«فيتو الرئيس».. ورسائل جولة الإعادة    الجامعات تستعد لامتحانات نصف العام الدراسي.. العاصمة: تكليف إدارة التكافل الاجتماعي بتقديم الدعم اللازم للطلاب.. القاهرة تحدد مواصفات الاختبارات.. ومحظورات على الممتحنين داخل اللجان    الفاو: لا يزال نصيب الفرد من المياه العذبة في شمال إفريقيا بين الأدنى عالميا    الإحصاء: قيمة واردات مصر من خام الذهب تقفز 321.4% خلال 9 أشهر من 2025    "القاهرة الإخبارية": اقتحامات إسرائيلية واسعة بالضفة الغربية تشمل نابلس وطوباس    وزير الخارجية يؤكد أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى غزة    العدد (692) من «فيتو» وأبرز عناوينه: إهدار ‬المال ‬العام ‬فى ‬‮«‬الكهرباء‮»‬..‬تصفير ‬العدادات ‬واختلاس ‬بالملايين ‬فى ‬‮«‬شمال ‬القاهرة‮»‬    كراوتش: صلاح مدين بالاعتذار ل سلوت    برشلونة يكشف سبب غياب تشيزني عن مواجهة أوساسونا في الليجا    أزمة منتخب طولان فرصة لإعادة البناء    مصرع شخص وإصابة 8 آخرين في حادث تصادم أتوبيس وميكروباص بالشرقية    تأجيل محاكمة 6 متهمين بالانضمام لخلية إرهابية    زوج يتهم زوجته بالاستيلاء على ثروته بعد تركها مسكن الزوجية في الهرم    مأساة في قرية الدير شرق أسنا جنوب الأقصر.. انهيار منزل يؤدي إلى وفاة أم وطفليها وإصابة آخرين    مكتبة مصر العامة تبحث آفاق التعاون مع المعهد العالي للفنون الشعبية    رسالة مؤثرة من محمد هنيدي لنجلته فريدة بعد حفل زفافها    حين تصبح المرأة رمزًا وقيادة:    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين فى الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن    رئيس الوزراء يتفقد مشروع إنشاء مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    الأمين العام للأمم المتحدة: نقدر التزام الحكومة العراقية بالمضي قدمًا في خطط التنمية    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    ضبط 121 ألف مخالفة متنوعة في حملات لتحقيق الانضباط المروري خلال 24 ساعة    تموين الفيوم يضبط محطتين تموين سيارات يتلاعبان في المعيار الخاص بطلمبة سولار    الصحف العالمية اليوم: مطاردة من القبر.. صور جديدة من تركة ابستين تقلق الكبار وأولهم ترامب.. ستارمر يستعد لاختيار سفير جديد لواشنطن وسط توتر العلاقات مع ترامب.. والإنفلونزا والإضرابات تهددان قطاع الصحة البريطانى    رئيس التعاون الإفريقى: زيارة الوفد المصرى لأنجولا خطوة لتعميق الشراكات الصناعية    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    النقابة العامة للأطباء تعقد اجتماعًا موسعًا لمناقشة تطبيق قانون المسؤولية الطبية الجديد    أسعار الفاكهة والخضراوات اليوم السبت 13-12-2025 بأسواق أسيوط    بين الفيضانات والحصار.. وزيرة التنمية الفلسطينية تكشف حجم الكارثة الإنسانية في غزة    روتين صباحي صحي يعزز المناعة مع برودة الطقس    العرجاوي: الغرفة التجارية بالإسكندرية تبحث مع الجمارك و"إم تي إس" ميكنة التصدير    إبراهيم حسن يشيد بإمكانات مركز المنتخبات الوطنية.. ومعسكر مثالي للاعبين    صحة دمياط تضرب بقوة في الريف، قافلة طبية شاملة تخدم 1100 مواطن بكفور الغاب مجانا    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    الأعلى للثقافة: الكشف الأثرى الأخير يفتح ملف عبادة الشمس ويعزز القيمة العالمية لجبانة منف    «الست» يحقق 7 ملايين جنيه في أول 3 أيام عرضه بالسينمات    قبل انطلاقه.. النعماني يستقبل نجوم لجنة تحكيم "تياترو الجامعة" سامح حسين ولقاء سويدان    لخدمة الشباب والنشء.. رئيس الوزراء يؤكد دعم الدولة للمشروعات الثقافية وتنمية الوعي بالمحافظات    أمانة المراكز الطبية المتخصصة تكرّم إدارة الصيدلة بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    مواعيد مباريات السبت 13 ديسمبر - بيراميدز ضد فلامنجو.. وليفربول يواجه برايتون    تربية بني سويف تنفذ تدريبًا للمعلمين على مهارات المعلم الرقمي    «أسرتي