يرى الناقد الدكتور يسري عبد الله أن نكسة 67 ربما قد تكون أثرت تأثيرا عميقا في مجرى الكتابة المصرية، والعربية، وبما يمكننا من القول إن هزيمة يونيو لم تكن محض هزيمة مادية، ولكنها كانت تعبيراً عن تداعي الحلم الناصري آنذاك، وإشارة دالة على اتساع الفجوة بين الشعار، والممارسة، ورغبة قوى الاستعمار العالمي متحالفة مع القوى الرجعية في قنص التجربة الوطنية المصرية في الستينيات، والقضاء على فكرة الاستقلال الوطني والتحرر التي انتهجها جمال عبدالناصر. ويضيف أنه ربما كان الصدى الأوسع متمثلا في عدد من الأعمال الأدبية شعرا وسردا، والتي يمكن تلمس ملامحها في أعمال أمل دنقل الشعرية وتحديدا في ديوانه: «تعليق على ما حدث»، فضلا عن الديوان الشهير لنزار قباني : «هوامش على دفتر النكسة»، وفي المسار السردي عبرت الرواية المصرية جماليا عن النكسة وأجوائها، وتأثيراتها في البنية النفسية للشخوص، وشيوع مناخ من التشظي والاغتراب من جهة، والرغبة في المقاومة من جهة ثانية. ويشير الدكتور يسري عبد الله في هذا السياق إلى أنه ربما بلورت روايات جيل الستينيات في مصر هذا المنحى بصورة بارزة تجلت في روايات صنع الله إبراهيم، وبهاء طاهر،وجمال الغيطاني، ومحمد البساطي، وجميل عطية إبراهيم، وغيرهم. ويضيف أنه تجب الإشارة أيضا إلى أعمال نجيب محفوظ بوصفها مثلت إرهاصا بالنكسة من جهة، مثلما نلمح في روايتي:« ميرامار»، و «ثرثرة فوق النيل»، أو الأعمال التي عبرت عن مأزق المجتمع المصري، وتشخيص الحائرين في «تحت المظلة»، و«الحب تحت المطر». ويؤكد صاحب كتاب «الرواية المصرية»: سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد، أن الهزيمة أبرزت الوظيفة الاجتماعية للأدب، وبات النص الأدبي سلاحا في المعركة ضد العدو الصهيوني، ورأينا أعمالا مسرحية مصرية وعربية رفيعة المستوى، مثل: نصوص محمود دياب الدرامية، وتحديدا مسرحيته «باب الفتوح»، وكذلك مسرحية المبدع السوري سعدالله ونوس «حفلة سمر من أجل 5 حزيران».