ماكرون: نمضي قدما نحو سلام راسخ ودائم في أوكرانيا    طقس الثلاثاء.. استمرار تأثير المنخفض الجوي وأمطار متفاوتة الشدة    حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الثلاثاء في مصر    جمارك مطار أسيوط تضبط تهريب كمية من مستحضرات التجميل    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    وزير قطاع الأعمال العام: عودة منتجات «النصر للسيارات» للميني باص المصري بنسبة مكون محلي 70%    بعد حادث حاويات قطار طوخ، مواعيد قطارات «القاهرة – الإسكندرية» اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025    بتكلفة 2.5 مليون جنيه.. إنشاء أكبر شلتر للكلاب الضالة بمدينة 15 مايو    رغم التأكيد أنه لن يغادر بلاده، دولة تعلن استعدادها لمنح اللجوء السياسي للرئيس الفنزويلي    قاتل النساء الصامت.. RSV الخطر الذي يهدد حياة الرضع    وزير التموين: أسعار أسواق اليوم الواحد أرخص 30%.. وكرتونة البيض تراجعت ل 110 جنيهات    حورية فرغلي: لسه بعاني من سحر أسود وبتكلم مع ربنا كتير    جلال برجس: الرواية أقوى من الخطاب المباشر وتصل حيث تعجز السياسة    حورية فرغلي: بقضي وقتي مع الحيوانات ومبقتش بثق في حد    وكيل صحة الغربية يعلن افتتاح وحدة التصلب المتعدد والسكتة الدماغية بمستشفى طنطا العام    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 16 ديسمبر    لإجراء الصيانة.. انقطاع التيار الكهربائي عن 21 قرية في كفر الشيخ    أيامى فى المدينة الجامعية: عن الاغتراب وشبح الخوف!    انهيار ضريح وظهور رفات الجثامين يثير موجة غضب في المنوفية    وفاة شخص وإصابة شقيقه في مشاجرة بالغربية    مباراة ال 8 أهداف.. بورنموث يفرض تعادلا مثيرا على مانشستر يونايتد    لقاح الإنفلونزا.. درع الوقاية للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الشتاء    إنقاذ قلب مريض بدسوق العام.. تركيب دعامتين دوائيتين ينهي معاناة 67 عامًا من ضيق الشرايين    العربية لحقوق الإنسان والمفوضية تدشنان حوارا إقليميا لإنشاء شبكة خبراء عرب    ثماني دول أوروبية تناقش تعزيز الدفاعات على الحدود مع روسيا    لوكاشينكو يؤكد أن أبواب بيلاروس مفتوحة أمام مادورو    «المؤشر العالمي للفتوى» يناقش دور الإفتاء في مواجهة السيولة الأخلاقية وتعزيز الأمن الفكري    5 أعشاب تخلصك من احتباس السوائل بالجسم    كأس العرب، حارس مرمى منتخب الأردن بعد إقصاء السعودية لسالم الدوسري: التواضع مطلوب    نقيب أطباء الأسنان يحذر من زيادة أعداد الخريجين: المسجلون بالنقابة 115 ألفا    مصرع طفلين وإصابة 4 أشخاص على الأقل فى انفجار بمبنى سكنى فى فرنسا    شيخ الأزهر يهنئ ملك البحرين باليوم الوطني ال54 ويشيد بنموذجها في التعايش والحوار    فتش عن الإمارات .. حملة لليمينيين تهاجم رئيس وزراء كندا لرفضه تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية    منذر رياحنة يوقّع ختام «كرامة» ببصمته... قيادة تحكيمية أعادت الاعتبار للسينما الإنسانية    الكونغو: سجن زعيم المتمردين السابق لومبالا 30 عامًا لارتكابه فظائع    محافظ القليوبية ومدير الأمن يتابعان حادث تساقط حاويات من قطار بضائع بطوخ    لجنة فنية للتأكد من السلامة الإنشائية للعقارات بموقع حادث سقوط حاويات فارغة من على قطار بطوخ    تحطم زجاج سيارة ملاكي إثر انهيار شرفة عقار في الإسكندرية    نهائي كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب ضد