الباعة يفترشون المقابر لعرض بضائعهم.. واللصوص يستعينون بالكلاب لسرقة الأحذية من المساجد كتب- محمد عودة وإسلام الشاذلى: سرقة وكذب وغش ولصوص، هكذا أصبح حال الأسواق التى يقصدها الناس لشراء مستلزماتهم من مأكل ومشرب وملبس حلال، فما الظن بما يقصده بعض اللصوص للترويج لبضائعهم المسروقة دون تستر ودون رادع من جانب الأجهزة الأمنية، التى بات لزامًا عليها أن تواجه أمثال هؤلاء اللصوص لضبط المسروقات التى يروجون إليها علنًا قبل بيعها.
فى محافظة الشرقية يتصدر ذلك النوع من الأسواق أحد أهم وأشهر أسواق الجمهورية والمعروف باسم "سوق الثلاثاء"، والذى يقام بطريقة عشوائية أمام محطة قطار الزقازيق مما ينتج عنه حالة من الفوضى بالمنطقة، كما يقام أيضًا فى محيط منطقة الحلزونة ومقابر المبرز وعدد من الشوارع والحوارى المتفرعة من شارع فاروق بدائرة حى أول الزقازيق، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من الأهالى بسبب قيام بعض الباعة باعتلاء المقابر، وعرض بضائعهم فوقها دون مراعاة لحرمة الموتى بداخلها.
يقصد السوق مئات اللصوص ممن يفترشون الطرقات والمقابر لعرض بضائعهم المسروقة على اختلاف أنواعها، فإلى جانب البضائع العادية التى تتوافر فى أى سوق، يقوم البعض بعرض السلع المسروقة للبيع بأسعار زهيدة، ويأتى على رأس تلك السلع بطاريات السيارات، حيث تعد أكثر السرقات انتشارًا فى المحافظة خلال الفترة الأخيرة، التى يقومون بسرقتها من السيارات وتوريدها إلى تجار السوق فيتم عرضها مقابل أسعار بخسة قد تصل إلى 50 جنيهًا للبطارية الواحدة التى يتكلف سعرها الحقيقى حوالى 500 جنيه.
سوق الثلاثاء لم يخل أيضًا من تجارة الأحذية المسروقة، إذ يستعين التجار بعدد من الصبية وصغار السن فضلًا عن الكلاب، لسرقتها من أمام أبواب المساجد، ومن ثم جمعها وتنظيفها وعرضها للبيع بأسعار زهيدة يقصدها عدد كبير من الأهالى والفقراء الذين لا يقدرون على توفير سعر الحذاء المعروض فى المحلات، ويتراوح سعر الواحد ما بين 10 إلى 15 جنيهًا.
على الجانب المواجه للسوق، تقع محطة قطار الزقازيق التى يقصدها عدد كبير من اللصوص ممن يقومون بسرقة قضبان السكك الحديدية والفلانشات والفرامل وغيرها من أجزاء القطار، ثم يقومون بتحميلها على عرباتهم الكارو والتروسيكلات لبيعها فى نفس السوق.
علاوة على ذلك اعتاد بعض تجار الخردة على جمع أغطية البالوعات العمومية المصنوعة من الزهر وتكسيرها وبيعها فى سوق خفى أشبه ما يكون بتجارة السوق السوداء، وقد انتشرت تلك السرقات بمختلف مدن ومراكز المحافظة إلا أن منطقتى التجنيد ومساكن الزراعة بالزقازيق قد اشتهرتا من بين مثيلاتها بتلك الوقائع، فضلًا عن مدينة الصالحية التى شهدت واقعة سرقة 1200 غطاء تم بيعها بالكامل فى سوق الخردة، دون تدخل يذكر من جانب الجهات المسئولة التى اضطرت إلى استبدال تلك الأغطية المسروقة بأخرى أسمنتية سريعة التآكل والتهالك، ويباع الزهر الصحى بجنيه واحد للكيلو فيما يبلغ سعر زهر الأحواض جنيهًا ونصف للكيلو.
لم تنج أسلاك وكابلات التليفونات الأرضية الحكومية من أباطرة تلك السوق الخفية، حيث تتعرض قرى المحافظة إلى عمليات السطو التى تستهدف الكابلات الأرضية، التى أكد عدد من الأهالى سرقتها أكثر من مرة، حيث يقوم اللصوص بفك تلك الكابلات وصهرها فى درجة حرارة مرتفعة وتصنيفها لبيعها فى السوق مقابل 20 جنيهًا لكيلو النحاس الأصفر و38 جنيهًا لكيلو النحاس الأحمر و6 جنيهات لكيلو الألومنيوم الناشف و8 جنيهات لكيلو الألومنيوم الطرى.