سلطت واقعة تصادم قطار بسيارة نقل جماعى من نوعية "الكبود" أمام مزلقان نجع ونس بمركز دراو الأسبوع الماضي، الضوء على معاناة مواطني أسوان يوميا خلال تنقلاتهم في وسائل مواصلات غير آدمية. الحادث الذي راح ضحيته 10 أشخاص، دفع للتفكير في إنهاء مأساة مواطني أسوان من وسائل مواصلات متهالكة إلى جانب البحث عن الدور الرقابي للأجهزة المختلفة في ظل تعاطي عدد من السائقين للمخدرات على الطرق السريعة ما يهدد باستمرار نزيف المواطنين على الأسفلت. يوميات كادحين قال حسنين حمزة مدرس، ل"التحرير" إنهم يواجهون ظروفا غير إنسانية خلال استقلالهم سيارات "الكبود" من أجل انتقالهم غلى مقار أعمالهم. وأضاف حسنين أن العديد من المواطنين وطلاب المدارس خاصة داخل القرى يتعرضون يوميا إلى الموت المحقق فى ظل استقلالهم لهذه النوعية من السيارات والتى تعبر فى الغالب الطرق السريعة وشريط السكك الحديدية. عيون سائحين ووصف عماد جبريل، موظف، هذه النوعية من سيارات النقل الجماعى المساة داخل أسوان، بأنها غير آدمية بالمرة، قائلا إن أبلغ تعبير قد يصفها بأنها تصلح لنقل الماشية وليس البشر فى ظل انتهاك آدمية المواطنين، مستدركا: "لكن ما البديل فى حال إلغائها مثلا فى ظل غلاء أسعار المواصلات وسيارات التاكسى داخل أسوان". واعتبر جبريل أن هذه النوعية هى مواصلات الكادحين من أبناء الشعب والتى يستخدمها قرابة 300 ألف شخص من سكان المحافظة. وأكد أنه لاحظ أن سيارات الكبود الخاصة بنقل الطلاب والمواطنين أصبحت هدفا لكاميرا السائحين، بعد أن خطفت أبصارهم خلال تجولهم في أسوان والتى يحرص السائح فى العادة على تصويرها كأحد المشاهد عن حياة المصريين. ولفت جبريل إلى أن خطوط سير سيارات الكبود تقترب كثيرا من المواقع الأثرية الهامة من بينها خط المحمودية أسوان، والذى يصل إلى منطقة المسلة الناقصة الأثرية، وأيضا خط أسوان الخزان، والذى يمر على طريق معبد فيلة، وأيضا خط أسوان الكرور، الذى يمر على طريق المتحف النوبى. السائقون يقهرون «الرقابة» من جانبه صرح مصدر مسؤول بمشروع المواقف في أسوان بأن عربات الكبود يبلغ عددها نحو ٤٤٤ سيارة، مؤكدا أنه كان يتم تجديد ترخيصها سنويا. وأوضح المصدر أن محافظ أسوان مجدي حجازي حدد تجديد تراخيصها فقط على مدار 3 أشهر أملا فى تعديل أو إلغاء هذه النوعية من السيارات حرصا على سلامة المواطنين، إلا أن السائقين نظموا إضرابا عن العمل على مستوى المحافظة لإجبار المحافظ على التراجع عن قراره إلى أن أعلن عن إلغاء القرار بشكل مبدئي لحين دراسته.