الأردن والقنوات الناقلة    منتدى «السياحة والآثار» وTripAdvisor يناقشان اتجاهات السياحة العالمية ويبرزان تنوّع التجربة السياحية المصرية    في جولة ليلية.. محافظ الغربية يتفقد رصف شارع سيدي محمد ومشروعات الصرف بسمنود    محافظ الجيزة يتابع تنفيذ تعديلات مرورية بشارع العروبة بالطالبية لتيسير الحركة المرورية    العمل: طفرة في طلب العمالة المصرية بالخارج وإجراءات حماية من الشركات الوهمية    الثلاثاء إعادة 55 دائرة فى «ثانية نواب» |139 مقرًا انتخابيًا بالسفارات فى 117 دولة.. وتصويت الداخل غدًا    حضور ثقافي وفني بارز في عزاء الناشر محمد هاشم بمسجد عمر مكرم    غزل المحلة يطلب ضم ناصر منسى من الزمالك فى يناير    السعودية تودع كأس العرب دون الحفاظ على شباك نظيفة    حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير    الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم    الأمر سيصعب على برشلونة؟ مدرب جوادلاخارا: عشب ملعبنا ليس الأفضل    هل الزيادة في الشراء بالتقسيط تُعد فائدة ربوية؟.. "الإفتاء" تُجيب    الإدارية العليا ترفض الطعون المقدمة في بطلان الدوائر الانتخابية في قنا    اللمسة «الخبيثة» | «لا للتحرش.. بيئة مدرسية آمنة» حملات توعية بالإسكندرية    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟ الأزهر للفتوي يوضح    وزير التعليم: تطوير شامل للمناهج من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الثانوي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| محمد العزبي: الدولة تتعامل مع الصحفيين بمنطق «لا أحبك ولا أقدر على بعدك»
نشر في التحرير يوم 13 - 05 - 2016


محمد الخولي وأحمد سعيد حسانين تصوير محمد أبو زيد
محمد العزبي: هناك نية من الدولة للبطش بنقابة الصحفيين
** الصحافة تنقصها المهنية.. وتعاني من هبوط مستمر
** الصحفيون تحولّوا لكتّاب رأي دون مقومات.. و«الأمنجية كتير»
** إقحام اسم السيسي في أزمة النقابة والداخلية مزايدة خاطئة
** مجلس «الصحفيين» الحالي منتخب.. وعليه أن يُكمل مدته القانونية المقررة
** اجتماع الأهرام انتهازية سخيفة.. والسلطة تريد إسقاط النقابة لرد كرامتها
** مكرم محمد أحمد «السن له أحكامه».. والصحافة القومية بتغرق
** السيسي «عايز النقابة تبقى بتاعته»

"العمدة.. الراهب.. القديس.. شيخ الصحافة"، ألقاب عديدة اقترن ذكرها في الصحافة المصرية بالكاتب الكبير، محمد العزبي، رئيس التحرير السابق لجريدة «إيجيبشيان جازيت»، أحد كبار الرواد في بلاط صاحبة الجلالة.
واقع المهنة المرير وما تمر به من عثرات، ألح باستدعاء العزبي على مائدة حوارات "التحرير"، للاستفادة من خبراته المتراكمة في تحليل وتفسير الأزمة الأخيرة التي نشبت بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، عقب واقعة اقتحام النقابة وإلقاء القبض على اثنين بداخلها، وكيفية إيجاد حلول لمواجهة التصدع النقابي الذي تشهده الجماعة الصحفية خلال الفترة الراهنة.
وضعنا ميزان القوى بين الصحافة والسلطة بين يدي العزبي، مطالبينه بالرد على سؤال شائك يدور في أذهان الصحفيين من الإسكندرية إلى أسوان: ما إذا كان التاريخ سينتصر للكيان النقابي كعادته أم لا ؟، وموقفه من مطالبات البعض بسحب الثقة من مجلس النقابة الحالي، وكذلك قدرته على وضع روشته لعلاج الأزمة الحالية، ورؤيته أيضًا لوضع الصحافة المصرية حاليًا في ظل المتغيّرات التي يشهدها الواقع السياسي.. وإلى نص الحوار.
**بداية.. كيف تلخص وضع الصحافة المصرية في الوقت الراهن ؟
للأسف، وضع الصحافة في الوقت الحالي سيئ للغاية وفي هبوط مستمر، لاسيما الصحف القومية، ويرجع هذا الأمر من وجهة نظري إلى عده أسباب، يكمن أبرزها في عدم وجود آليات تدريب الصحفيين داخل المؤسسات الصحفية بمختلف أشكالها، فضلًا عن غياب أسلوب العقاب والعتاب، حتى أصبح لا يوجد اهتمام بالخبر أو التغطية لما وراء الخبر نفسه أو محاسبة الصحفي حينما يُخطئ، لذا أصبحت الصحافة في مصر تنقصها المهنية، وأرى أنه لا يوجد على الإطلاق اهتمام بتطوير المهنة حاليًا، وأكثر ما آراه بارزًا في الوقت الحالي، أن بعض الصحفيين تحوّلوا إلى كتّاب أعمدة في أسرع وقت، حتى أصبحت فكرة كتابة عمود صحفي حاليًا أيسر بكثير من فترة بداياتنا فى الصحافة، فبعد أن كان الصحفي ينتظر لكتابة العمود أكثر من 10 أعوام متواصلة أو أكثر، الآن هناك من يتصوّر أن الصحافة تبدأ بكتابة العمود، وشخصيًا لا ألوم عليهم في هذا الأمر، لأنه من حق الجميع أن يحصل على فرصته، لكن يجب أن يمتلك هذا الصحفي المقومات والأدوات التي تؤهله للقيام بهذا الأمر، فهناك مراحل وخطوات محددة ينبغي أن يقوم بها الصحفي نفسه حتى يصل إلى كتابة الأعمدة التي نعتبرها "قمة ما يصل إليه الصحفي"، وأعتقد أن تحوّل هذا النوع من الصحفيين إلى كتابة الأعمدة سريعًا، جعلهم يتكبرون على السعي للحصول على الخبر نفسه أو النزول لمتابعة مصادرهم بأنفسهم للحصول على معلومات جديدة من أجل القارئ.
** في ضوء المعارك التي خاضتها نقابة الصحفيين ضد السلطة قديمًا.. كيف تنظر لأزمتها الراهنة مع وزارة الداخلية ؟
أعتقد ان القرارات التي اتخذتها نقابة الصحفيين في اجتماع الجمعية العمومية، تضمنت بعض المزايدات في بعض الأمور، مثل إقحام اسم رئيس الجمهورية في تلك القرارات، فبدلًا من أن نطلب منه التدخل لحل الأزمة نطلب منه الاعتذار ومعاداته، رغم أنه حَكم في تلك الأزمة، وهنا أتساءل: "كيف يُعقل أن أطالب الرئيس بالتدخل وأشتكى له وزير كي يقوم بإقالته، وأطالبه في نفس الوقت بالاعتذار".. من ناحية أخرى أرى أن هناك بعض الأكاذيب التي رويّت في تلك الأزمة لا حدود لها، واستدعي هنا المداخلة التي دارت بين نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، اللواء أبو بكر عبدالكريم، عبر أحد القنوات الفضائية، حينما قال الأخير، إن نقابة الصحفيين بها كاميرات يمكن الرجوع إليها، لمراجعة مشهد القبض على الصحفيين، في الوقت الذي قال له "قلاش" في نفس المداخلة، إن النقابة لا يوجد بها أي كاميرات على الإطلاق.
