هبوط أسعار الذهب اليوم فى مصر لعيار 21 بعد تراجع السعر العالمى    توقعات بزيادة 8 ملايين سائح بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. فيديو    أردوغان: اتفاقية يوروفايتر مع بريطانيا تعزز العلاقات الاستراتيجية    الكومي يكشف كواليس جديدة في أزمة عقوبة دونجا    دليلك الكامل لضبط الساعة مع بدء العمل بالتوقيت الشتوي.. خطوة بخطوة قبل الموعد الرسمي    تعرف على موارد هيئة المتحف المصري الكبير وفقًا للقانون    إقبال جماهيري كبير على ليالي مهرجان الموسيقى العربية 33 في الإمارات    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 27-10-2025 في الشرقية    بدون شرائح اللحم.. اعرفي أسهل طريقة لعمل الشاورما اللحمة المصري    وزيرة التضامن تشهد الاحتفال باليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية    ألفاريز يقود هجوم أتلتيكو مدريد أمام بيتيس في الدوري الإسباني    حقيقة فيديو متداول ل«ترحيل السوريين من ألمانيا»    عبد المنعم سعيد: حماس دمّرت اتفاق أوسلو.. ومصر تبذل جهودًا كبرى لتوحيد الصف الفلسطيني    تعرف على مواقيت الصلاة الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 في مطروح    هدف عكسي.. أهلي جدة يتقدم على الباطن في الشوط الأول    انطلاق المبادرة الرئاسية تمكين لدعم الطلاب ذوي الإعاقة بالمنيا    مدير «تعليم المنيا»: المعلمين الركيزة الأساسية في بناء الأجيال وصناعة مستقبل الوطن    كل ما تريد معرفته عن التوقيت الشتوي في مصر 2025.. الموعد وطريقة الضبط الدقيقة    مريم سوليكا تكشف قصة اختيارها كأول شابة مصرية ضمن قادة الأمم المتحدة للشباب    الأهالي يودعون صغيرهم سليم بعد سقوطه في بالوعة للصرف الصحي    إزاى تقدم على معاش تكافل وكرامة ؟.. خطوات الاشتراك والمستندات المطلوبة    انطلاق مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في المنيا لفحص إبصار طلاب المرحلة الابتدائية    ابن فريدة سيف النصر يكشف ل اليوم السابع سبب غياب والدته عن جنازة وعزاء شقيقها    خروج جثمان طفل شبرا الخيمة من مستشفى ناصر التخصصى بعد تصريح النيابة بالدفن    لدغتها تصيب بالحمى والقرحة.. مخاطر «ذبابة الرمل السوداء» بعد وفاة طفل في الأردن    الأديب الدبلوماسى أحمد فريد المرسى: أعمالى نوافذ على عوالم مغايرة    المخرج سعد هنداوى يطالب بتكريم عادل إمام ببناء دار عرض تحمل اسمه    استمرار محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان لليوم الثالث في ظل توترات حدودية    هل يضاعف حساب الذنوب حال ارتكاب معاصي بعد العمرة أو الحج؟.. فيديو    ضبط 2800 لتر من زيوت السيارات مجهولة المصدر بالخانكة    نواب الأمة    بعد إعلان عرضه.. تفاصيل مشاركة مهرة مدحت بمسلسل كارثة طبيعة بطولة محمد سلام    في ملتقى عالمي بالرياض د.خالد عبد الغفار: العائد الاستثماري في الصحة يحقق أربعة أضعاف    رئيس المركزي للمحاسبات يفتتح أعمال المجلس التنفيذي ال79 للإنتوساي بشرم الشيخ    المشدد 10 سنوات لعامل لاتهامه بهتك عرض صغيرة بالقليوبية    الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة بتروجيت وسط تركيز عالٍ وتظلم رسمي ضد الكاف    ملك الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة ومستعدون لدعم الشرطة الفلسطينية    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان روما