دموع وأفراح.. ننشر كواليس جلسة الحكم على قاتل «دربكة» الدرب الأحمر

والد القتيل يصافح وكيل النيابة ويسجد لله شكرًا وهو يبكى من الفرحة
فى جلسة مهيبة تليق بمنصة القضاء، عاقبت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة اليوم السبت، بالتجمع الخامس، رقيب الشرطة، مصطفي محمود عبد الحسيب، المتهم بقتل سائق الدرب الأحمرمحمد سيد، الشهير ب«دربكة»، بالسجن المؤبد عن جريمة القتل العمد، وألزمته بمصروفات الدعوى، وأحالت الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة.
صدر الحكم برئاسة المستشار صبحي اللبان، وعضوية المستشارين علاء البيلى، وأمير رمزى.
صعدت هيئة المحكمة إلى المنصة فى تمام الساعة الواحدة ظهرًا، ونادت على المدعى بالحق المدنى، ووجهته إلى طلبه باستعمال المحكمة حقها بالتصدى وتعديل الاتهام لإعمال الظرف المشدد وتعديل التهمة إلى قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، لكن المحكمة فحصت القضية، ولم تجد موضعًا للطلب، وترسخ فى وجدانها أن الجريمة هى قتل عمد فقط.
ثم نادت المحكمة على المتهم، وقال له رئيس الهيئة: "يا مصطفى المحكمة لم تجد لك مجال للرأفة ولا متسع للرحمة عما ارتكبت، وقضت المحكمة بعد الإطلاع على مواد القانون 304 فقرة 2، و309 فقرة 2 والمادة 313 من قانون الإجراءات الجنائية، بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد، وإلزام المتهم بالمصروفات الجنائية، وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة، دون مصروفات.
وفور صدور الحكم سادت حالة من الفرحة العارمة داخل القاعة، وبادر والد "دربكة" بالتوجه إلى المنصة محييًا القضاة وهو يهتف "يحيا العدل"، وكان أعضاء هيئة المحكمة دخلوا إلى القاعة، بينما أمسك الأب بيد وكيل النيابة العامة وصافحه، فشكره الأخير وبادر باللحاق بالقضاة إلى داخل غرفة المداولة.
وقال والد "دربكة": الحمد لله أنا كدا ارتحت، ارتاح يا بنى، يحيا العدل، يحيا الحق، وخرج من القاعة متساندًا على كتفى نجليه، ووجد اللواء عاطف زهران، مساعد وزير الداخلية لقطاع شرق القاهرة على الباب، فصافحه وعددًا من القيادات الأمنة، ثم تنحى جانبًا فى مكان مخصص للصلاة، وسجد شاكرًا لله، وتعالى صوته وهو يبكى ويردد اللهم لك الحمد ألف حمد وشكر ليك يارب، وساعده نجليه على النهوض.
وقالت عمة "دربكة": «نام وارتاح يابنى نام وارتاح يا حبيبى، الحمد لله أنت عدل يارب».
فيما قالت شقيقة المجنى عليه، :«أنا مبسوطة، والقضاء عادل الحمد لله، وإن شاء الله المجرم يقضى حياته كلها فى السجن، وما يخرخ منه أبدًا، علشان أخويا يرتاح زى ما المجرم أخذ حياته وشبابه بدرى».
وشهدت قاعة المحكمة حشدًا أمنيًا كبيرًا قبل دقائق من صدور الحكم، حيث صف حرس المحكمة مجندين الأمن المركزى أمام قفص الاتهام، لحجب رؤية المتهم، علاوة عدد آخر فى الجهة الأخرى من القاعة بجوار مقاعد الحضور، للسيطرة على أية أحداث طارئة فور صدور الحكم.
طالب دفاع المتهم بجلسة اليوم، ببراءته ودفع بتاقض أقوال الشهود، كما قال أن المتهم كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، مستشهدًا بما حدث مع سيدنا موسى، حينما قتل أحدهم بعدما وجد مشاجرة بين أحد من شيعته وأخر من عدوه.
وتابع الدفاع: المتهم وجد أخيه كاد يقتل من الأهالي بعد المشاجرة مع السائق القتيل ، فحاول الدفاع عن نفسه ولم يقصد القتل.
كان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أحال رقيب الشرطة إلى محكمة جنايات القاهرة في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة بإشراف هشام حمدي المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية حيث أسند إلى رقيب الشرطة المتهم ارتكابه لجريمة القتل العمد بحق المجني عليه محمد سيد علي إسماعيل (سائق) مستخدمًا سلاحه الأميري.