًّا يرقد في السرير. تمامًا قبل عيد الميلاد في رسالة إلى زميل له في الأوبسيرفر، نقل له الأخبار التي كان يخاف من نقلها بأنه كان لديه مرض السل.
بعد أيام قليلة يكتب إلى استور من مشفى هيرميليس شرق كيلبرايد، لاناركشايراعترف ”ما زلت أشعر بأني أحتضر مقرًّا بأنه عندما أصابه المرض بعد حادثة دوامة كورفريكان”، مثل أحمق قررت عدم الذهاب إلى طبيب أردت مواصلة الكتاب الذي اكتبه.في عام 1947 لم يكن هناك علاج للسل وصف الأطباء له الهواء الطلق وحمية منتظمة، لكن كان هناك دواء جديد يجرب في الأسواق ستريبتومايسين والذي رتب استور لشحنه إلى هيرميريس من الولايات المتحدة.
يعتقد ريتشارد بلير بان والده قد أعطي جرعة زائدة من الدواء الأعجوبة الجديد، حيث إن الآثار الجانبية كانت فظيعة: (قُرح حنجرة، بثور في الفم، تساقط الشَعر، تقشر الجلد وتفكك أصابع القدم والأظافر).
لكن في مارس عام 1948 بعد ثلاثة أشهر من الجرعات اختفت أعراض السل تمامًا، ومن الواضح أن الدواء فعل فعله.
أخبر أورويل ناشره أن هذا يشبه ”إغراق سفينة للتخلص من الجرذان لكن لا بأس بذلك إذا كان فعالًا”. بينما كان يستعد لمغادرة المستشفى، تلقى أورويل رسالة من ناشره التي أدرك لاحقًا أنها كانت مسمارًا آخر في نعشه. كتب واربورغ إلى نجمه الكاتب ”من الحري القول بأنه من المهم من وجهة نظر مهنتك الأدبية الحصول على الرواية الجديدة في نهاية السنة وفي الواقع من الافضل قبل ذلك إذا كان ممكنًا”.
عندما أصبح في حال أفضل عاد أورويل إلى بارنهيل مستغرقًا في تنقيح مخطوطته، واعدًا واربورغ بأن يرسلها إليه في أوائل ديسمبر ويتحمل الطقس السيء في جورا الخريفية في أوائل أكتوبر أفضى إلى استور”علي الاعتياد على الكتابة في السرير بالرغم من أنه بالطبع غير الملائم الطباعة هناك، أنا أصارع تمامًا في المراحل الأخيرة من هذا الكتاب الدموي الذي يدور حول ما سوف تكون عليه الأمور إذا لم تكن الحرب الذرية حاسمة”.
هذه واحدة من الإشارات النادرة التي يتكلم فيها أورويل عن موضوع كتابه، هو يؤمن كالكثيرين من الكتاب بأنه كان فألًا سيئًا مناقشة العمل أثناء كتابته إلى انتوني بويل، وصف ذلك لاحقًا على أنه يوتوبيا كتبت على شكل رواية طباعة نسخة سليمة من آخر الرجال في أوروبا، أصبحت بعدًا آخر لمعركة أورويل مع كتابه الأكثر أنه راجع مخطوطته السيئة بشكل لا يصدق الأكثر أنها أصبحت وثيقة بإمكانه ان يقرأها ويفسرها اخبر رب عمله” طويلة جدًا أكثر من 125000 كلمة مع شخصيات صادقة، كتب ملاحظة أنا لست راضيًا عن هذا الكتا لكني لست مستاء جدا أظن بأن فكرته جيدة لكن التنفيذ كان سوف يكون أفضل لو لم أكتبها تحت وطأة السل “.
وكان ما يزال متردداً بشأن العنوان:” أنا أميل لتسميتها 1984 أو آخر الرجال في أوروبا ” كتب:” لكن ربما بإمكاني التفكير بشيء آخر في الأسبوع القادم أو الذي بعده” في نهاية شهر أكتوبر آمن اورويل بأنه انتهى من عمله ألان يحتاج فقط إلى مختزل للمساعدة لجعل معنى لكل هذا.