الاعتراف بدولة فلسطين (صور)    محمد صلاح ضمن قائمة المرشحين لأفضل 11 لاعباً فى العالم من فيفبرو    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    تأجيل محاكمة 89 متهما بقضية "خلية داعش مدينة نصر" لجلسة 11 يناير المقبل    بث مباشر.. الفتح في ضيافة الرياض الليلة الساعة 5.35 في دوري روشن السعودي 2025    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    رسمياً.. يوفنتوس يقيل تودور بعد أسوأ سلسلة نتائج منذ 2009    لجنة فلسطين بالبرلمان العربي تعتمد مجموعة من التوصيات لدعم القضية    مشهد صادم على الطريق.. سائق ميكروباص يدخن "شيشة" وهو يقود في الإسكندرية    أول صورة لضحية حادث تصادم سيارتين ملاكي وتريلا في قنا    رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة    مراسل القاهرة الإخبارية: الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ما زالت بالغة الصعوبة    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    فينيسيوس: لانريد الإساءة للاعبين شباب أو للجماهير.. وعلينا أن نستمتع قليلا    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    شيخ الأزهر في القمة العالمية للسلام بروما: لا سلام بالشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية    هل ستتعرض القاهرة الكبري لأمطار خلال الساعات المقبلة ؟ الأرصاد تجيب    «الرقابة الصحية» تعقد الاجتماع الأول لإعداد معايير اعتماد مكاتب الصحة والحجر الصحي    أسعار اللحوم اليوم الاثنين في شمال سيناء    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترجمات| التحفة التي قتلت جورج أورويل
نشر في التحرير يوم 14 - 05 - 2016


ترجمة- أمانى لازار:
في عام 1946، أعار "ديفيد استور" - أحد محرري صحيفة الأوبزرفر- جورج أورويل مزرعته الأسكتلندية المنعزلة من أجل تأليف روايته الجديدة (1984) التي أصبحت واحدة من أهم الروايات في القرن العشرين.
هنا يخبرنا (روبرت ماك كروم) القصة الكاملة عن الفترة الصعبة التي أقام فيها أورويل على الجزيرة حيث كان الكاتب قريبًا من الموت محاطاً ببنات أفكاره، متورطاً في صراع محموم لإنهاء هذا الكتاب.
” لقد كان يوماً باردًا ناصعًا من أيام أبريل، والساعات كانت تدق الواحدة".
بالرغم من مرور ستين عامًا على نشر تحفة أورويل (ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون) فإن ذلك السطر الأول الشفاف ما يزال يبدو بسيطاً ومهماً كما كان دائماً.لكن عندما ترى المخطوطة الأصلية، تجد شيئا آخر: ليس هذا الوضوح الصريح، بل الكثير من الشطب والتصحيح، باستخدام ألوان متعددة من الحبر. وهذا ما يكشف عن ذلك الاضطراب غير العادي وراء تأليفها.
أغلب الظن أن رواية القرن العشرين الحاسمة هي القصة التي تبقى جديدة ومعاصرة بشكل أبدي والتي تحوي على تعابير مثل ”الأخ الأكبر”،” التفكير المزدوج ” أو” الكلام الجديد” التي أصبحت جزء لا يتجزأ من يومياتنا. ترجمت الرواية إلى أكثر من 65 لغة وبيعت منها ملايين النسخ حول العالم وهذا ما أعطى لجورج أورويل مكانة متميزة حول العالم.
ومصطلح ” أورويلي” اليوم هو تعبير عالمي يدل على ما هو قمعي أو استبدادي وقصة وينستون سميث كما هي قصة كل رجل في زمنه يصل صداها للقراء الذين يخافون من المستقبل، والذين هم مختلفين جدًّا عن هؤلاء الذين كتب لهم الكاتب الإنجليزي هذه الرواية في منتصف الأربيعينات.
