اعتقدت أن الحياة قد تبسمت لها أخيرا مع أول طرقات للعريس المنتظر على باب منزل والدها، وسرحت بخيالها كيف أن «الطارق»، أمين الشرطة، سوف يعوضها حياتها السابقة بكل ما تحمله من مآسي، ويكفي هيبته وأنا ستصبح «زوجة الباشا»، سريعا تبخرت أحلامها دفعة واحدة مع مرور شهور وسنوات مع الزوج تحت سقف واحد واكتشفت «أميمة. أ»، ذات الثلاثين عام، أن زوجها خدعها فيما يتعلق برتبته في الداخلية وأنه لم يكن سوى «صول»، ناهيك عن بخله الشديد وعجزه عن توفير متطلبات طفليه وبيته، وامتد الأمر ليسرق منها حصيلة ما تبيعه في «نصبة الشاي» خاصتها، وفي النهاية هجر المنزل وترك لها «كوم لحم» في رقبتها، لتسير بخطوات مثقلة نحو محكمة الأسرة تطلب نفقة (فرش وغطاء)، لحين البت في دعوى الخلع منه. وقالت الزوجة فى دعواها إنها طلبت الطلاق من زوجها، بسبب كذبه عليها، حيث أوهمها حين تقدم للزواج منها بأنه أمين شرطة فى وزارة الداخلية، لكن مع مرور السنوات بينهما وإنجابها طفلين منه، ومعاناتها من بخله وعدم إنفاقه على المنزل، اكتشفت أنه «صول». وتابعت «أميمة» تصف أزمتها معه: «كان يأكل كل الموجود فى الثلاجة، جبنة اشتريها أعملها سندوتشات للعيال قبل ما يروحوا المدرسة ولا شوية بيض، ولما أسأله يقول لى إسألى عيالك، لحد ما راقبته وتأكدت إنه هو اللى بياكل أكل العيال .. طيب لو العيال كلوه مهما عيالك اشترى أكل غيره ليهم، وياريت كدا وبس كمان كان بيسرقني».
واحتدت فى حديثها: «كل لما أنزل اشتغل على نصبة الشاي اللى فى العباسية، كان ياخد الفلوس اللي بجيبها فطلبت الطلاق منه، وذهب ليعيش بمحافظة الفيوم قرب عمله وتركنا دون نفقة، وأنا مش قادرة اشتغل زي الأول ومصاريف العيال بتكتر ومحدش بيرحم حد في الزمن الأسود اللي احنا فيه».