قال بيير فرديناندو كاسيني رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي إن بلاده تحتاج رد فعل أكثر حكمة من جانب الحكومة المصرية في واقعة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، معتبرًا أنَّ طريقة تعامل مصر في القضية تمثِّل استهزاءً بإيطاليا. وأضاف، وفقًا لما نقلته عنه شبكة "إنسامد" الإخبارية التابعة لوكالة الأنباء الإيطالية: "ردود الفعل المصرية ليست كافية ومتناقضة، وتحمل نيةً واضحةً لإضاعة الوقت.. فهذه القضية تحمل شرف إيطاليا وشعبها". وأشارت الشبكة إلى تصريحات حسام نصار مدير نيابة حوادث جنوبالجيزة الكلية، حيث قال إنَّ ريجيني قتل إثر "نوبة واحدة" من العنف، مع تعرُّضه إلى التعذيب لفترة دامت أسبوعًا على الأقل.
وأضاف: "لقد قتل في اليوم الثاني أو الثالث من فبراير الماضي، لكن العنف الذي تعرض له أصابه خلال فترة تتراوح بين 10-14 ساعة"، لافتًا إلى أنَّ هناك سوء فهم حول أذن ريجيني المقطوعة وأظافره المخلوعة، وفسَّر ذلك بقوله: "الأطباء فصلوا أجزاءً من أذن ريجيني، وكذلك ظفرين من القدم واليد من أجل إجراء تحليل أكثر دقة". وتابع: "في حالة الأظافر، فقد أرادوا إثبات إذا ما كانت هناك آثار تفيد بوجود آثار مقاومة"، موضِّحًا أنَّ الحروق في جثمان ريجيني تتركز فقط في الكتف الأيسر ولا تغطي كافة الجس، وهو ما اعتبرته الشبكة أنَّه يناقض التقارير السابقة وفي ذات الوقت لم يستطع الأطباء الإجابة عن سبب تلك الحروق. وأوضحت الشبكة أنَّ هذه الرواية قوبلت بتشكك في إيطاليا، وفسرت على أنَّها أحدث محاولات طمس التستر على الحقيقة، منوِّهةً إلى أنَّ معارضي حكم السيسي فسَّروا الحادث بأنَّه أحد أعراض قمع المناهضين وانتهاكات حقوق الإنسان، فيما أشار المسؤولون المصريون إلى أنَّ قتل ريجيني حدث إثر حادث طريق أو من خلال متطرفين إسلاميين. ونقلت صحيفة "الريبوبليكا" التي يقع مقرها في روما عن أصدقاء للطالب ريجيني قولهم إنَّ الشرطة المصرية كانت تبحث عنه منذ نهاية ديسمبر الماضي، لافتةً إلى أنَّه في 11 ديسمبر الماضي حضر ريجيني اجتماعًا بمشاركة بعض المنظمات غير الحكومية حول النقابات المهنية موضوع بحث الدكتوراة للطالب الإيطالي. وذكرت الصحيفة الإيطالية أنَّ فتاةً مصريةً كانت تصوِّر ريجيني بهاتفها الجوال، وهو ما آثار دهشته، وعزَّز احتمالات تواجد مخبرين تابعين للشرطة في الاجتماع. وأضافت، بحسب أصدقاء ريجيني، أنَّ الشرطة بحثت عنه بعد الاجتماع بأسبوعين، ولكنّه لم يكن متواجدًا في منزله، فهدَّدت الشرطة بأنهم سوف يجدونه. من ناحية أخرى، يصوِّت البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، على مشروع قرار يدين قتل وتعذيب جوليو ريجيني.