خيم شبح الظروف المحيطة بكتابة ألف وتسعمائة وأربع وثمانين وهذا ما ساعد على تفسير قتامة عالم أورويل المرير. كان الكاتب الإنجليزي مريضًا يصارع وحده بنات أفكاره في مكان بعيد أسكتلندي كئيب فيما خلفته الحرب العالمية الثانية من آثار مقفرة.
فكرة ألف وتسعمائة وأربع وثمانون، أو ”الرجل الأخير في أوروبا” كانت كامنة في بال أورويل منذ الحرب الاهلية الإسبانية.
هذه الرواية التي تدين إلى يوتوبيا يفغيني زامياتين بشيء ما. من المحتمل أنها بدأت تأخذ شكلًا واضحًا بين عامي 1943-1944 في الفترة التي تبنى فيها وزوجته ابنهما الوحيد ريتشارد.
أورويل نفسه اعترف بأن لقاء الزعماء المتحالفين في مؤتمر طهران في عام 1944 ألهمه بطريقة ما. (اسحق دوتشر) زميلي في الأوبسيرفر ذكر بأن أورويل ”كان مقتنعًا بأن ستالين وتشرشل وروزفلت كانوا قد خططوا لتقسيم العالم” في طهران.
عمل أورويل في البداية لصالح ديفيد استور صاحب صحيفة الأوبسيرفر منذ عام 1942 كمراجع للكتب، ولاحقاً كمراسل.
اعترف المحرر بإعجابه العظيم باورويل: ”بصراحة أكثر ما يعجبني أمانته وتعففه”، وسيكون راعيه على مدار الأربعينات.
إن حميمية صداقتهما كانت مهمة بالنسبة لرواية ألف وتسعمائة وأربع وثمانون.
استفادت تجربه أورويل الإبداعية من انضمامه للأوبسيرفر في كتابة (مزرعة الحيوان).
فيما الحرب تقارب على نهايتها كان التفاعل المثمر بين صحافة يوم الأحد والقصة يساهم في خلق الرواية الأكثر ظلمة وتعقيدًا، والتي كانت في باله بعد أن ذاع صيت ”حكاية الجنية”.
من الواضح من مقالاته في الأوبسيرفر على سبيل المثال، بأنه كان مسحوراً بالعلاقة بين الأخلاق واللغة. كان هناك تأثيرات أخرى في العمل.مباشرة بعد تبني ريتشارد، حُطّمتْ شقّة أورويل بفعل عابث. جو الإرهاب العشوائي في حياة الحرب اليومية في لندن أصبحت جزءًا من مزاج الرواية في أثناء مخاضها.
لكن الأسوأ كان قادمًا في مارس من عام 1945 بينما كانت توزع الأوبسيرفر في أوروبا، تلقى أورويل أخبار بأن زوجته ايلين قد ماتت تحت التخدير في عملية بسيطة.
فجأة صار أرمل وأباً وحيداً عليه تدبير أمور حياته الصعبة في مساكن ايسلينجتون، محاولاً باستمرار كبح فيضان الندم والحزن الذي واجهه بوفاة زوجته قبل الأوان. في عام 1945 على سبيل المثال كتب ما يقارب 10000 كلمة لعدة منشورات من ضمنها 15 مقالة للاوبسيرفر في مراجعة الكتب.
كان لعائلة استور عقاراً تملكه على جزيرة أسكتلندية بعيدة تدعى (جورا) بجانب (ايسلي) كان له هناك مزرعة تدعى بارنهيل، تبعد سبعة أميال عن (اردلوسا) في الطرفِ الشماليِ البعيدِ لهذا الإصبعِ الصخريِ في جزر الهبرديس الداخليةِ. مبدئياً قدمه استور لأورويل من أجل قضاء عطلة.
في حديث للأوبزرفر الأسبوع الماضي، قال ريتشارد بلير: إنه يعتقد من خلال قصص العائلة أن استور كان مأخوذًا برد فعل أورويل المتحمس.
في مايو 1946 أورويل، وفيما كان أورويل يلملم أشلاء حياته المحطمة، أَخذ القطار للرحلة الطويلةِ والصعبة إلى جورا. أخبرَ صديقه آرثر كوستلر بأنّ ذلك كان “يشبه الى حد بعيد تجهيز سفينةِ لرحلة قطبية”.
