تتجة أنظار الجميع إلى أسوان خلال موسم أعياد الربيع وشم النسيم باعتبارها مقصدًا هام كأشهر الأسواق المصرية في إنتاج وصناعة الملوحة والفسيخ، الذي يتم تربيته في المياه العذبة داخل بحيرة ناصر، ويختلف في مذاقه عن أسماك الملوحة والفسيخ بمحافظات الوجه البحري، التي يتم تريتها بالبحيرات المالحة أو شواطئ البحر المتوسط القريبة من محافظات الدلتا. تعتبر أسوان أكبر مورد للأسماك فى مصر عبر بحيرة ناصر، التي تنتج حاليًا أكثر من 30 ألف طن أسماك سنويًا يتم تهريب جزء كبير منها بطرق محرمة وغير مشروعة فيما يُعرف ب «مافيا تهريب الأسماك» وأهم الأنواع التي تنتجها البحيرة هي التي تدخل في صناعة الملوحة والفسيخ الأسواني، ومنها: أسماك البلطي الأخضر، سمك البوري، الصيرة، والكلابي أو كلب البحر الحاج حسن أحمد حسن، رئيس جميعة أسوان لصائدي الأسماك، يقول: «عملية تصنيع الفسيخ أو الملوحة الأسوانى تمر بعدة مراحل تبدأ بصيد الأسماك من بحيرة ناصر، ثم نقل أنواع الأسماك المخصصة لصناعة الملوحة والفسيخ إلى الفسخاني، ثم يعقبها أهم مرحلة، التي يتم خلالها فتح بطن الأسماك وتنظيفها جيدًا، وتمليحها جيدًا بكميات كبيرة من الملح، ثم وضعها في صفائح لفترة تتراوح بين 10 و15 يومًا حتى تصبح جاهزة للبيع. ويضيف الحاج حسن: «مع استقبال المحافظة لأعياد شم النسيم وموسم رحلات المصريين الشتوية للمحافظة خلال عطلة منتصف العام دائمًا ما يلجأ أصحاب محال بيع الأسماك المملحة والفسيخ بمنطقة سعد زغول السياحي، أشهر أسواق مصر لإنتاج وبيع الأسماك المملحة، إلى رفع أسعاره مقارنة بباق أوقات السنة، وتتراوح أسعار الكيلو الممتاز منه إلى 70 جنيهًا فيما تتراوح الأسعار ما بين 25 و70 جنيهًا لكيلو الفسيخ العادي». ويذكر: «تعرض أشهر محال الفسيخ بأسوان برطمانات معبأة تحتوي على ملوحة سمكة الراية ومصدرها بحيرة ناصر، الكليو ب 20 جنيهًا، وبرطمانات أنشوجة الكيلو ب 20 جنيهًا، وبرطمانات الفسيخ المخلي في فلفل وزيت الكيلو ب 50 جنيهًا، وبرطمانات كافيار (بيض السمك) وسعر الكيلو 100 جنيه لكن له عدد قليل من الزبائن بالمحافظة». ويوضح: «مع حالة الركود الاقتصادي وتوقف عمليات السياحة الوافدة إلى المحافظة منذ ثورة 25 يناير انتشرت بأسوان عمليات بيع الأسماك المملحة التي لا تخضع على الإطلاق إلى الرقابة أو الاشتراطات الصحية المطلوبة، ولجأ عدد من صناع الفسيخ بمنطقة سعد زغلول إلى تصنيع أنواع مختلفة من أسماك الملوحة والفسيخ بمعامل أقيمت خصيصًا لهذا الغرض بطرق غير قانونية، والمعروفة بمصانع بئر السلم، والتي تهدد حياة الآلاف من المواطنين». ويختتم: «يحرص عدد كبير من المصريين على شراء كميات كبيرة من الأسماك المملحة الأسوانية، فيما يحرص السائحين الأجانب على التقاط الصور التذكارية بمحال بيع وتصنيع الأسماك المملحة، التي أصبحت لها شهرة عالمية لأنها تتخذ نفس الأسلوب والطريقة التي كان يقوم بها المصري القديم خلال تصنيع وتجفيف أسماكه».