• انتم كلفتونى أمانة الحفاظ على الدولة وأنا أتحمل المسئولية بالتعاون مع مؤسسات الدولة ومعكم • «بطمن البسطاء.. نحن منتبهون جدا لكم وعارفين انكم بتعانوا».. والقوات المسلحة لا تدخر جهدا للحفاظ على تراب الوطن أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، أن مسيرة استعادة سيناء بالحرب والتفاوض تمثل ملحمة رائعة للتمسك بالتراب الوطنى. وقال، فى كلمته بمناسبة الذكرى ال34 لعيد تحرير سيناء: «أؤكد للجميع أن القوات المسلحة تقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطنى، وأن الوطن سيظل محميا بإرادة من الله ينفذها أبناؤه الأوفياء»، مضيفا أن مصر تقدر تضحيات أبنائها من القوات المسلحة والشرطة. أضاف السيسى: «مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض تمثل ملحمة تاريخية رائعة، ومصدر فخر للأمة التى ضربت مثالا فى الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية، والتمسك بالحفاظ على التراب الوطنى، وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة فى تاريخ شعبنا العظيم، منبعا تنهل منه الأجيال القادمة معانى العزة والكرامة والحفاظ على أرض الوطن». وتابع: «أن أحد أهم مظاهر عظمة هذه الملحمة يتجلى فى بلورة معانى الوحدة الوطنية، فعلى أرض سيناء الطاهرة اختلط دماء مسلمى ومسيحى مصر لتحرر كل شبر من هذه الأرض، كما ضربت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثلا لتكامل القدرات المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية، فلا حق دون أن تصونه قوة، ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح، قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة، وعناصر قواتها للحفاظ على أمنها القومى واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة». وأردف الرئيس السيسى: «أؤكد للجميع بكل الصدق أن القوات المسلحة المصرية التى هى من الشعب، تعى أهمية الحفاظ على التراب الوطنى، ولم ولن تفرط فى حبة رمل واحدة من أرض مصر، ولا تدخر جهدا للحفاظ عليها وتنميتها». أضاف: «لا يكتمل احتفالنا بذكرى تحرير سيناء الغالية من كل عام دون أن نتذكر معا شهداء مصر الأبرار، ونحيى أرواحهم الطاهرة، ونقدر دماءهم الذكية، ونقول لهم أبدا لن ننساكم أو ننسى أبناءكم وعائلاتكم». يكمل: «أن مصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأوفياء، الذين تتكاتف جهودهم معا من أجل تطهير أرض سيناء من آفة الإرهاب والتطرف». وطمأن السيسى بأن نشاط تلك التنظيمات ينحسر، «ولن تنجع جميع المحاولات الخبيثة فى النيل من عزيمتنا، وما سيمكث فى الأرض هو العمل الطيب والجهود المخلصة التى ستثمر عن تنمية مستدامة وإعمار حقيقى لتلك الأرض الغالية». موضحا أنه: «كما تبنت مصر خيار السلام الذى حققته بانتصارها، وجاءت إليه بخطى واثقة فى أنه سلام يقوم على الحق والعدل، ستظل ملتزمة به، تحميه بقدرة قواتها المسلحة الباسلة، وجهود تطويرها وتعزيز قواتها المستمرة». وقال السيسى: إن «الدولة بدأت فى تنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء، يشمل منطقة اقتصادية حرة، و17 تجمعا سكنيا، و13 تجمعا زراعيا، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة للرى بكل الوسائل الممكنة، كما تواصل الدولة تنفيذ العديد من المشروعات، ومنها استكمال شبكة الطرق، وأنفاق أسفل قناة السويس، ومشروعات أخرى فى مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية، بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة، ويساهم