لقد كانت نقلة خطرة، لم يكن أورويل في صحة جيدة. شتاء 1946-1947 كانت واحدة من السنوات الأكثر برودة في القرن. بريطانيا ما بعد الحرب كانت أكثر كآبة حتى من أيام الحرب وهو لطالما عانى من مشاكل في جهازه التنفسي.
على الأقل تخلص من غضبات مجتمع لندن الأدبي لقد كان حرًّا، ليبدأ بداية غير مثقلة بالرواية الجديدة ” مخنوق تحت وطأة الصحافة” كما قال، لقد أخبر أحد أصدقاءه” إني أصبح يومًا بعد يوم كبرتقالة معصورة”.
لسخرية الأقدار أن جزءًا من متاعب أورويل جاءت بعد نجاح (مزرعة الحيوان)، بعد سنوات من الإهمال واللامبالاة بدأ العالم يعي مقدار عبقريته ”ما زال كل شخص يهاجمني” مشتكيًا إلى كوستلر.
”يريدونني أنا أحاضر، أن أؤلف الكتيبات التي يستكتبوني إياها، والاجتماعات هنا وهناك، إلخ - أنت لا تعرف كم أتوق إلى أن أتحرر من كل ذلك لكي يكون لدي الوقت للتفكير مجددا ً".
في جورا سوف يكون متحرراً من حالات صرف الانتباه هذه لكن وعد الحرية المبدعة على جزيرة في هيبرايدس لم يكن مجانيًّا. منذ سنوات مضت، في المقالة المسماة “لماذا أكتب”، كان قد وصف الكفاح من اجل إكمال كتاب: “إن تأليف كتاب كفاح مُنهِك مروّع، مثل نوبة طويلة من أحد الأمراض المؤلمِة. إن أحدًا لن يلتزم بشيء كهذا ما لم يكن منقادًا من قبل بعض الشياطين التي لا يمكن مقاومتها أو (هكذا يفترض).
وكما هو معلوم للجميع أن هذا الشيطان هو الفطرة نفسها التي تجعل طفلا يبكي لإثارة الانتباه. وبالرغم من الحقيقة الأخرى حيث لا يستطيع أحد كتابة شيء يستحق القراءة ما لم يناضل من أجل أن يمحو شخصيته باستمرار”. وبعدها ذلك اللحن الأخير الأوريلي المشهور “إن النثر الجيد يشبه زجاج نافذة”.
من ربيع 1947 حتى وفاته في عام1950 سيعيد أورويل تمثيل كل سمة من سمات هذا الكفاح في أقصى حد من الألم الذي يمكن تخيله. وخاصة أنه ربما استعذب التداخل بين النظرية والممارسة هو الذي كان دائمًا ينتعش على المصاب الذاتي.
في بادئ الأمر بعد ”شتاء لا يطاق مطلقًا” ابتهج بالعزلة والجمال البري لجورا ”أنا أصارع مع هذا الكتاب ”كتب إلى رب عمله”، هذا وأني قد أنتهي بنهاية السنة مهما كانت الظروف حتى وإن انقصم ظهري حتى ذلك الوقت، وطالما أنا بخير سوف أتوقف عن العمل الصحفي حتى الخريف.
بارنهيل تشرف على البحر في قمة الطريق إلى (بوتولد). لم تكن كبيرة مكونة من أربع غرف نوم صغيرة فوق مطبخ فسيح. الحياة كانت بسيطة حتى إنها بدائية ولم يكن هناك كهرباء، استعمل أورويل الغاز المعبأ للطبخ وتسخين الماء، الفوانيس أشعلها بالبارافين وفي الأمسيات أشعل الخث أيضًا كان لايزال يدخن بشكل متواصل تبغا أسود في لفافة السجائر. الجو الخانق في البيت كان مريحاً ولكن ليس صحياً، راديو البطارية كان وسيلة الاتصال الوحيدة بالعالم الخارجي.
