فقدت مصر واحدا من أهم مبدعيها وأدبائها هو محمد البساطى عن همر يناهز ال75 عاما. كان الراحل واحدا من أبرز جيل الستينيات فى الادب وامتازت رواياته بالاحساس الانسانى والدلالة اللفظية والبناء الفنى الجمالى. عبرت روايات "البساطى" بعمق عن مجتمع المهمشين والبسطاء، مع إضفاء حالة من السخرية فى رسم لوحات الواقع المصرى منتهجا اسلوب الروائى العالمى انطون تشيكوف فى ابداعاته ومحاكاته للواقع . وحصل البساطى عام 1994 على جائزة افضل كتاب عن روايته "صخب البحيرة" ثم يحصل عام 2001 على جائزة سلطان العويس فى الرواية . وتطرح رواية "دق الطبول" معاناة المصريين العاملين فى دول الخليج الانسانية، بينما تطرح روايته "جوع" أزمات المجتمع الاقتصادية . وتتوالى ابداعاته المبهرة مثل "ويأتى القطار"، "العائلة" و"سريرهما اخضر"، و "الخالدية". ويقول الناقد الادبى مصطفى بيومى إن السمات الابرز فى أدب "البساطى" كانت الاقتصاد اللفظية وعدم الاسراف فى الجماليات الشكلية وهو متأثرا فى ذلك بالروائى العالمى انطون تشيكوف. كما يطرح أدب "البساطى" فكرة الاهتمام بالنشاة المكانية، وعدم اللانسياق لايدلوجية سياسية معينة. بالاضافة أنسنة البيئة والتعامل بحيادية شديدة مع الشخصيات التاريخية، والإطلال برؤى وأزمات المهمشين . ويضيف "بيومى" أن محمد البساطى سار على نفس درب الاديب يحيى الطاهر عبد الله فى رسم اطار تهكمى للمشاكل الحياتية والتعبير بصدق عن روح المصريين المحبة للسخرية . ولد محمد البساطى فى محافظة الدقهلية عام 1937 فى بيئة ريفية تواجه أزمات شظف الحياة والبعد عن الاضواء . وتخرج الرجل من كلية التجارة وعمل فى الجهاز المركزى للمحاسبات قبل أن يتجه الى الادب مصورا البيئة الريفية بعمق وواقعية . وحصل " البساطى " على جائزة أفضل قصة من نادى القصة عام 1962 اعتبر وقتها يحيى حقى ، ونجيب محفوظ ويوسف ادريس اساتذته الحقيقيين . وتوالت ابداعاته بين الروايات والمجموعات القصصية والنصوص السردية ليبهر جمهوره بثنائية " المقهى الزجاجى " و" الايام الصعبة " ثم تتوالى ابداعاته لتتجاوز العشرين رواية وكتاب .