سادت حالة من الجدل في الجلسة العامة بمجلس النواب، أمس الإثنين، أثناء مناقشة التعديل المقترح على المادة 97، الخاصة بالائتلافات في اللائحة الداخلية للمجلس. المادة (97) من الباب الرابع في اللائحة تنص على: «يكون تشكيل ائتلاف برلمانى من 20% من أعضاء المجلس على الأقل، ويشترط فى أعضاء الائتلاف أن يكونوا من خمس عشرة محافظة من محافظات الجمهورية، منهم ثلاثة أعضاء على الأقل من كل محافظة وترشحوا على مقاعدها، ولا يجوز لعضو المجلس الانضمام إلى أكثر من ائتلاف فى الوقت ذاته». بعض النواب حاولوا تعديل هذه المادة؛ بسبب رفضهم لشرط نسبة ال20%، ووصفوا تلك النسبة ب«النسبة الكبيرة»، وآخرون وافقوا عليها، فمرر رئيس المجلس، علي عبد العال، مقترح عضو ائتلاف «دعم مصر»، النائب طاهر أبو زيد، الذي يتضمن «زيادة النسبة ل25%». وردًا على ذلك انسحب حزب «المصريين الأحرار» بهيئته البرلمانية، وعدد من النواب المستقلين، ونواب من ائتلاف «25-30»، وقال لهم رئيس المجلس حينها «مع السلامة» ثم رفع الجلسة. من جانبه، قال علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية ل«المصريين الأحرار»، في تصريحات صحفية للمحررين البرلمانيين، إن الموافقة على نسبة ال25% تعني أن شروط تشكيل الائتلافات «مفصلة على مقاس (ائتلاف) دعم مصر». فيما كشف النائب أكمل قرطام، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، أسباب رفض حزبه مواد الائتلافات بالائحة، قائلًا: «معيار العدد ليس المحدد الأساسي لتشكيل الائتلافات، كما أن ليس من مصلحة البرلمان أن يكون هناك ائتلافًا واحدًا أو اثنان فقط، يتوافر فيها هذه الشروط، إلى جانب أنه لا يجوز أن تكون اللائحة معبرة عن مصالح الأكثرية أو الأغلبية، متجاهلة مصالح المعارضة والأقليات داخل المجلس». لمتابعة التصريحات كاملة اضغط هنا كما أبدى النائب المستقل، هيثم الحريري، اعتراضه على مقترح المادة، معتبرًا أنها «تعجيزية» لتحجيم أي ائتلافات داخل المجلس، باستثناء ائتلاف واحد يدعي أنه يمثل الدولة، مشيرا إلى أن الائتلافات يجب أن تبدأ من 25 نائبًا فقط. وتساءل الحريرى، في تصريحات خاصة ل«التحرير» ، «إذا كانت الهيئات البرلمانية للأحزاب تبدأ من 5 أعضاء، فكيف يكون المستقلين 150 نائبًا وتمثيل جغرافي، أين المساواة في ذلك؟»، موضحا أن المادة إذا تعدلت على هذا النحو سيوشبها عدم دستورية. في المقابل، قال اللواء سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف دعم مصر، إن نسبة ال٢٥٪ مقنعة وجيدة، ومن الضروري تشكيل ائتلافات قوية داخل المجلس؛ بحيث تكون قادرة علي تحمل المسئولية والمشاركة السياسية الجادة. أضاف رئيس الائتلاف، في مداخلة هاتفية علي قناة سي بي سي، أن الكثير من الأحزاب والمستقلين يستطيعون تشكيل ائتلاف بهذه النسبة، وقد تم التصويت عليها مرتين بأغلبية ٣٠٣ أعضاء للمرتين، وبالتالي لا يمكن التشكيك بهذه الأغلبية أو وصفها ب«الضعيفة وغير المتماسكة». أوضح أنه كان ممكن للأعضاء المنسحبين من الجلسة أن يصوتوا برفض المادة، فلن يتفق الجميع على رأي واحد. يذكر أن «عبد العال»، بدأ جلسة اليوم الثلاثاء، باعتذاره للنواب المنسحبين، وقال إن لا أحد يستطيع التشكيك في وطنيتهم، بعد اجتماع مغلق جمعهم أمس، واتفقوا خلاله على إعادة مناقشة المواد الخلافية لكن بعد انتهاء اللائحة.