كان أورويل إنسانًا لطيف المعشر لا يهتم بالماديات وصل ومعه فقط سرير نقال، طاولة وكرسيان وبعض القدور والمقالي. لقد كان متقشف العيش لكنه جهز الظروف التي يحب أن يعمل في ظلها. إنه معروف هنا كشبح في الضباب كرجل نحيل في معطف مطري.
عرفه أهل المنطقة باسمه الحقيقي اريك بلير، رجل حزين المظهر، شاحب، طويل. قلق حول ما كان عليه أن يتحمل في وحدته.
الحل أتى عندما انضم إليه طفله الرضيع ريتشارد ومربيته حيث تعهدت به أخته الخبيرة افريل. ريتشارد بلير يتذكر بأن أباه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئًا بدونها لقد كانت طباخة ماهرة ومتمرسة. “في كل أحاديث أبي عن فترة إقامته في جورا كان يشير إلى ضرورة وجودها “.
عندما استقر في جورا أخيرًا استطاع أورويل أن يبدأ العمل على كتابه. في نهاية أيار من عام 1947 أخبر ناشره فريد وربورغ:” أظن بأنه عليّ كتابة ثلث المسودة الأولية تقريبًا” لم أتمكن من إنجاز ما تأملته خلال هذا الوقت لأني حقيقة كنت في صحة تعسة هذه السنة منذ يناير صدري مثل عادته ولا أستطيع أن أشفى منه تمامًا”.
منتبهًا إلى نفاد صبر ناشره بالنسبة إلى الرواية الجديدة يضيف أورويل “بالطبع إن المسودة الأولية تعمها فوضى فظيعة بالنسبة للنتيجة النهائية لكن لا يهم أنه الجزء الأساسي من العمل “. مازال يبذل جهده وفي نهاية يوليو كان متوقعاً إنهاء المسودة الأولية في أكتوبر بعد ذلك قال بإنه لايزال يحتاج إلى ستة أشهر أخرى ليجعل النص جاهزًا للنشر. لكن حدث خطب ما.
جزء من متع الحياة في جورا أنه هو وولده الصغير كانا يستمتعان بالحياة في الهواء الطلق خارجين معًا للصيد لاستكشاف الجزيرة، متسكعين حول المراكب. في أغسطس في فترة الصيف الجميلة أورويل، افريل وريتشارد وبعض الأصدقاء بينما كانوا عائدين من نزهة إلى الساحل في مركب صغير كاد يغرق في دوامة كوريفريكان سيئة السمعة.
يتذكر ريتشارد بلير البرد القاتل في الماء المتجمد وأورويل الذي أقلق سعاله المستمر أصدقاءه، لم تظهر رئتيه أي تحسن خلال فترة شهرين كان في حالة سيئة. وكان رد فعل ديفيد استور تجاه هذه النجاة الدقيقة مختصرًا وحتى لا مباليًا.
استمر الكفاح الطويل مع الرجل الأخير في أوروبا في أواخر أكتوبر عام 1947عانى من صحة تعسة، أورويل اعترف بأن روايته لاتزال في فوضى مخيفة وهي بحاجة في ثلثيها إلى إعادة كتابة.
لقد كان يعمل في سرعة محمومة، زوار بارنهيل يتذكرون صوت آلته الكاتبة القادم من الطابق الأعلى في غرفة نومه، ثم في نوفمبر - برعاية أفريل المخلصة - انهار تحت وطأة التهاب الرئتين وأخبر كوسلر بأنه كان مريضًا جدًّا يرقد في السرير. تمامًا قبل عيد الميلاد في رسالة إلى زميل له في الأوبسيرفر، نقل له الأخبار التي كان يخاف من نقلها بأنه كان لديه مرض السل.