قوتي».. المجلس القومي لذوي الإعاقة يطلق برامج شاملة لدعم الأسر    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    البيت الأبيض بعد نشر صور جديدة من تركة إبستين: خدعة من الديمقراطيين    إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز التميز العربية    السكك الحديدية تعتذر للركاب لهذا السبب    الخدمة هنا كويسة؟.. رئيس الوزراء يسأل سيدة عن خدمات مركز طحانوب الطبى    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    اسعار الذهب اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محال الصاغه بالمنيا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك بدقه    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    بيراميدز يتحدى فلامنجو البرازيلي على كأس التحدي    "يا ولاد صلّوا على النبي".. عم صلاح يوزّع البلّيلة مجانًا كل جمعة أمام الشجرة الباكية بمقام الشيخ نصر الدين بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    المشاركون في ماراثون الأهرامات يلتقطون الصور التذكارية في المنطقة التاريخية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم فى طور جديد: السلطة الرقمية والسلطة السياسية
نشر في التحرير يوم 28 - 03 - 2016

ثورة العوالم الافتراضية تبدو أقرب إلى الثورة الدائمة فى المجال الاتصالى، ولاسيما المواقع الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر ونظائرهم، حيث ساهمت فى سرعة وفورية الاتصال ومعرفة الأخبار العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والشخصية والعائلية، وبين زمر الرفاق والأصدقاء فورًا فى زمن حدوثها، بل وفى بث الصور والفيديوهات على نحو بات يسبق أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، بل استطاعت أن تجبر عديد الصحف الكبرى زائعة الصيت على أن تتحول من الورقى إلى الرقمى، آخرها الأندبندنت، والسفير فى لبنان وسيلحق بها النهار.
ثورة رقمية كبرى تساهم فى تغيير أنماط الحياة الشخصية والجماعية على نحو لم تستطع ثورات التقنيات أن تحدثه رغما عن دورها فى زلزلة مفاهيم ومعانى، وأنماط من العلاقات الاجتماعية من التقليدية إلى الحديثة وما بعدها، فى ظل الثورات التقنية الأولى والثانية والثالثة، حيث أدى ذلك إلى اتساع قاعدة ومساحات التصنيع فى حياة المجتمعات الغربية، وفى اليابان على نحو تطورت معه هذه البلدان، ومعها الرأسمالية العالمية إلى آفاق بعيدة.
ثورة الواقع الافتراضى الدائمة، تساهم فى كسر العلاقات التقليدية الأسرية والقرابية والعائلية، والقيم والرموز التى تؤطرها، وذلك نحو الفردية وإنتاج الفرد والإرادة الفردية، وتفتح الأبواب المغلقة أمام العوالم والتجارب والرموز الكونية بحيث بات بعضها يستهلك على الواقع الافتراضى والفعلى معاً.
من هنا نستطيع القول أن اللغة الافتراضية باتت مبادرة وهجومية سياسياً، إزاء خطابات السلطات السياسية أيا كانت تسلطية أو ديكتاتورية، أو ديمقراطية وتؤثر على السياسات والقرارات وعلى الطبقات السياسية الحاكمة والمعارضة من خلال تأثير الافتراضى على الواقعى والتداخل فيما بين الفضاءات الافتراضية والفعلية، من خلال خطاب التغريدات على تويتر والفيس بوك، من خلال الحملات الرقمية، واللغة المختصرة والموجزة العامية والفصحى ولغة الحروف والأرقام المتداخلة.
ثمة لغة بوح وتعبير عن الرغبات والحواس المتقدة ولغة الشارع الجارحة التى تستخدم للهجوم على رجال السياسة وأجهزة الدولة وإسقاط هيبتهم.
أحد أدوار الثورة الافتراضية المستمرة والدائمة أنها تمثل أحد أدوات الحشد والتعبئة الجماهيرية على نحو ما حدث فى الانتفاضات العربية، إلا أنها شكلت أحد الأدوات فى السعى إلى الهجوم على هيكل المحرمات الأخرى فى المجتمعات العربية والإسلامية على رجال الدين والمؤسسات الدينية وخطاباتهم الدينية الوضعية والكشف عن تناقضاتها، ولا تاريخية غالبها ومجافاة بعضها لإشكاليات ومشكلات الواقع المعاصر للمسلم، أو المسيحى العربى.
