لا يجب أن نملّ أو نكلّ من التباهى والفرح وإعلان الفخر والاعتزاز بشعبنا الذى علَّم الدنيا الترقى وفنون الحضارة وظن المجرمون الخارجون من الكهوف المظلمة أن باستطاعتهم خطفه من نفسه، ونشل مستقبله والسطو على عقله بأسلحة الكذب والنصب والجهالة وتشويه روحه الطاهرة الوثابة بأوساخ التعصب والطائفية المقيتة، فإذا به أو من أمس يغافل الأشرار الأغبياء وهم سادرون وغارقون تماما فى بحر الأكاذيب والغرور والتخريب، وينفجر كبركان هائل وخرافى، ويجعل من ملايين أجساده العارية حممًا هائلة لا سبيل لصدها، وهى تندفع بقوة إلهية جبارة تقتلع عصابات الفاشية من جذورها، وتكنس مِن على وجه الوطن قطعان المخربين القتلة معدومى الحس والضمير، فى مشهد مهيب رهيب ربما لم تعرف أمم الدنيا مثيلا له على امتداد التاريخ.. لا فى سموِّه ولا علوه ولا فى حجمه الهائل الذى لامس أكتاف اللا معقول شخصيا. يقول الفلاسفة إن لا حقيقة تفوق أو تنافس الحقيقة المادية القائمة فعلا، ومن ينكر وجود الشمس فى كبد النهار، لن يضيرها طبعا، ولن يحرم الناس دفئها وضوءها الساطع، كما أنه هو نفسه لن يستفيد شيئا من إنكاره سوى تنبيه من حوله وإقناعهم بأنه سكن واستقر فى نعيم الجنان الرسمى، وقد وجب نقله فورا إلى عنبر الحالات الخطرة فى مستشفى الأمراض العقلية.. هذا هو تعليقى الوحيد على خطرفات وهلفطات قطعان «جماعة الشر» السرِّية وأبواق وخدامين «ذراعها الرئاسية» البؤساء الذين داهمهم طوفان الشعب المصرى فلاذوا بالإنكار وأمعنوا فى مزيد من الطيش والغباوة وأخذوا يقلدون، ليس المخلوع وولده فى آخر أيامه فقط (أظنه كان على فساده وغطرسته وعناده، أذكى وأرحم منهم)، بل فعلوا مثل صبى الطاغية «عتريس» فى فيلم «شىء من الخوف»، فهذا الصبى لما طار عقله بسبب خيانة سيده له مع عروسه، هام على وجهه مشردا فى طرقات البلدة وراح يهذى ويعوى فى الناس هاتفا: أنا مفترى.. أنا عتريس وستين عتريس فى بعض.. أنا بلوة مسيّحة!! طبعا الناس لم تصدق لكنهم أوسعوه ضربا وأشبعوه تريقة وضحكا حتى طوى النسيان سيرته واندحر قبل الطاغية نفسه، وغار فى ستين داهية. (هذه الفقرة مهداة بالذات وخصوصا إلى قطاع من الخدامين بالأجرة فى مغارة «الجماعة»، وحفنة «الصراصير البيضاء» المنافقة التى ما زلت تعشش فى شقوق وزوايا بعض الصحف) إن لم ترتدع «جماعة الشر» الفاشية الفاشلة وتُسلّم «السريقة» بسرعة وتستسلم للشعب المصرى فورا، وتنزل على إرادته وتنهى دون لكاعة عملية السطو المسلح على الوطن دولة ومجتمعا، فسوف يكون صعبا جدا -وربما مستحيلا- أن نحمى ونحافظ على حقها فى مجرد الوجود فى حياتنا.. نريد أن تخرجوا فقط من الحكم الذى اغتصبتموه بالزور والمخاتلة والبطلان، وأن نتحرر من مشروعكم الفاشى الإجرامى فحسب، لكنكم بالغباوة والعناد والتهور قد تدفعون خلق الله دفعا إلى إنزال العقاب عليكم، أعظم قوة وأشد قسوة.. تلك والله نصيحة مخلصة فلا تتمادوا فى «التتييس»، ولا يأخذكم جنان الكِبر والغرور.