بعد أيام قليلة يكتب إلى استور من مشفى هيرميليس شرق كيلبرايد، لاناركشايراعترف ”ما زلت أشعر بأني أحتضر مقرًّا بأنه عندما أصابه المرض بعد حادثة دوامة كورفريكان”، مثل أحمق قررت عدم الذهاب إلى طبيب أردت مواصلة الكتاب الذي اكتبه.في عام 1947 لم يكن هناك علاج للسل وصف الأطباء له الهواء الطلق وحمية منتظمة، لكن كان هناك دواء جديد يجرب في الأسواق ستريبتومايسين والذي رتب استور لشحنه إلى هيرميريس من الولايات المتحدة.
يعتقد ريتشارد بلير بان والده قد أعطي جرعة زائدة من الدواء الأعجوبة الجديد، حيث إن الآثار الجانبية كانت فظيعة: (قُرح حنجرة، بثور في الفم، تساقط الشَعر، تقشر الجلد وتفكك أصابع القدم والأظافر).
لكن في مارس عام 1948 بعد ثلاثة أشهر من الجرعات اختفت أعراض السل تمامًا، ومن الواضح أن الدواء فعل فعله.
أخبر أورويل ناشره أن هذا يشبه ”إغراق سفينة للتخلص من الجرذان لكن لا بأس بذلك إذا كان فعالًا”. بينما كان يستعد لمغادرة المستشفى، تلقى أورويل رسالة من ناشره التي أدرك لاحقًا أنها كانت مسمارًا آخر في نعشه. كتب واربورغ إلى نجمه الكاتب ”من الحري القول بأنه من المهم من وجهة نظر مهنتك الأدبية الحصول على الرواية الجديدة في نهاية السنة وفي الواقع من الافضل قبل ذلك إذا كان ممكنًا”.
عندما أصبح في حال أفضل عاد أورويل إلى بارنهيل مستغرقًا في تنقيح مخطوطته، واعدًا واربورغ بأن يرسلها إليه في أوائل ديسمبر ويتحمل الطقس السيء في جورا الخريفية في أوائل أكتوبر أفضى إلى استور”علي الاعتياد على الكتابة في السرير بالرغم من أنه بالطبع غير الملائم الطباعة هناك، أنا أصارع تمامًا في المراحل الأخيرة من هذا الكتاب الدموي الذي يدور حول ما سوف تكون عليه الأمور إذا لم تكن الحرب الذرية حاسمة”.
هذه واحدة من الإشارات النادرة التي يتكلم فيها أورويل عن موضوع كتابه، هو يؤمن كالكثيرين من الكتاب بأنه كان فألًا سيئًا مناقشة العمل أثناء كتابته إلى انتوني بويل، وصف ذلك لاحقًا على أنه يوتوبيا كتبت على شكل رواية طباعة نسخة سليمة من آخر الرجال في أوروبا، أصبحت بعدًا آخر لمعركة أورويل مع كتابه الأكثر أنه راجع مخطوطته السيئة بشكل لا يصدق الأكثر أنها أصبحت وثيقة بإمكانه ان يقرأها ويفسرها اخبر رب عمله” طويلة جدًا أكثر من 125000 كلمة مع شخصيات صادقة، كتب ملاحظة أنا لست راضيًا عن هذا الكتا لكني لست مستاء جدا أظن بأن فكرته جيدة لكن التنفيذ كان سوف يكون أفضل لو لم أكتبها تحت وطأة السل “.
وكان ما يزال متردداً بشأن العنوان:” أنا أميل لتسميتها 1984 أو آخر الرجال في أوروبا ” كتب:” لكن ربما بإمكاني التفكير بشيء آخر في الأسبوع القادم أو الذي بعده” في نهاية شهر أكتوبر آمن اورويل بأنه انتهى من عمله ألان يحتاج فقط إلى مختزل للمساعدة لجعل معنى لكل هذا.
