التجنيد في إسرائيل أو الخدمة العسكرية، يقصد بها التجنيد الإجباري لكل المواطنين فوق سن الثامنة عشر، باستثناء بعض الفئات من المواطنين يتم إعفائهم بسبب دينهم غالبا، وتمثل فترة التجنيد 24 شهرا للنساء و36 شهرا للرجال. أسباب تجنيد الفتيات تعتبر إسرائيل التى نشأت على أراضى الدولة الفلسطينية فى منتصف القرن المنصرم حديثة العهد بالجيوش والتنظيمات العسكرية، ويتساءل العديد من المتابعين خصوصا فى الدول العربية عن أسباب تجنيد الفتيات في إسرائيل خاصة وأن تجنيدهن يكون إجبارياً وإلزاميا لدرجة وصلت معها نسبة النساء المجندات إلى 33% من تعداد الجنود والضباط أى ثلث الجيش. تعود أسباب تجنيد الفتيات إلى قلة عدد سكان إسرائيل الذى يبلغ 8 ملايين نسمة فقط، بالإضافة إلى أن هذا البلد يعتبر أكثر دول المنطقة دخولاً فى حروب منذ نشأتها إلى الأن، فهى دولة محتلة والنسبة الأكبر من اقتصادها يتم توجيهه إلى الجانب العسكرى والتسليح. بن غوريون.. وتاريخ تجنيد النساء ساهمت المرأة العبرية في المجهود الحربي والعسكري الصهيوني والإسرائيلي خلال معارك 1948، ومباشرة بعد الإعلان عن إقامة اسرائيل، أعلن دافيد بن غوريون في 26 مايو 1948 عن تأسيس فرقة نساء في الجيش الإسرائيلي، وحددت مهام هذه الفرقة لتقديم المساعدة والدعم. وتبنت هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي فكرة إبعاد المجندات عن الخطوط الأمامية في جبهات القتال، وتخصيص دورهن في كل عمل آخر لا توجد فيه حاجة ملحة للرجال. النساء المعفاة من أداء الخدمة العسكرية يُلزم قانون الخدمة الأمنية التجنيد الإلزامي على مواطنات اسرائيليات يهوديات بلغن الثامنة عشرة من عمرهن، إلا إذا كانت الفتاة متزوجة أو متدينة أو مصابة بإعاقة في جسمها أو في عقلها، وقتها لا يتم تجنيدها. وعن إعفاء الفتيات المتدينات من الخدمة العسكرية فيتم ذلك بقيام الفتاة ذاتها بالتصريح أمام لجنة خاصة بأنها ملتزمة بإيمانها وعقيدتها الدينية، ما يحول دون انتسابها للجيش الإسرائيلي. وتم التصريح أن الإطار العسكري للفتيات المتدينات قد يضر كثيرا بنهج حياتهن، إلا أن القانون الخاص بالخدمة العسكرية من عام 1953 ألزم الفتيات المعفيات من الخدمة الإلزامية بتقديم خدمة وطنية عوضا عنها، إلا أن هذا القانون أثار جدلاً واسعًا ونقاشاً حادًّا ومعارضة قوية من طرف الأحزاب المتدينة والمتشددة، وأثمرت هذه المعارضة، حيث سُمح للفتيات المتدينات بالتطوع إذا رغبن في ذلك. التدين.. حيلة الفتيات للتهرب من التجنيد كان أول من أعلن تضرره وتقاعسه عن أداء الخدمة العسكرية هما النساء اليهوديات، وقد صادقت اللجنة الوزارية للشئون القانونية على اقتراح قانون خصص لمواجهة ظاهرة تهرب الفتيات من الخدمة العسكرية بحجة التدين، حيث يدعين بأنهن متدينات، بالرغم من أنهن لسن كذلك. وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير نشرته في السابق، أن هذا الاقتراح الحكومي قدّمته وزارة الجيش الإسرائيلي، والذي سيتم في إطاره تعزيز المراقبة والإشراف على هؤلاء الفتيات. وأضافت الصحيفة أن وزارة الحرب معنية بتمكين السلطات العسكرية في الجيش، من تجنيد كل فتاة يثبُت أنها ادّعت كذبا بأنها متدينة، للجيش فورا دون الذهاب إلى المسار الجنائي كما كان سابقا". وقد نشر قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي معطيات تشير إلى أن هناك ارتفاع حاد في عدد الفتيات اللواتي لا يتجندن للخدمة العسكرية، يعتقد رئيس قسم القوى البشرية أن حوالي 8% من هؤلاء الفتيات كاذبات، بعدما أشارت المعطيات أن 32.8% رفضن التجنُّد في عام 1991، وأن النسبة ارتفعت العام 2010 إلى 44%، وأيضا سُجِّل ارتفاع في صفوف الشُبّان المتهربين، حيث رفض 18.2% التجنُّد عام 1991، بينما وصلت النسبة في 2011 إلى 25.8%، وقد عبر الجيش الإسرائيلي عن قلقه من نسبة الارتفاع الحاد في معدل الفتيات اللاتي يتم إعفاؤهن بعد لتصريح لهن بأنهن متدينات، فقد كانت النسبة عام 1991، 21.3% بينما وصلت النسبة خلال العام 2011 إلى 34.6%. فتة تعلنها صريحة: أرفض التجنيد في الجيش ومؤخرا، سادت حالة من الاستياء معظم وسائل إعلام إسرائيل، عقب إعلان فتاة إسرائيلية تُدعى تائير كمينر، 19 عامًا، عبر مقطع صوتي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام، رفضها للتجنيد في جيش الاحتلال، حيث صرحت قائلة،" أنا تائير كمينر، فتاة ابنة 19 عامًا، في هذه السنة أنهيت سنة كاملة من الخدمة في حركة "هاتسوفيم" في بلدة سديروت، وعلى ما يبدو، بعد أيام قليلة سأدخل السجن". وأضافت كمينر: "على مدار سنة كاملة قمت بالتطوّع في بلدة سديروت، رافقت مجموعة أطفال تمضي حياتها في منطقة محاطة بالحرب والنزاعات، وهناك، قررت رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي". وقالت أيضا: "حيث تسببت تلك اللحظات المؤلمة في نموّ الكراهيّة عندهم، مثلهم مثل جيل الأطفال الذي يعيش في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة، يعيش في ظروف صعبة جدًا، يتعلمون هم أيضًا الكراهيّة للطرف الأخر، ولا يمكن عتابهم على ذلك، وإجابتي.. كفى". وتابعت: "يحاولون إقناعنا بأنه لا بديل عن الطرق العسكرية العنيفة، لكن أنا اعتقد أن هذه الطرق لا تجلب لنا إلا الدمار، وأريد أن أذكركم جميعًا بأنه لدينا خيار آخر: مثل المحادثات بين الطرفين، السلام، رغبة حقيقية في العيش بسلام، بأمان وبحرية".