الفيوم: منازل الصعيدى والروبيات.. حياة تحت حصار المجارى

«برك مجارى وحشرات وأمراض بالجملة».. مشاكل تحولت إلى صداع يومى مزمن فى رؤوس سكان منطقة الصعيدى التابعة لحى الحادقة فى الفيوم، بسبب حصار برك مياه الصرف الصحى لمنازل الأهالى، التى تحولت إلى مستنقع تغمره مياه المجارى، التى تعيش فيها «جيوش من الحشرات الطائرة والزاحفة»، وسط انتشار الروائح الكريهة، التى تسببت فى انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة، بين السكان، على حد قولهم، وتأكيد مصادر مطلعة.
محمود فهمى، أحد سكان المنطقة، فى البداية قال: «المشكلة سببها امتلاء الخزانات التى أقامها الأهالى للصرف فيها وطفحها الدائم، ولا يجدون حلا سوى الصرف فى مساحات فضاء منخفضة عن منازلهم حتى يتجنبوا ارتداد المياه من خزانات الصرف، إلى داخل منازلهم، ما تسبب فى تفاقم المشكلة وتحول المنطقة إلى بركة مياه تجلب الحشرات والزواحف وتصدر الأمراض والأوبئة لأطفالهم».
وعلق شعبان إمبابى، أحد الأهالى، على الأزمة، قائلا، إنه اعتزم بيع منزله بأى ثمن للهرب من مشاكل مياه الصرف الصحى التى تحيط بمنزله من كل جانب مؤكداً أن ما يشغله هو صحة أطفاله التى باتت معرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة بعد إدارة المسؤولين ظهورهم لشكاواهم المتكررة، على حد قوله.
وقال أحمد على، المقيم منذ 5 سنوات فى المنطقة: «مياه الصرف الصحى لم تنقطع عن المنطقة، منذ إقامتى بها، وأرسلنا عشرات الشكاوى للمسؤولين بالمحافظة ومجلس المدينة، ولم يلتفت إلينا أحد حتى تفاقمت المشكلة وتحولت المنازل إلى مستنقعات تحيط بها المياه من كل جانب وتضرب الجدران وتهدد سلامة المنازل».
وقال المهندس على عبد الواحد، رئيس قطاع الصرف بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، إن منطقة الصعيدى لم يصل إليها مشروع الصرف الصحى، وأن الأهالى يقومون بالصرف فى خزانات بجوار منازلهم.
وهناك عشرات المنازل بقرية الروبيات إضافة إلى مركز شباب القرية والملعب الرئيسى الملحق به، تحولت إلى مساكن تستوطنها المجارى والأوبئة، بسبب تعطل ماكينة الرفع التى تضخ المياه فى محطات المعالجة.
عدد من الأهالى، قال إن المشكلة لها أكثر من عامين منذ بدء تشغيل مشروع الصرف بالقرية نتيجة تعطل ماكينة الرفع ما تسبب فى ارتداد المياه إلى المنازل وطفحها فوق سطح الأرض.
وبحسب أحمد عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة مركز شباب القرية، فإن عشرات الشكاوى تم إرسالها إلى مسؤولى مرفق مياه الشرب والصرف الصحى، لكن دون جدوى، ما تسبب فى تفاقم المشكلة وتدفق المياه إلى داخل مركز الشباب والملعب الرئيسى الملحق به الذى تحول إلى بركة لتجميع ردود الخطوط فيها.
أما أهالى القرية، التى أغرقت مياه الصرف منازلهم فكثير منهم أضاف طبقات رملية فوق أرضية منازلهم، بعد أن تحولت إلى خزانات مياه مكشوفة تجلب الحشرات والزواحف التى تتسبب فى إصابتهم، وأبنائهم بالأمراض.
وقال أحد السكان، إنه استعان بعشرات الأمتار من الرمال لتغطية أرضية منزله وعمل طبقة بارتفاع 75 سنتيمترا حتى لا تصل إلى سطحها مياه الصرف التى يستمر تدفقها إلى منزله نتيجة تعطل ماكينة الرفع.
اللواء رأفت بدوى، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى، من جانبه، أرجع السبب إلى تعطل ماكينات الرفع، وقال إنه تم إصلاح إحدى الماكينات لحل المشكلة وجار إصلاح 2 أخريين، للقضاء على مشكلة ارتداد المياه فى خطوط مشروع الصرف بالقرية نهائيا.