لقد كان سباقا مستميتا مع الوقت. صحة اورويل كانت تتدهور المخطوطة” السيئة بشكل لا يصدق” احتجت إلى إعادة كتابتها والمهلة النهائية في كانون أول كانت تقترب واربورغ وعد بالمساعدة وكذلك فعل وكيل اورويل عند الأغراض المتعارضة للطابعين المحتملين هم بشكل ما تعاونوا لجعل الحالة السيئة أسوأ إلى أقصى حد. اورويل بمساعدة حدسه تبع إحساس تلميذ المدرسة العامة الذي كانه سوف يمضي بها بمفرده.
في منتصف نوفمبر كان حاله من الضعف بحيث أنه لا يستطيع المشي بسهولة انسحب إلى السرير لمعالجة ” العمل المريع” في طباعة الكتاب على آلته الطابعة المتداعية بنفسه برفقة لفافته الأبدية أكواب القهوة والشاي القوية الدفء الذي يبعثه السخان الذي يعمل على بالبارافين مع عواصف بارنهيل الضاربة ليل ونهار هو ما زال يكافح في 30 من نوفمبر 1948 كان قد انتهى فعليا.
الآن أورويل المدافع القديم اعترض لدى وكيله أن ذلك حقًّا لم يكن يستحق كل هذا الهياج هو ليس إلا هذا طالما أنه يتعبني الجلوس لأي مدة من الوقت لا أستطيع الطباعة بشكل جيد كما إني لا أستطيع طباعة عدد كبير من الصفحات يومياً إلى جانب هو أضاف “لقد كان (رائعاً) كم عدد من الأخطاء من الممكن أن يرتكب المختزل المحترف يحصل وفي هذا الكتاب هناك صعوبة ذلك أنه يحتوي على العديد من المصطلحات الجديدة.”
وصلت نسخة أورويل المطبوعة على الآلة الكاتبة إلى لندن في منتصف ديسمبر كما وعد. اعترف واربورغ بتميزها في الحال:”من الكتب الأكثر رعباً التي قرأتها في حياتي”. وكذلك فعل زملاؤه وكتب ملاحظة خاصة:” إذا لم نبع من 15000 إلى 20000 نسخة فإننا يجب أن نُقتل”.
في هذه الأثناء كان أورويل قد غادر جورا وراجع مصحة لأمراض السل في كوتسولد:”كان علي دخولها منذ شهرين ولكن كان يتوجب علي أولاً إنهاء هذا الكتاب” مرةً أخرى تَدخّلَ استور لمُرَاقَبَة علاج صديقِه لكن طبيب أورويل بشكل خاص كان متشائمَاً.
عندما بدأت كلمة 1984 بالانتشار تحركت مواهب استور الصحفية وبدأ بالتخطيط لكتابة لمحة عنها للأوبزرفر. نشرت 1984في 8 يونيو لعام 1949(وبعد خمسة أيام في الولايات المتحدة) ونالت اعترافاً عالمياً على أنها تحفة نادرة حتى من قبل وينستون تشرشل الذي أخبر طبيبه بأنه قرأها مرتين.
استمرت صحة أورويل في التدهور. تزوج في أكتوبر عام 1949 في غرفته في مبنى مشفى الكلية الجامعية من سونيا برونيل بوجود ديفيد استور كإشبين. لقد كان يمضي في لحظة من السعادة وبقي كذلك حتى رأس السنة الجديدة لعام 1950 خلال ساعات قليلة من يوم21 يناير عانى نزف هائل في المشفى ومات وحيداً.
الأخبار كانت قد أُذيعت على ال BBC في الصباح التالي. بقيت أفريل بلير وابن أخيها في (جورا) وسمعا الخبر على الراديو في بارنهيل.
ريتشارد بلير لا يتذكر فيما إذا كان ذلك اليوم مشمساً أو بارداً، لكنه يتذكر الصدمة التي أحدثتها الأخبار: والده توفي عن عمر ناهز 46 عاماً.
رتب ديفيد استور لدفن أورويل في باحة كنيسة ساتن كورتناي، اكسفوردشاير. هو يرقد هناك الآن، باسم اريك بلير، بين ه. ه اسكويث وأسرة محلية من الغجر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.