عيسى: بصماته فى تطوير الصحافة جمعت بين الرشاقة والجاذبية والجدية فهمى: ليست لحظة بكاء وعويل.. لكن استحضار أيقونة "القيم" منصور: شارك فى مختلف الأحداث السياسية مع الرؤساء السابقين عبد الرحيم: أدى رسالته بحيث نستطيع أن نقول الصحافة ما قبل هيكل وما بعد هيكل استعرضت "التحرير" مع عدد من الصحفيين والكتاب أبرز ملامح مشوار الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، وتأثير رحيله على المستوى الصحفى بعد أن غيبه الموت اليوم "الأربعاء" عن عمر يناهز 93 عامًا. يستحق الاحترام قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أمين عام المجلس الأعلى للصحافة، إن هيكل كان أشبه ب"سلة من القيم الفاضلة"، تنتمى إلى مجموعة من الأشخاص، ممن كانت حياتهم مثمرة وجيدة للغاية وبناءة، فهيكل عاش فى الحياة يعمل بجدية لكى يتعلم ويضع كل مواهبه فى خدمة تحرير هذا الوطن، وإسهاماته عديدة للغاية. وأشار عيسى إلى بصمات الأستاذ فى تطوير الصحافة المصرية وإنشاء مدرسة ذات طعم خاص جمعت بين الرشاقة والجاذبية والجدية، مؤكدًا أن هيكل كان نموذجا يستحق الاحترام على الصعيد المهنى والإنسانى والأخلاقى، قائلا "تعظيم سلام للبلد التى أنجبت هيكل وعشرات من أمثاله، وسينجب آخرين يقومون بنفس الدور الذى يقوم به ويؤكدون القيم الفاضلة التى عاش من أجلها". خسارة هائلة أكد الكاتب الصحفى جمال فهمى، وكيل مجلس نقابة الصحفيين السابق، أن فقدان الراحل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بمثابة خسارة هائلة على كل الأصعدة، قائلا: "فقدنا أحد أهم رموز الصحافة المصرية فى عصرنا الحالى، لكن عزاءنا أن تراثه الثمين والاستثنائى سيبقى معنا نستلهم منه ونستحضره طوال الوقت على مدى أجيال عديدة قادمة". وأضاف فهمى أن لحظة الحزن التى نعيشها حاليا إذا استعرنا ما كان هيكل يتمناه فهى ليست بكاء وعويل، لكن لحظة انتصار قيم ودروس ثمينة نستحضرها لنقبض عليها كما تركها لنا كأيقونة ثمينة. هيكل الصحافة والسياسة وقال الكاتب الصحفى إبراهيم منصور، إن الأستاذ هيكل كان بمثابة هيكل للصحافة والسياسة فى مصر، إذ شارك فى مختلف الأمور السياسية طوال المرحلة الماضية، فكان موجودًا بجوار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان مؤثرًا بشكل واضح، ورغم اختلافه مع السادات فإنه كان موجودًا بجواره حتى فى حركة 15 مايو 1971، وقام بكتابة الخطاب المعنوى للجيش فى عام 1973، واقترب من مبارك وحينما وجد نوعًا من الانحراف للرئيس الأسبق مبارك مع شعبه أرسل له 5 رسائل مهمة تتعلق بالحكم فى مصر فى تلك المرحلة، وكان مناصرًا لشباب 25 يناير حتى قبل وفاته. وأضاف منصور، أن هيكل كانت تجمعه علاقة وطيدة بالرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، وعلاقة جيدة للغاية، قائلا "فقدنا شخصيةً مهمةً ومفكرًا عظيمًا ورجلًا سياسيًا، وفقدت الصحافة المصرية والعربية أحد أعمدتها الرئيسية". مدرسة صحفية قال الكاتب الصحفى حمدى عبد الرحيم، إن الأستاذ هيكل لم يمت، إلا وقد أدى كامل رسالته فى مهنة الصحافة والعمل على أن تكون مهنة يحترمها المجتمع، بحيث نستطيع أن نقول الصحافة ما قبل هيكل وما بعد هيكل وهذا لا يقلل من مجهودات الأساتذة الصحفيين الذين سبقوا هيكل مثل الأخوين مصطفى وعلى أمين ومحمد التابعى وغيرهم من الأعلام الآخرين، لكن الفرص التى حصل عليها هيكل وجعلته فيما يشبه الحوار مع السلطات الحاكمة المصرية منذ زمن الملك فاروق وصولا إلى زمن السيسى جعلت إمكانيات هيكل فى البناء والتطوير والتأسيس أكبر بمراحل من الإمكانيات التى حصل عليها الأساتذة الذين سبقوه. وأضاف عبد الرحيم، يبقى من هيكل مدرسته الصحفية التى تضم مئات بل آلاف التلاميذ الذين أصبحوا فى الوقت الراهن من أكابر الكتاب ويبقى لهيكل كتبه ورؤيته ومقالاته الموسوعية التى جاء يفيض بها على قارئه ومستمعيه، فاسم هيكل سيظل يتردد بعلامة مميزة فى التاريخ الصحفى ليس على المستوى المصرى فقط، بل أيضا على المستوى العالمى لأجيال طويلة، لأنه حفر اسمه بأظافره فى صخور المجد.