وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، كلمة بمناسبة الذكرى ال34 لعيد تحرير سيناء، للشعب المصري، مؤكدًا فيها مساعي القوات المسلحة للحفاظ على التراب الوطني، وحماية الوطن ستظل بإرادة من الله، ينفذها أبناء الوطن الأوفياء. وقال السيسي، في كلمة مذاعة عبر الفضائية المصرية، إن سيناء هي معبر الأنبياء، وكما قال عنها المفكر جمال حمدان "سيناء قدس أقداس مصر"، مشيرًا إلى أن استعادة سيناء تمثل ملحمة وطنية رائعة، وستظل قواتها المسلحة متمسكة بالحفاظ على التراب الوطني. وأضاف السيسي أنه على أرض سيناء اختلطت دماء المسلمين والمسيحيين لتحرير كل شبر من أرضها، مؤكدًا أن استعادة سيناء وطابا هي مثال لتكامل قدرات مصر العسكرية والسياسية والقانونية. وأكد أن القوات المسلحة وكل مؤسسات الدولة، تعي وتقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطني، ولن تفرط في أي حبة رمل من أرض مصر أو الحفاظ على كرامتها وأرضها، مشددًا على أن تهديدات التنظيمات الإرهابية تنحسر نتيجة عمليات التطهير التي تنفذها قوات الجيش والشرطة. وأشار الرئيس إلى أن مصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة، التي تتكاتف جهودهم لتطهير سيناء من الإرهاب والتطرف. وأوضح أن الدولة بدأت بتنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء يشمل إنشاء منطقة اقتصادية حرة، و17 تجمعًا سكنيًّا و13 تجمعًا زراعيًّا، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة للري بكل الوسائل الممكنة. كما تواصل الدولة تنفيذ العديد من المشروعات، ومنها استكمال شبكة الطرق وإنشاء أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادي، ومشروعات أخرى في مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية، بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة، ويسهم بشكل فعال في تنمية الوطن كجزء عزيز منه، ولا يتجزأ عنه. وكلف السيسي حكومة رئيس الوزراء شريف إسماعيل، اعتبارًا من الشهر المقبل بحساب فرق الأسعار، والتضخم الذي نشأ عن ارتفاع سعر الدولار، وحسابه ومن خلال منظومة التموين، على أن يتم إضافة نقاط لبطاقات تموين محدودي الدخل تعادل هذا التضخم.
كما كلف السيسي القوات المسلحة بتوزيع 2 مليون سلعة أساسية في المناطق النائية بالمحافظات وتوجيهها لمحدودي الدخل. وأشار إلى أنه تم إعادة بناء مؤسسات الدولة لتحقيق طموحات الشعب، لافتًا إلى أن الدولة تواجه دعاوى التشكيك والإحباط التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن. وشدد الرئيس على أن مصر في السنوات الماضية بذلت جهدًا كبيرًا لتحقيق الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن هناك أشخاصا تريد التأثير على الأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر. وقال: «إنتم كلفتوني إني أتولى الحفاظ على هذه الدولة، وأنا باتعاون مع مؤسسات الدولة والمصريين، لأن كلنا مسئولين في الحفاظ على البلد، ومعًا نستطيع أن نحافظ عليها، وكل المحاولات التي تهدف للنيل منها لن تنجح، لأن الثمن الذي دفعناه كبير جدًا، ولن نسمح لأحد أن يمس مصر وأمنها واستقرارها ومؤسساتها». وتابع: «باطمّن الشعب والبسطاء، إحنا واخدين بالنا منكم وعارفين إنكم تعانوا ومش هنسيبكم كده، وأؤكد للشعب هذه مسئوليتنا جميعًا في المحافظة على مصر حتى لا يتم ترويع أمن المواطنين، وهذه مسئولية أجهزة الدولة والشرطة والجيش وكلنا». واستطرد: «خلال السنوات الماضية، وتحديدًا في 30 شهرًا، تم إعادة بناء مؤسسات الدولة بالاستفتاء على الدستور، وإنشاء برلمان تم انتخابه بشكل حر وبدون تأثير، وموجود عندنا حكومة ومؤسسة رئاسة، ولازم نحافظ على هذه المؤسسات، وبقاؤها يعني الدولة، لكن هناك من يدفع في اتجاه محاولة المساس بهذه المؤسسات، قوى الشر لن تستطيع الوقوف ضد المؤسسات المصرية».