لقد كان سباقا مستميتا مع الوقت. صحة اورويل كانت تتدهور المخطوطة” السيئة بشكل لا يصدق” احتجت إلى إعادة كتابتها والمهلة النهائية في كانون أول كانت تقترب واربورغ وعد بالمساعدة وكذلك فعل وكيل اورويل عند الأغراض المتعارضة للطابعين المحتملين هم بشكل ما تعاونوا لجعل الحالة السيئة أسوأ إلى أقصى حد. اورويل بمساعدة حدسه تبع إحساس تلميذ المدرسة العامة الذي كانه سوف يمضي بها بمفرده.
في منتصف نوفمبر كان حاله من الضعف بحيث أنه لا يستطيع المشي بسهولة انسحب إلى السرير لمعالجة ” العمل المريع” في طباعة الكتاب على آلته الطابعة المتداعية بنفسه برفقة لفافته الأبدية أكواب القهوة والشاي القوية الدفء الذي يبعثه السخان الذي يعمل على بالبارافين مع عواصف بارنهيل الضاربة ليل ونهار هو ما زال يكافح في 30 من نوفمبر 1948 كان قد انتهى فعليا.
الآن أورويل المدافع القديم اعترض لدى وكيله أن ذلك حقًّا لم يكن يستحق كل هذا الهياج هو ليس إلا هذا طالما أنه يتعبني الجلوس لأي مدة من الوقت لا أستطيع الطباعة بشكل جيد كما إني لا أستطيع طباعة عدد كبير من الصفحات يومياً إلى جانب هو أضاف “لقد كان (رائعاً) كم عدد من الأخطاء من الممكن أن يرتكب المختزل المحترف يحصل وفي هذا الكتاب هناك صعوبة ذلك أنه يحتوي على العديد من المصطلحات الجديدة.”
وصلت نسخة أورويل المطبوعة على الآلة الكاتبة إلى لندن في منتصف ديسمبر كما وعد. اعترف واربورغ بتميزها في الحال:”من الكتب الأكثر رعباً التي قرأتها في حياتي”. وكذلك فعل زملاؤه وكتب ملاحظة خاصة:” إذا لم نبع من 15000 إلى 20000 نسخة فإننا يجب أن نُقتل”.
في هذه الأثناء كان أورويل قد غادر جورا وراجع مصحة لأمراض السل في كوتسولد:”كان علي دخولها منذ شهرين ولكن كان يتوجب علي أولاً إنهاء هذا الكتاب” مرةً أخرى تَدخّلَ استور لمُرَاقَبَة علاج صديقِه لكن طبيب أورويل بشكل خاص كان متشائمَاً.
عندما بدأت كلمة 1984 بالانتشار تحركت مواهب استور الصحفية وبدأ بالتخطيط لكتابة لمحة عنها للأوبزرفر. نشرت 1984في 8 يونيو لعام 1949(وبعد خمسة أيام في الولايات المتحدة) ونالت اعترافاً عالمياً على أنها تحفة نادرة حتى من قبل وينستون تشرشل الذي أخبر طبيبه بأنه قرأها مرتين.
استمرت صحة أورويل في التدهور. تزوج في أكتوبر عام 1949 في غرفته في مبنى مشفى الكلية الجامعية من سونيا برونيل بوجود ديفيد استور كإشبين. لقد كان يمضي في لحظة من السعادة وبقي كذلك حتى رأس السنة الجديدة لعام 1950 خلال ساعات قليلة من يوم21 يناير عانى نزف هائل في المشفى ومات وحيداً.
الأخبار كانت قد أُذيعت على ال BBC في الصباح التالي. بقيت أفريل بلير وابن أخيها في (جورا) وسمعا الخبر على الراديو في بارنهيل.
ريتشارد بلير لا يتذكر فيما إذا كان ذلك اليوم مشمساً أو بارداً، لكنه يتذكر الصدمة التي أحدثتها الأخبار: والده توفي عن عمر ناهز 46 عاماً.
رتب ديفيد استور لدفن أورويل في باحة كنيسة ساتن كورتناي، اكسفوردشاير. هو يرقد هناك الآن، باسم اريك بلير، بين ه. ه اسكويث وأسرة محلية من الغجر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.