أكبر أخطاء رودجرز أثناء قيادته للعريق ليفربول هو الانتظار المبالغ فيه والصبر على الأخطاء المتواجده بالملعب الموسم السابق, فتم إقالة رودجرز الموسم الحالي وهو لم يخسر سوي مباراتين و كان يفرقه عن المركز الرابع مجرد نقطتين فقط, فمن الصعب جدا إرجاع إقالة رودجرز إلى سوء النتائج و لكن سترجع إلى استهلاك رصيده من الثقه لدى الإداره من الموسم السابق, و التي أصبحت غير مستعدة إلى تحمل أي تخبطات جديده للفريق تحت قيادة رودجرز وهو ما حدث، وأدى إلى إقالته. فكما أوضحت، إن سبب إقالة رودجرز الأول، هو إضاعته للوقت الموسم السابق دون مواجهة المشاكل الواضحة بالفريق من بداية الموسم داخل الملعب, و هو ما يجب على كلوب تجنبه الآن لوجود مشاكل كبيرة و متكررة بشكل واضح، وتحتاج لتدخل حاسم وعدم حدوث ذلك هذا الموسم من الممكن جدا أن يدفع بكلوب إلى نفس الطريق الذي اتخده رودجرز , و حاليا سنحاول نوضح أهم هذه المشاكل: 1 - الضربات الثابتة: قاد رودجرز ليفربول حتى الآن في 14 مباراه في الدوري الإنجليزي واستقبل بهم 7 أهداف من ضربات ثابتة، بما يعادل هدف كل مباراتين وبكل المقاييس هذه إحصائية كارثية واجبة للتدخل, و على الرغم من مرور أكثر من ثلاثه أشهر لكلوب على رأس الجهاز الفني لفريق ليفربول لم نلاحظ أي تحسن في الدفاع على الكرات الثابتة. ولم نلاحظ أيضا أي تغيرات تكتيكية في طريقة الدفاع عليها فلقد استقبل ليفربول هدف من ضربة ثابتة في كل من مبارياته الثلاث الماضية علي الرغم من اختلاف الخصوم و تفاوت مستوياتهم و أسلوب لعبهم, و بالتالي فأي ما كان بفعله ليفربول للدفاع على هذا النوع من الكرات فهو خاطا تماما و يجب تغيره, و يجب على كلوب تحديد سر المشكلة، سواء كانت على المستوى الفردي للاعبين أو على المستوى الجماعي كتكتيك الدفاع على تلك الكرات و يجب ألا يضيع وقت أكثر من ذلك دون إعطاء للجمهور رسالة واضحة بالتغير الجدي لمحاولة حل المشكلة و لكن داخل الملعب و ليس في المؤتمرات الصحفية التي تلي كل مباراة يتلقى فيها ليفربول هدف من ضربة ثابتة. 2 - الدفاع على الكرات الطويلة والعرضية: هي أكبر مشاكل ليفربول بشكل عام من لعب مفتوح, ففريق ليفربول في منتهى السوء في مواجهه أي فريق يتسم بأسلوب لعب مباشر يعتمد على الكرات الطولية والعرضية ليستغل اندفاعه البدني على دفاع فريق ليفربول و الذي كما صرح مهاجم واتفورد و قائدهم ديني عقب انتصارهم الكبير على ليفربول بثلاثية نظيفة، بأن دفاع ليفربول لا يفضل الدخول في صراعات بدنية وهو ما استغلوه ضدهم, ومن بعدها رأينا فرق تغير من طريقة وأسلوب لعبها تماما أمام ليفربول ليستغلوا هذه النقطة, فوجدنا فريق متصدر للدوري ودائما ما امتاز بأسلوبه المعتمد على الاستحواذ على الكره و التمريرات القصيرة، مثل أرسنال يتخلى عن شخصيته بشكل تام أمام ليفربول ويقبل و بسعاده أن يواجههم بشخصيه مستعارة تعتمد على أسلوب لعب مباشر لم يعتادوا عليه يوما. بالغ هذا الأسلوب في مباشرته حتى وصل بنهايه المباراه التي انتهت بالتعادل 3-3، أن يكون أكبر نسبه تمرير صحيح في فريق الأرسنال من لاعب لزميل هي بين بيتر تشيك حارس مرمى الأرسنال و جيرو مهاجمهم ب 15تمريرة صحيحة, هذه النوعية من التمريرات التي كانت سبب غير مباشر في الهدفين الأول و الثاني لأرسنال في مرمي ليفربول، وأبقت عليهم في أجواء المباراه كمتنفس وحيد في النصف ساعة الأولي من عمر المباراة. 3 - تحديد طريقه لعب و الثبات عليها: أحد أكبر أسباب الإطاحه برودجرز، هي عدم الثبات على أسلوب لعب واحد, فمن الطبيعي أن يقوم أي مدرب ببعض التعديلات التكتيكية كل مباراة لاستهداف نقاط ضعف الخصم و التصدي لنقاط قوته, ولكن تلك التعديلات دوما ما تحدث على شكل قوي و ثابت, وهو ما لم يفعله رودجرز، أغلب الأوقات خلال فتره قيادته للفريق، ولم ينجح كلوب في تحقيقه حتي الآن, فوجدنا ليفربول يلعب تحت قيادة كلوب بأكثر من رسم تكتيكي في هذه الفترة القصيرة فبدأ ب 4-3-2-1 ثم قام بتغيرها إلى 4-2-3-1 واعتمد في اليوروبا ليج أغلب الوقت علي 4-4-1-1، و شارك أمام سواثهامتون في مباراه كأس الاتحاد، في المباراة التي انتهت بفوز كبير لليفربول 6-1 برسم خططي لم يكرره ثانيا وهو 4-4-2 على شكل ماسه, وأخر الأشكال التكتيكية كانت أمام أرسنال، باللعب ب4-4-2 كلاسيكية قبل أن يرجع مرة أخرى إلى 4-3-2-1 أمام مانشستر يونايتد في آخر مبارايات الفريق و جدناه في بعض الأوقات يعتمد على مهاجم صريح لقيادة خط الهجوم. وفي بعض الأوقات الأخرى أكتفى باللعب بمهاجم وهمي اعتمادا علي تحركات القادمون من الخلف لإحراز الأهداف وجدناه في بعض الأوقات يعتمد على لاعب ارتكاذ مثل لوكاس أو إيمري تشان، ليوفر عمق مناسب لخط الوسط وفي اوقات أخرى لا يعتمد على لاعب ارتكاز من الأصل. وبالتاللي و بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر لكلوب في قياده العريق ليفربول لا يوجد شكل واضح للفريق, لا يوجد اي دلائل على شكل الرسم الخططي الذي يحاول كلوب تطبيقه في ليفربول, فهناك إجماع من الجمهور والمهتمين بالكرة بشكل عام، أن هذا الشكل سيكون 4-2-3-1 لنجاح كلوب به مع بروسيا دورتموند و لكن حتى الآن عند تطبيق ذلك الشكل مع ليفربول لاحظنا معاناه الفريق في التحضير أمام الفرق التي تؤدي أسلوب الضغط العالي و معاناه كبيره أيضا في مواجهه الكرات المرتدة، تحديدا من الأطراف مما أجبر كلوب، إلى التخلي في أغلب المناسبات عن هذا الرسم الخططي والاعتماد على أشكال أخرى. و لكن وإن كان جدلا هذا التغير في الرسم الخططي للفريق بشكل مستمر هو لخدمة نتائج الفريق في الوقت الحالي -و هو ما لم تثبته النتائج- و لكن هل هذا التغير المستمر في الشكل الخططي سيصب في مصلحه الفريق على اأامد البعيد ؟؟ جميع المؤشرات تنفي ذلك فعدم ثبات رودجرز علي رسم تكتيكي محدد أدى لإقالته على عكس الأرجنتيني بوكتينيو مثلا و الذي بثباته علي رسم خططي معين نجح بالوصول بفريقه للمركز الرابع حاليا و ليسوا ببعيدين عن المنافسه على اللقب فيجب علي كلوب تحديد أسلوب للعب يرغب في تطبيقه و يدعم الفريق مستغلا نافذه الانتقالات الشتويه بالشكل الذي يسمح له في البدا في تنفيذ هذا الأسلوب بأسرع شكل ممكن. 4 - الشح التهديفي: كما أو ضحنا معاناة فريق ليفربول على الشق الدفاعي واحتلاله للمركز ال 11 كأفضل دفاع في الدوري، يبرهن ذلك, فهجومهم ليس بأفضل حالا, ليفربول يحتل المركز ال 12 كأفضل هجوم بتسجيلهم ل 25 هدف في 22 مباراة, و ذلك على الرغم إنهم ثاني أكثر الفرق تسديدا في المباراه بعد مانشسر سيتي بمعدل 16,6 تسديدة لكل مباراة, مما يوضح أن فريق ليفربول ليس لديه مشاكل في صناعه الفرص ولكن مشاكله تكمن في إنهاء الفرص المصنوعة, و أكبر دليل علي ذلك أن اكثر من صنع الفرص لفريق ليفربول هذا الموسم حتي الأن هو ظهيريهم اأايسر البيرتو مورينو ب 42 فرصة، هذه الفرص التي لم تسفر إلا لصناعته هدف وحيد. ذلك التفاوت بين الصناعة و الإنهاء يجب أن يعيدنا في النهاية إلى كلوب نفسه, فإن كان راضيا عن شكل الفرص المصنوعة إذا فالمشكلة في من هم مسؤلين عن تحويل هذه الفرص لأهداف و يجب أن توجه أصابع الاتهام في هذا الوقت للمهاجمين, فمع غياب ستوريدج وانجز للإصابة فيجب أن يتحول النظر إلى بنتيكي فعلى الرغم من حسمه وتسجيله أو صناعته لأهداف حاسمه للفريق بأسلوبه الشخصي إلا أنه إن لم يكن الأنسب لترجمه الفرص التي يصنعها الفريق لأهداف يجب إحضار من يبدا بترجمة هذه النوعية و بأسرع وقت ممكن، وأن كان كلوب راضيا عن ما يملك من مهاجمين فيجب عليه التغير قليلا من شكل الفرص المصنوعة لشكل يخدم هؤلاء المهاجمين بشكل أكبر و يساعدهم في استخدام أفضل قدراتهم لخدمه الفريق. 5 - الإصابات العضلية: بالطبع لعنصر التوفيق دخل كبير جدا في نقطه الإصابات ولكن بالنظر لكم الإصابات العضليه التي تعرض لها لاعبوا ليفربول منذ قدوم كلوب، و التي تزيد عن ما تعرض له جميع فرق البريمير ليج مجتمعه، فيجب أن يتم النظر لهذه النقطه بشكل أكثر تحليلا وتحديد أسباب هذه المشكلة والمحاولة الجديه لحلها سواء كانت راجعة للتدريبات أو لإسلوب اللعب نفسه والذي يعتمد على معدلات أكبر للجري أو حتى راجع للجهاز الطبي. أخيرا على الرغم من البداية الجيدة لليفربول تحت قيادة كلوب وتحقيقهم لبعض النتائج الرائعة أمام الفرق القوية إلا أن ذلك لم يشفع للفريق الذي حقق 19نقطه في14مباراة بمعدل 1.37 نقطة في المباراة و هو ما يعد تراجعا عن معدل رودجرز، و الذي حقق 12 نقطه في 8 مباريات بمعدل 1,5 نقطه لكل مباراة من الطبيعي أن يستغرق أي مدرب بعض من الوقت مع اي فريق جديد لتنفيذ أفكاره و تطبيقها و هو ما يؤدي بالطبع إلى ضعف في النتائج وعدم ثبات في الأداء و لكن لكي يقبل هذا من الجمهور فيجب أن يكون في مقابله تطور تدريجي و ثبات أكبر سواء في النتائج أو اسلوب اللعب و هو ما لم يصل إليه كلوب مع ليفربول حتى الأن.