** مؤخرًا طالبت في أحد مقالاتك من الجماعة الصحفية الاصطفاف خلف نقابتهم.. فما دلالة ذلك ؟
بالفعل.. لأن مجلس النقابة الحالي، بقيادة يحيى قلاش، منتخب بالفعل، شِئنا أم أبينا، ومن ثم لا يجوز ما يردده البعض، اليوم، بضرورة سحب الثقة منه، وأرى أن هناك بعض الأقاويل التي لا قيمة لها حاليًا، مثل أن النقابة يديريها الناصريون أو الشيوعيون وغيرها من الأقاويل، وهنا أقولها صراحة بدلًا من أن يعاتب البعض على مجلس النقابة الحالي، كان من الأجدى أن يقول رأيه في الانتخابات التي اختارت هذا المجلس، لأنه من غير الجائز إلقاء الاتهامات على المجلس الحالي، وتحميله الثمن دون أن يذهب نفسه إلى صندوق الانتخابات، كي يختار من يمثله، وأتساءل هنا: "ماذا سنفعل إذا أُسقط مجلس النقابة الحالي وجئنا بمجلس جديد، وطالب آخرين بإسقاطه ؟"، لذلك ما أريد أن أقوله إن ما يحدث حاليًا هو نفس ما كان يريده أنور السادات، بأن يتم تحويل نقابة الصحفيين لنادي اجتماعي يشرب فيه الأعضاء الشاي والقهوة فقط، لذا أكرر.. مجلس النقابة الحالي منتخب، وعليه أن يُكمل مدته القانونية المقررة.
واعتقد من وجهة نظري "لو نقيب الصحفيين أُخطر رسميًا بصدور قرار بضبط وإحضار زملاء داخل النقابة يواجهون اتهامات بالتحريض على النظام، وطلبت منه الداخلية تسليم المطلوبين.. لن يتردد في تسليمهم وتكليف أحد أفراد الشؤون القانونية بالنقابة بمتابعة التحقيقات معهم".
** هل ترى أن هناك نيّة مبيّته للإطاحة بمجلس النقابة الحالي ؟
بالفعل، أرى أن هناك نيّة بالفعل للبطش بمجلس النقابة الحالي، سواء من قبل الدولة أو من لم ينجحوا في الانتخابات أو من يكرهون أي صوت آخر.
** اجتماع "الأهرام" الأخير أظهر الجماعة الصحفية وكأنها تشهد حالة من الانقسام.. هل تتفق مع هذا الطرح ؟
للأسف المشهد الحالي سيئ للغاية، وأرى أن مشهد اجتماع بعض رؤساء التحرير في جريدة الأهرام أمر سخيف للغاية، ويعني أن الأهرام أصبحت بلا قيادة، لأن تلك المؤسسة العريقة دائمًا ما كانت قلعة تستطيع أن تقوم بإنجاح صحفيين في مجلس النقابة أو إسقاطهم، لكن لا يجوز الدعوة لاجتماع نقابي للصحفيين داخل الأهرام، وأرى أن هذا الأمر لا يليق وأشبه بانتهازية، لأن هناك كيان شرعي منتخب يمثل جموع الصحفيين، ومطالبة البعض باستقالة 5 من أعضاء مجلس النقابة، سيتسبب فى انهيار دستوري، وأؤكد أن الاتهامات التي يسوقها البعض ضد مجلس النقابة الحالي، غريبة من بينها أن هناك أعضاء دخلوا النقابة عبر الرشاوي، والبعض أصبح نقابيًا بالمجاملة، وأن المجلس ضعيف وغيرها من الأقاويل، لذا أقولها صراحة، طالما أصبح هذا المجلس منتخب وشرعي فلابد من احترام قرار الجمعية العمومية، وللأسف أرى أن رد اعتبار الكرامة للسلطة من وجهة نظر النظام الحالي في أن "يغور" هذا المجلس، وهنا أريد أن أتساءل: هل السياسة بعيدة عن الصحافة ؟ بالقطع لا، فالحديث في الفن سياسة والحديث في السينما سياسة ومخاطبة الرأي العام سياسة، وإذا لم يحدث ذلك، فإننا سنعود إلى ما كان يفعله الرئيس الراحل أنور السادات بتحويلها لنادي اجتماعي، وأعتقد أن الرئيس السيسي يريد أن يجعل النقابة "بتاعته بما يعني أن الناس تهتف لسياساته ومحدش يضايقه".
