أعياد الربيع وشم النسيم لها طعم ومذاق أخر عند الأسوانية، وخاصة أن أسوان تشتهر ببيع الفسيخ فهو يعنى الفسيخ الشهير لبحيرة ناصر، وهناك أمزجة مختلفة للتفنن في "طبخ" الفسيخ من خلال إضافة الفول السوداني غير المملح والطماطم والطحينة، فيما يعرف بالوصفة السودانية المشهورة . ومن هذا المنطلق فقد استعدت الأسر بأسوان لاستقبال هذا اليوم من خلال شراء الفسيخ والذي وصل فيه سعر الكيلو الممتاز إلى 70 جنيه ، فيما ترواحت الأسعار من 25 إلى 70 جنيها للكيلو . وأشار أحمد عبد الجواد تاجر بأن سوق الفسيخ يشهد حالياً حالة من الركود ، وأنهم ينتظرون عيد شم النسيم لإحداث انتعاشه حيث أن الإقبال على شراء الفسيخ ومشتقاته من المخلي والصيرة والكلابي يزداد في هذا اليوم . وقال بأن هناك لجانا من الصحة والتموين تقوم بالتفتيش ورقابة المحال للتأكد تماماً من صلاحية الأسماك المملحة ومدى سلامتها للاستهلاك الآدمي . وهنا تجدر الإشارة كما يقول الحاج عبد الصبور صاحب محل فسخاني السد العالي بأسوان إلى أن هناك مراحلا للفسيخ يتبعها الفسخاني لتصنيعه تبدأ بصيد الأسماك من بحيرة ناصر ويستلمها الفسخانى من الصياد ومن أفضل الأنواع التى يحرص عليها البائع والزبون سمك كلب البحر وهناك سمك بلطى أخضر أو سمك بورى لا يصلح ذلك السمك للأكل مثل باقى أنواع الأسماك ولا يصلح إلا للتمليح ليصبح "فسيخ" أو ملوحة. أما المرحلة الثانية ففيها يتم فتح السمك وتنظيف بطنه جيدا ثم يملح جيدا بكميات كبيرة من الملح ويوضع فى صفائح فى فترة تتراوح ما بين 10 إلى 15 يوما ثم يصبح جاهزا للبيع. يتميز الفسيخ أو الملوحة الأسوانى بأن السمك يربى فى المياه العذبة ببحيرة ناصر بعكس فسيخ محافظات الوجه البحرى والذى تربى أسماكه فى المياه المالحة وذلك يفرق فى طعمه وجودته. ويحرص العديد من زوار أسوان على شراء الفسيخ أو الملوحة لذلك يستخدم البائع صفائح لحفظ الفسيخ بها، وتوضع الكمية داخل كيس بلاستيك للعزل بين خامة الصفيح والملح ثم تغلق بلحام نارى ويساعد ذلك على عدم نفاذ رائحته لأن أغلب الزبائن يتجهون به إلى محافظات أخرى بالإضافة إلى أن تلك الصفائح تحفظه لمدة 60 يوماً من شرائه.