بعض خطابات اللا دينيين باتت أكثر جرأة فى الهجوم على بعض العقائد والأفكار الدينية الفقهية واللاهوتية، وهو الأمر الذى بات يشكل أحد تحديات الفكر الدينى الوضعى السائد، والذى ستدفع بعضه إلى التجديد والإصلاح الدينى حتى يستطيع مواجهة هذه التحديات والبحث عن إجابات عن أسئلة جديدة يطرحها العالم المعاصر على الإنسان فى القيم والسياسة والاقتصاد والحياة الشخصية، والثقافة.. الخ.
الثورة الرقمية الدائمة باتت مؤثرة على السرد من حيث ضرورة الإيجاز وأشكال التعبير الأدبى وتخييلاته، بل وعلى الفنون التشكيلية على اختلافها وتعددها وتداخلها وعلى السينما.
ثورة حواسية وشبقية وجنسية عارمة وغير مألوفة وتستهلكها كتل اجتماعية متنوعة وضخمة فى عالمنا المعولم وما بعده، سواء فى الدول الأكثر تطوراً، أو فى دول الجنوب على تعددها واختلافها، وعلى رأسها الدول الإسلامية التى جاءت على رأسها باكستان ومصر كأعلى دول تستهلك المواقع الإباحية وهو ما يشكل ردود أفعال على هيمنة النزعة المحافظة وأشكال التشدد الدينى على تعددها.
الثورة الرقمية، تساهم فى تطور تقنيات الجريمة بمختلف أنماطها، بحيث نستطيع القول أن هناك سلوك إجرامى رقمى، فى الجرائم الاقتصادية والاجتماعية.. الخ.
الجرائم الرقمية يتسع نطاقها من الجرائم المصرفية، إلى النصب، والجرائم الجنسية .. الخ، ومن ثم باتت تفرض على سلطات الدول الأمنية والاستخباراتية متابعة المجتمعات الافتراضية، لمواجهة هذه الأنماط المستجدة من الجرائم المختلفة.
الأخطر أن الثورة الرقمية ساهمت فى تشكيل الخيال الإرهابى، وفى تطوير الجرائم الإرهابية، وفى بناء الشبكات الإرهابية، وفى التخطيطات للعمليات وتنفيذها.
من هنا يثور السؤال ما هو رد فعل السلطة/ النظام على هذه التحولات والمطالب والضغوط؟
يمكن إيجاز بعض سياسة السلطة إزاء المجال العام الرقمى فيما يلى:
أ- متابعة ورصد ما يحدث على الواقع الافتراضى، من خلال مواقع المحتملة للتخطيط وارتكاب الجرائم.
ب- إنشاء فرق متخصصة للرد على خطاب التغريدات والفيس بوك.. الخ، أو التشهير بها، أو نفى ما جاءت به.
ج- تغيير بعض المسئولين فى حالة التصريحات غير المسئولة، أو بعض الممارسات المنحرفة والمحمولة على الفساد.. الخ.
د- جمع وتحليل المعلومات المطروحة على الواقع الافتراضى، وبحث طرق التعامل معها أمنياً وسياسيا واستخباراتياً.
ه- قيام السياسيين فى غالب دول العالم لاسيما الأكثر تطوراً بإنشائهم صفحات ومواقع لهم على مواقع التفاعل الاجتماعى لإبداء آراءهم، وفى الرد على بعض الانتقادات لهم، وكذلك الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة التى خصصت صفحات ومواقع باسمها على الشبكة العنكبوتية، لتوضيح وشرح سياساتها وقراراتها، والرد على أسئلة المواطنين، أو انتقاداتهم.
يمكن القول أن تأثير المجال العام الافتراضى على الفعلى يتزايد نسبياً، إلا أن ردود أفعال النخبة الحاكمة وأجهزة الدولة لا يزال يدور فى أطر التفكير السلطوى المسيطرة على تفكير نخبة الحكم، من حيث المحافظة، وعدم استيعاب التطورات الرقمية المتسارعة، بل والتعامل معها فى حدود تفكيرها التسلطى المسيطر، ومن ثم عدم استيعاب منطق العقل الرقمى ولغته وتأثيراته، وهو ما ظهر فى أثناء انتفاضة 25 يناير 2011 وما بعدها، وإلى الآن، أنها فجوة إدراكية وفكرية وقيمية بين الأجيال الجديدة الشابة، وبين الأجيال الأكبر سنا فى نخبة الحكم وأجهزة الدولة، وهو ما يعنى سطوة الشيخوخة الجيلية على النخبة والنظام والدولة، وهو ما سوف يؤدى إلى تفاقم الفجوات الجيلية واحتقاناتها على نحو ما نرى!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.