** هل ترى أن دعوات الاحتجاج التي خرجت من الأهرام جاءت بسبب كونها إحدى الصحف الناطقة بلسان السلطة ؟
للأسف، أرى أن الصحف القومية أصيبت وأريد لها أن تصاب بالشيخوخة وغرقت في مشاكل مالية "تهِد جبال"، بداية من التساؤلات العديدة "هنقبض ولا مش هنقبض، هتتباع ولا لأ"، كما أن أغلب الصحف ملك رجال الأعمال ولهم مصالح عديدة، وعدد كبير منهم ليسوا على المستوى الأمثل، لذلك أكررها نحن اليوم ينقصنا المهنية والأساتذة والمدربين، وليس شيوخ للمهنة.
البعض يرى أن نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد تخلّى عن النقابة وانحاز للنظام الحالي، ما تعليقك ؟**
.. أريد أن أذكّر الجميع بواقعة اعتصام عبدالجليل الشرنوبي، رئيس تحرير موقع "إخوان أون لاين" عام 2008، بنقابة الصحفيين، خلال فترة تولّي نقيب الصحفيين السابق، مكرم محمد أحمد، والوقائع كان يعرفها الجميع، لذلك أدلل على أن هذه الواقعة ليست هي الأولى، ومع احترامي وتقديري لشخص الكاتب الصحفي مكرم "على عيني ورأسي.. وهو شخص مهني للغاية، ورجل محترم، لكن السِن له أحكامه، فإذا كان ينظر لمقعد نقيب الصحفيين، فكيف يمكن لرجل بلغ من العمر ال90 عامًا أو أقل التواصل مع شباب في العشرينات من عمرهم، كيف تكون لغة الكلام والتواصل بينهم؟، لذلك أرى أن هناك طامعين في المنصب وهناك طامعين في الرضا من أعضاء مجلس الشعب، وهناك أيضًا بعض الصحفيين ممن يطلق عليهم "الأمنجية"، فلا يعقل أن أكون صديق لصفوت الشريف ثم أرحل، فأكون صديق لمن بعده، ثم لمن يأتي بعده، ففي عصرنا الحالي هناك زملاء مُتقلبين وآخرين يتمنون اللحظة التي ينقلبون فيها
**هذا يطرح تساؤلًا حول علاقة الصحفي بالسلطة ؟
الإعلاميون والصحفيون يخشون دائمًا من بطش السلطة، فالعين الحمراء موجودة في الأزمنة الماضية، والعين الحلوة موجودة أيضًا، فالحكومة تتعامل مع الصحفي بمنطق أنها لا تريد أن يرتفع الصوت مرة أخرى، رغم أنها تحب الإعلام، بمنطق "لا أحبه ولا أقدر على بعده"، وأذكر هنا أنني مررت بمراحل عديدة في جريدة (الجمهورية) تم خلالها منع اسمي من النشر، وكان أكثر ما يؤرقني، قرار المنع من السفر، لأننا كنّا في ذلك الوقت نسافر بورقة ما تصدر من قبل وزارة الإعلام، وكان حينها محمد فائق، وزير الإعلام، وأعتقد أن منع اسمي من النشر والسفر كان يرجع وقتها إلى مقالاتي عن فكرة الاشتراكية الإنسانية التي استهوتني كثيرًا في تلك الفترة، بعدما حدث تغيّر في القيادات بتشيكوسلوفاكيا، بعدما نشب صراعًا حينها بين الرئيس المنتخب ووزير الحربية، وكتبت حينها مقالين في (الجمهورية) ضمن العدد الأسبوعي، وحاول البعض تصوير ورسم الأمر في العلاقة بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وإيهام الجميع بأن المقالات تعبّر عن الصراع الداخلي في ذلك الوقت، فصدر قرارًا بمنع اسمي من النشر ومن السفر، ثم عملت في القسم الخارجي، ثم في تغطية الوزارات بالقسم الداخلي في الجريدة، ثم عملت مساعدًا في إدارة التحرير، ومدير تحرير مناوب، ثم عَرض علىَّ سمير رجب، تولّي جريدة (الإيجيبشيان جازيت)، وتوليت مهمة رئاسة تحريرها لمدة عامين، واستكتبت فيها عددًا من الكتّاب، رغم أنه لم يكن هناك ميزانية لمنحهم أموالًا، بينهم الفنان حسن كامي وعدد آخر، ثم التزمت بكتابة المقالات في الصفحة الثانية بجريدة (الجمهورية) عن السياسة الخارجية لفترة طويلة.