بشكل فعال فى تنمية الوطن كجزء عزيز منه». وتابع الرئيس: «نعيش فى منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر، لا نملك الانعزال عن قضاياها أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومى المصرى، مع ارتباط الأمن القومى بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وبأمن الخليج العربى والبحر الأحمر، ومنطقة البحر المتوسط والأوضاع فى الدول الإفريقية، لاسيما دول حوض النيل، ولن تقبل مصر بتهديد أمنها القومى، ولن نسمح لأى قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربى بأن تحقق مآربها». وفى ختام كلمته، كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحكومة بدراسة آثار ارتفاع التضخم، من خلال منظومة التموين لتعويض محدودى الدخل، بحيث يتم إضافة نقاط تعادل هذا التضخم، اعتبارا من الشهر القادم. وقال الرئيس السيسى، إن الموضوع الأول الذى يريد أن يتحدث فيه باختصار مع الشعب المصرى، يتعلق بارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتأثيرها على فئات الشعب محدودة الدخل، موضحا أنه، فى هذا الخصوص: «طلبت من الحكومة، ومن القوات المسلحة أن تبذل جهودا للحفاظ على الأسعار وعدم ارتفاعها حتى لو كان هناك تذبذب فى سعر الدولار»، مضيفا «أنا هنا أكلف الحكومة بأن تقوم، اعتبارا من الشهر القادم، بحساب التضخم الناتج عن زيادة سعر الدولار، ومراعاة ذلك من خلال منظومة التموين، بحيث يتم إضافة نقاط تعادل هذا التضخم». واستطرد الرئيس السيسى قائلا: «أنا بطمن الشعب المصرى وكل الناس البسطاء، نحن منتبهون جدا لكم، وعارفين انكم بتعانوا، ولن نترككم تعانوا، وأكلف أيضا القوات المسلحة، بأن تقوم خلال هذا الشهر بتوزيع 2 مليون مجموعة «كرتونة» سلع أساسية للمناطق والمحافظات للفئات محدودة الدخل». وأكد السيسى ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة لأنها تعنى الدولة المصرية، وقال: إننا جميعا بذلنا جهدا كبيرا جدا.. الدولة بمؤسساتها لتحقيق الأمن والاستقرار، وبدأنا نشعر بهذا الأمن والاستقرار.. وأنا أرى أن فيه ناس بتدفعنا وتحاول إن تؤثر على الأمن والاستقرار مرة ثانية. واستطرد الرئيس قائلا إن «مسئوليتنا جميعا أن نحافظ على الأمن والاستقرار الذى تحقق وألا يتم ترويع الآمنين مرة ثانية.. والكلام ده مسئولية أجهزة الدولة والشرطة المدنية والقوات المسلحة ومسئولتنا كلنا». وأضاف «خلال السنوات الماضية وتحديدا ال30 شهرا الماضية تم إعادة بناء مؤسسات الدولة ولأول مرة يوجد دستور مستقل تم الاستفتاء عليه، ويوجد لدينا برلمان تم انتخابه بشكل حر بدون تأثير أو تدخل من أحد وايضا توجد لدينا حكومة ومؤسسة رئاسة، فلابد من الحفاظ على هذه المؤسسات لأنها تعنى الدولة». وأوضح: أن بقاء هذه المؤسسات يعنى بقاء الدولة المصرية وهناك من يدفع فى اتجاه لمحاولة المساس بهذه المؤسسات، وأنا عارف انهم «قوى الشر» وهى لن تحقق هدفها، ولن تستطيع الوقوف أمامنا طالما إننا جميعا نقف ككتلة واحدة فى الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية. وتابع: انتم كلفتونى أن اتولى أمانة الحفاظ على هذه الدولة، وأنا اتحمل هذه المسئولية بالتعاون مع مؤسسات هذه الدولة وبالتعاون معكم.. أنتم كمان يا مصريين.. إحنا جميعا مسئولين للحفاظ على بلدنا، ومعا سنستطيع الحفاظ عليها تجاه جميع المحاولات التى تهدف إلى النيل منها.. هناك ثمن كبير دفعناه للوصول إلى الوضع الحالى، ولن نسمح جميعا أن يمس أى أحد أمن واستقرار مصر ومؤسساتها.