سيدني مورنينج هيرالد: «موساك» كان قلقًا من طموح «فونسيكا» الذي لا ينتهي قالت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية: إن "شركة جورجان موساك، ورامون فونسيكا، في بنما هي التي يذهب إليها المستثمرين الدوليين، للتهرب من الضرائب وإخفاء الأموال". وأضافت الصحيفة، أنه حتى قبل أن يعرف العالم اسميهما – في التقارير التي زعمت أن الشركة لعبت دور رئيسي في مساعدة القادة السياسيين في نقل أموالهم خارج البلاد – فقد علم المحامان أن شراكتهما قد بدأت بالتفكك". وفي خلال مقابلة أجرتها الصحيفة مع كل من موساك، وفونسيكا، استمرت لمدة أربع ساعات الأسبوع الماضي، بدا واضحًا أنهما يريدان الانسحاب، وأن أيام صداقتهما وعملهما في ضخ الشركات الوهمية للعملاء قد انتهت، وأن الشركة تقوم بتقليص الامتياز على الصعيد الدولي، وأن موساك كان قلقًا للغاية بسبب طموح فونسيكا الذي لا ينتهي، والذي بسببه يستقبلون ضيوفًا غير مرغوبًا فيهم من منظمات دولية، ومن الإعلام، وقبل عدة أيام فقط، كان فونسيكا يعمل مستشارًا خاصًا لرئيس بنما "جون كارلوس فاريلا" قائلًا: إن "الرئيس أراد أن يحوّل انتباهه إلى الاستثمار بدلًا من السياسة". وكانت العديد من العمليات الخاصة بمكتب موساك فونسيكا قد تسرّبت على هيئة وثائق يقول عنها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين: إنها "تظهر العديد من المشاهير، حيث أن قادة العالم قاموا بتحويل أموالهم خارج البلاد عن طريق هذا المكتب، من ضمنهم الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، ومساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". فيما أنكر مسئولي الدول الثلاث فعل أي شيئ خاطئ، وقال مكتب المحاماة: إنهم "لا يقومون بأي شيئ غير قانوني، كما أنه رفض التعليق على أي شخص ورد اسمه بالوثائق المُسربة"، وكان موساك أفاد في اتصال هاتفي يوم الاثنين، أن التسريب مصدره اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمكتب، كما أنه تم تعيين أحد أفراد البوليس السري للتحقيق في واقعة التسريب. أحد مؤسسي الشركة هو موساك، رجل يبلغ من العمر 68 عامًا وله جذور ألمانية، وأثناء المقابلة في التاسع والعشرين من مارس كان هو من تكلّم أكثر الوقت، وجرت المقابلة في المكتب الرئيسي للشركة في مدينة بنما، وتواجد أيضًا مستشارهم القانوني، واثنين مساعدين، حيث توظف الشركة أكثر من 500 شخص في بنما وحول العالم، وإذا كان موساك هو الشخص الأكثر أهمية، فإن فونسيكا هو الشخص الذي بنى نفسه بنفسه ويحلم دائمًا بالمزيد، وهو يبلغ من العمر 63 عامًا. ويفتخر "فونسيكا" بأن أصدقاؤه كانوا يطلقون عليه "دافنشي" لأنه كان شبيهًا بالفنان الإيطالي "ليوناردو دافنشي" بسبب اهتمامه بالسياسة، والقانون، والتجارة، والعمل الخيري، فقد ألّف نصف دستة روايات خلال حياته، وكان يريد أن يصبح قسيسًا خلال فترة شبابه. وصرح فونسيكا، أنه "خلال فترة عملي في الأممالمتحدة، كنت مُحاطًا بمحامين من مختلف الجنسيات، حينها وجدت نفسي أنجذب إلى عالم الأعمال خارج البلاد، ويومًا ما قلت لنفسي أستطيع أن أفعل ذلك أنا أيضًا، فغادرت الأممالمتحدة وبدأت في إنشاء وبيع الشركات من مُختلف الجنسيات، وبعد فترة انضم إليّ موساك". ويُكمل "ولكن كيف أصبحت بنما المفتاح للاستثمار الخارجي هي قصة تعود إلى قرن تقريبًا، بعد الانتهاء من بناء قناة بنما التي تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، حيث أصبحت بنما وجهة المستثمرين، والخيار الأوحد لمالكي السفن الذين يريدون تجنب القواعد العمالية والصرامة المالية في الولاياتالمتحدة، حينها فرض مسئولو بنما قوانينهم لتأسيس الشركات بناء على قوانين ولاية ديلوار، وهي ولاية أمريكية تحمي معلومات الملكية، فبنما لا تفرض ضرائب خارجية على الدخل المكتسب في الخارج".