لم تتخيل أسرة من دمياط أن حزنها على فقدان أحد أبنائها في ليبيا سيتضاعف في ساعات قليلة، وأن سيارة نقل الموتى التي حملت جثمانه ستشهد رحيل قريب آخر على الطريق. البداية من ليبيا قبل أيام قليلة، توفي الشاب "تامر.م.م.ز" أثناء عمله بالأراضي الليبية. اتجه أقاربه من قرية فارسكور بمحافظة دمياط إلى منفذ السلوم بمحافظة مطروح لاستلام جثمانه والعودة به إلى مسقط رأسه لدفنه وسط أهله. السيارة التي أقلتهم كانت سيارة نقل موتى، تقل بداخلها جثمان الفقيد القادم من الخارج، وأبناء عمومته الثلاثة الذين قرروا أن يكونوا في استقباله حتى مثواه الأخير. النهاية على طريق الساحل الدولي وعند مدخل مصيف بلطيم، على الطريق الدولي الساحلي بمركز البرلس، انقلبت سيارة نقل الموتى فجأة، لتتحول لحظة الحزن إلى فاجعة أكبر. أسفر الحادث عن وفاة الشاب محمد.ع.ز (29 عامًا) – ابن عم المتوفى القادم من ليبيا – بينما أصيب ثلاثة آخرون من أقاربهم بإصابات خطيرة: محمد.م.م.ع.ز (48 عامًا): نزيف بالبطن، علاء.و.س (29 عامًا): اشتباه كسر بالكتف الأيمن والضلوع، السيد.ح.ا (32 عامًا): اشتباه كسر بالحوض والضلوع، ونزيف داخلي. مأساة مزدوجة في مشرحة واحدة نُقلت الجثتان - جثمان القادم من ليبيا وابن عمه الذي لحق به في الحادث – إلى مشرحة مستشفى بلطيم المركزي، في مشهد يختصر قسوة القدر، حيث وُضع الاثنان جنبًا إلى جنب في انتظار قرار النيابة العامة. أحد شهود العيان على الحادث قال في تصريحات خاصة: "إن المشهد كان قاسيًا للغاية، الناس كانت مذهولة.. سيارة الموتى انقلبت بجثمان وناس لسه راجعين من السلوم، وفجأة لقينا فيهم قتيل وإصابات خطيرة، كأن الموت أصر ياخد اتنين من نفس العيلة في يوم واحد." تحقيقات النيابة حررت الشرطة محضرًا بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فيما ينتظر أهالي فارسكور وصول الجثمانين لوداعهما معًا في جنازة مهيبة، وسط حالة من الحزن العميق الذي خيم على القرية بأكملها.