منطقة الفواخير، بحي غرب مدينة أسيوط، يقطنها قرابة 10 آلاف مواطن وعلى الرغم من أنها لا تبعد سوى أمتار قليلة عن أراضٍ يبلغ سعر المتر فيها عشرات الآلاف من الجنيهات، إلا أنها تعتبر المنطقة الأفقر في مدينة أسيوط، ومعظم قاطنيها يعملون باليومية، أو في مهن متواضعة ويسكن المنزل الواحد الذي لا تتجاوز مساحته 20 مترًا أكثر من 3 أسر في شوارع يبلغ عرضها مترين تقريبًا، وتعاني شوارعها من انخفاضها عن مستوى الشوارع المحيطة بأكثر من 3 أمتار وهو ما يتسبب في طفح الصرف الصحي في منازل الفواخير طوال اليوم. طفح دائم للصرف الصحي المنازل يغرقها الصرف الصحي حتى اعتاد قاطنيها على الحياة وسط برك المياه ومنذ دخول مشروع الصرف الصحي إلى مدينة أسيوط، عام 2004، والمنطقة على وعد بدخول الصرف الصحي وتم إدراجها ومد خطوط الصرف الصحي إليها برغم العوائق التي حالت دون ذلك، لكن المنطقة تعتبر من أخطر المناطق العشوائية، وكان حظها عاثرًا بسبب وجود منازلها تحت مستوى سطح الأرض وهو ما تسبب في وجود مشاكل يتسبب بها أي مشكلة في الصرف الصحي في المناطق المجاورة حيث تطفح في منطقة الفواخير باعتبارها المنطقة المنخفضة عن سطح الأرض. جدران المنازل تهدمت.. والأثاث بقايا تالفة يقول محمد مسعد، من قاطني المنطقة، إنه طوال 20 عامًا لم تحل مشكلة الصرف الصحي والمسئولون يقدمون الوعود دون تنفيذ، لافتًا إلى أنهم تظاهروا أكثر من مرة أمام شركة المياه والصرف الصحي وديوان عام المحافظة طلبًا لحل لكنه لم يتم الاستجابة لهم. ويضيف مسعد: "مستوى الصرف الصحي يصل في بعض المنازل إلى 60 سم وهو ما تسبب في تهدم جدران المنازل ووجود شروخ بها نخشى من ذلك على حياتنا وأولادنا وليس لنا مكان آخر نلجأ اليه ونعيش معظم الوقت على سطح المنزل هربًا من مياه الصرف الصحي، وأثاث المنازل تحول إلى بقايا تالفة لا فائدة منها". حلول مؤقتة يذكر ياسر حمدي، عربجي: "يأتي إلينا المسئول ومعه سيارة لكسح الصرف الصحي وربما اثنتين لكن هذا حل مؤقت لا نستفيد منه إلا في وقت المشكلة لكنهم لا يقدمون لنا حلًا دائمًا، وتعود المشكلة بعد يوم أو يومين على الأكثر"، متهمًا شرطة مياه الشرب والصرف الصحي بأنها لا تقدم شيئًا لهم في المشكلة سوى إلقاء المسئولية على الحي. «الكزلك» للسيدات تقول نادية جابر، موظفة: "اضططرت لشراء كزلك، حذاء أبيض طويل من البلاستيك يرتديه العمال، حتى استطيع النزول والذهاب إلى عملي يوميًا"، مشيرة إلى أنها ليست حياة آدمية بالمرة، وأنهم لجأوا للقنوات التليفزيونية والصحافة لنشر قضيتهم لكن أحدًا لم يلتفت لهم. بداية المشكلة يوضح مسعد أبو الحمد، موظف، أن مشكلة الصرف الصحي بدأت منذ تحميل بعض الخطوط الخاصة بالصرف الصحي على منطقة الفواخير مثل شوارع سعد زغلول والسوق، مما تسبب في طفح المياه، لافتًا إلى أنه تم اتخاذ قرار من المحافظ الأسبق، نبيل العزبي، بإنشاء محطة رفع لرفع مياه الصرف من المنطقة لكن التنفيذ متأخر حتى الآن وعرفنا أن المحافظ الحالي هدد الشركة المنفذة بسحب الأعمال ما لم تنفذ المحطة في الموعد المحدد والنهائي في شهر مارس المقبل. شركة مياه الشرب من جانبها، تذكر أمل جميل، مدير إدارة العلاقات العامة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي: "منطقة الفواخير تم توصيل لصرف الصحي لها عن طريق الهيئة القومية لمياه الشرب، ولم نتسلم المشروع حتى الآن وتقوم شركة حسن علام بإقامة محطة الرفع لكنها لم تنتهِ منها"، مؤكدة أن المنطقة عشوائية ومنخفضة عن سطح الأرض وهو ما يتسبب في طفح الصرف الصحي بها.