** البعض انتقد مشهد محاصرة ما يطلق عليهم "المواطنين الشرفاء" لنقابة الصحفيين، ما رأيك ؟
للأسف، هذا المشهد سيئ للغاية، فلا يعقل ظهور عربات حناطير للهتاف للنظام في 25 أبريل، أو قيام سيدة بحمل العلم السعودي أثناء التظاهرات، وأتساءل هنا: هل هناك علم سعودي في مصر، وهل هناك من سيشتري علم أو يصنعه، فهذا الأمر بأكمله بمثابة تهريج، وأعتقد أن ظهور تلك السيدات والأشكال القبيحة التي تكرر ظهورها في تلك المناسبات وحضروا أمام نقابة الصحفيين، أمر غريب ولا يصح على الإطلاق.
** البعض يرى أن الداخلية توحشت ضد الصحفيين خلال السنوات الأخيرة ؟
"وهي الداخلية من امتى لم تتوحش، طول عمرها متوحشة"، وهنا أريد أن أؤكد أن ثورة 25 يناير صنعت جرأة للمجتمع، وأنا من المؤمنين أن 25 يناير ثورة حقيقية عفوية وكانت فيها براءة، ولم تنته إلى حكم، أمّا 30 يونيه، ركزت على الإطاحة بحكم والإتيان بحكم جديد وكانت مشدودة من قوات الجيش وغيرها، وسرعان ما قامت الثورة، وهنا أؤكد أن الملايين التي خرجت وملآت الشوارع بالجماهير وشاهدت هذا بعيني على كوبري قصر النيل، أرفض من يتهمهم بأنهم عملاء أمريكا وخونة، ومن الطبيعي من كل نظام أو ثورة أن يحاول بعض الأشخاص التسلل لهذا التجمع أو الفكر من أجل استغلاله أو الاستفاده منه، فثورة يناير جرّأت الشعب.
**الكثير من أعضاء الجماعة الصحفية انتقد مغالاة النائب العام في إصدار قرارات بحظر النشر، لاسيما التي تخص الأزمة الأخيرة ؟
للأسف، أرى أن هناك عدد كبير من قرارات حظر النشر صدر في الآونة الأخيرة، وأغلبها يكون هناك طرف أمني مشترك فيها، مثل قضية شيماء الصباغ وغيرها من القضايا، وآخرها اقتحام نقابة الصحفيين وإلقاء القبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا.
** كيف ترى دعوات بعض الرافضين لموقف النقابة بضرورة سحب الثقة من المجلس الحالي ؟
في اعتقادي، رغم أن نقابة الصحفيين قد لا تملك القوة الكافية لمواجهة أزمة كبيرة مثل المشكلة الراهنة، لكن هذه نقابتنا التي اخترناها ولا يجب التخلي عنها أو المطالبة بسحب الثقة منها قبل انتهاء الموعد المحدد لها، فأنا لست مؤيدًا لسحب الثقة من مجلس النقابة الحالي، وأتساءل: "يعني لو مش عاجبنا مجلس الشعب - وهو مش عاجبني أنا شخصيًا- نشيله ونجيب واحد تاني، فليس هذا معقولًا".
** البعض طالب بتدخل شيوخ المهنة لحل تلك الأزمة.. فما هو دورهم المحدد إذن ؟
أعتقد أن شيوخ المهنة دورهم النصيحة والتهدئة بما يحفظ كرامة المهنة والكيان النقابي، لكن ما أطالب به في حالة تشكيل لجنة حكماء، أن يكون بها شباب، لأنهم الوحيدون القادرون على التواصل مع بعضهم البعض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.