أكد رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان، أن البرلمان يدين وبشدة ظاهرة الإرهاب المقيت بجميع أشكاله، منوهًا إلى أنها لا تعبر بأي حال من الأحوال عن تعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تدعو إلى السلام والحرية لجميع شعوب ودول العالم. ودعا "الجروان" خلال كلمته التي ألقاها خلال الدورة "134" للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي، إلى عمل دولي صادق وموحد في مختلف المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية والعسكرية لمواجهة الإرهاب، مطالبًا برلمانات العالم كافة بجهد مشترك وموحد في محاربة الإرهاب، مبديًا استعداد البرلمان العربي لتقديم كل ما يمكن من إمكانيات من أجل هذا الهدف السامي. وقال: إن "البرلمان العربي بصفته أحد أوجه الممارسة الديموقراطية في الوطن العربي يولي أهمية بالغة للموضوع الرئيس للدورة الحالية للاتحاد الذي جاء تحت عنوان "تجديد الديمقراطية وإعطاء صوت للشباب"، ولطالما أكد "برلمان الشعب العربي" على أهمية صوت الشباب في بناء الدول وصناعة مستقبل الأوطان، وقد أقر مؤخرًا وثيقة للشباب العربي شددت في بنودها على أهمية دورهم في صناعة القرار لما لهم من قدرات وأفكار إبداعية وخلاقة. وأضاف رئيس البرلمان العربي أنه في هذا السياق نشيد ببعض النماذج المشرقة في الوطن العربي لعملية إشراك الشباب وتوليهم مناصب مرموقة في الدولة ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت وزارة للشباب. وأكد "الجروان" أن البرلمان العربي يدين الجرائم الإسرائيلية الأخيرة تجاه الفلسطينيين وعمليات قتلهم في الشوارع، داعيًا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المنصوص عليها دوليًا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها (القدس الشريف)، ما من شأنه نزع فتيل العديد من الأزمات بالمنطقة والتأسيس لعالم أكثر عدلًا وسلامًا. وأشار إلى إن البرلمان العربي يرحب بالانسحاب الروسي المعلن من سوريا، وأنه يدعو كافة البرلمانات حول العالم وبالأخص برلمانات الدول المتضررة من تدفق اللاجئين السوريين إلى الضغط على المجتمع الدولي من أجل تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، وإلزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والدفع نحو التوصل إلى حل سياسي عاجل للأزمة بناءً على قرارات مؤتمر جنيف واحد، وإنهاء معاناة الشعب السوري وبما يوقف أمواج اللاجئين والمهاجرين و يسمح للسوريين بالعودة إلى وطنهم وإعادة بناء ما دمرته الحرب. ودعا رئيس البرلمان العربي إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي ليتمكن من محاربة الإرهاب وبسط الأمن في ليبيا، مؤكدًا دعم إرادة الشعب الليبي الحر ومساعي الحوار الليبي الدائرة حاليًا، مطالبًا بتعجيل الخطوات نحو الاتفاق على حكومة توافقية موحدة تمثل الليبيين كافة وتعمل على تحقيق تطلعات الشعب الليبي تأسيسًا لمرحلة ديموقراطية بناءة يكون للشباب الليبي دور رئيسي فيها، وتصنع مناخًا حاضنًا لليبيين بما يساهم في إيقاف قوافل الهجرة غير الشرعية. كما دعا برلمانات دول العالم وهيئات الإغاثة الدولية للمزيد من خطوات الدعم للاجئين وتفعيل و تطبيق اتفاقية جنيف للاجئين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية ورعاية وغوث اللاجئين في كافة أنحاء العالم، وخص بالذكر الدول التي تواجه خطر الإرهاب والنزاعات الداخلية كسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال. وقال "الجروان": إن "البرلمان العربي يشدد على أهمية خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015"، داعيًا إلى حشد الجهود الدولية من خلال عمل برلماني دولي مشترك من أجل القضاء على الفقر بجميع أشكاله ومكافحة عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ وثمَّن في هذا السياق نتائج قمة المناخ الأخيرة بباريس وضرورة تفعيل دور البرلمانات العالمية مجتمعة من أجل تشريع قوانين أكثر حماية للبيئة. وأكد على أن البرلمان العربي يدعو إلى علاقات دولية وتواصل بين جميع برلمانات ودول وشعوب العالم، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة الإلتزام بالمبادئ والمعاهدات القانونية الدولية التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول . وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أهمية العلاقات الإقليمية، رافضًا التصريحات العدائية والتدخل السياسي والعسكري المعلن في الشؤون العربية من بعض الدول الإقليمية. ونوه إلى وقوف البرلمان مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة في دعوة إيران إلى إنهاء الاحتلال للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلال هضبة الجولان السورية. وجدد في ختام كلمته على إيمان البرلمان العربي بأهمية مثل هذه التجمعات لممثلي شعوب العالم لما يجمعهم من أهداف ومصالح مشتركة وأهمها الأمن والسلام والحرية والتنمية والمستدامة، وقال: إنه "على يقين من خلال عملهم سويًا من أجل هذه الأهداف المشتركة، وبإمكانهم الوصول إلى عالم أكثر أمنًا ورخاءً ونهضة".