في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ليست المباراة الأفضل والأقوي فقط ولكنها الأكثر إثارة وإجتهادا وإستحقاقا لطرفي مباراة نهائية.. فذاكرتي لا تسعفني لأجد مبارة نهائية بين فريقين كلاهما يستحق الفوز.. لدرجة تشعرك بنفس الأسي والحزن إذا خسر فريق في نفس الوقت تشعر بالسعادة لفوز الفريق الاخر. وإذا كان صعبا على جمهور دورتموند رؤية فريقهم الشاب يخسر البطولة بعد كل هذا العناء فإن ذلك يعد جزءا يسيرا بما لاقاه البايرن مرتين من قبل في اخر ثلاثة سنوات أخرهما كان على أرضه ووسط جماهيره خاصة وأن هذه البطولة تعني الكثير بالنسبة للاعبين إثنين على أدق الخصوص ريبيري وروبن. سيناريو اللقاء: مباشرة دخل يورجين كلوب بتكتيك 4-4-1-1 بوجود فايدن فيلر امامه بيسيك و سوبتيتش وهاملز وشميلزر في الدفاع أمامهما رباعي بيلازسكوفسكي وجوندوجان وبيندر وجروسكروتس ثم ماركو رويس خلف ليفاندوفسكي. لم يغير هاينكس من طريقته 4-2-3-1 بوجود نوير والرباعي دانتي وبواتنج وألابا ولام في الدفاع ثم الثنائي شفاينستيجر ومارتينيز ثم ثلاثي الوسط المهاجم ريبيري وروبن ومولر خلف مانذوكيتش رأس الحربة. كيف أعالج مشكلة جوتزة؟.. كان هذا السؤال الذي يدور بذهن كلوب وذهان عشاق دورتموند والإجابة كانت ( لا جديد في الأسماء ) فقط تغيير أسلوب الضغط. من يتابع بروسيا يعرف ان أسلوب الدفاع المحبب لكلوب هو دفاع ما قبل منطقة الجزاء ( متوسط العمق ) ولكن هذا سيتيح للبايرن صناعة اللعب أمام فريق كله من صناع اللعب لذلك حاول كلوب أن يربك حسابات البايرن بالدفاع المتقدم والضغط المبكر على لاعبي الدفاع خاصة قلبي لدفاع. تقدم رويس وقربه الشديد من ليفاندوفسكي واللعب خلف شفاينستيجر ومارتينيز جعل الجميع غير مصدق فالبايرن لم يكن موجودا على الإطلاق وبعد سلسلة من فقد الكرات بسهولة بات لاعبي الدفاع يلجأون للكرات الطويلة دون هدف. كان على هاينكس أن يجد وسيلة اولا لدخول المباراة وهذه الوسيلة كانت تخفيف الضغط على لاعبي الدفاع وذلك من خلال شفاينستيجر الذي تراجع بجانب دانتي وبواتنج حتي يستطيع لاعبي البايرن تناقل الكرة ويشعرون انهم على أرض الملعب. لم يكن في إستطاعة كلوب أن يلجأ للمخاطرة وأن يضغط بيندر أو جوندوجان للأمام لإن هذا يعني لتكرار خطأ فيلانوفا أمام البايرن وترك وسط الملعب فارغا بلاعب واحد خاصة في ظل إلتزام جروسكرويتس وبلازسكوفسكي بلام وألابا بعد ذلك بات اللعب سجالا بين الفريقين ولكن ظل الأداء الهجومي لبايرن غير كامل وذلك في ظل ثبات لاعبيه في المربع الأمامي دون تبادل الأماكن ومع تقدم شفايني ومارتيني كانت الكرات المرتدة عنوانا لدورتموند في ظل فراغ عمق الملعب كما تحدثا سالفا. رغم كل ذلك لم ينسي البايرن ( ركلات الجزاء بالنسبه له ..الركلات الركنية بالنسبة لباقي الفرق ) فالركلات الركنية كانت بمثابة ترياق الحياة للبايرن وإشعاره بأنه على قدم المساواة مع دورتموند في إهدار الفرص .. فالفرص الصغيرة لفريق في غير مستواه تعيد له بعض الثقة وتوفر له أيضا الوقت ليعود للمباراة. سحر كلوب .. صعب جدا ان تلعب ضاغطا على بايرن من بداية المباراة دون ان تصاب بالإرهاق خاصة وأن طريقة الدفاع هذه ليست المعتادة منك لذلك كان طبيعيا جدا أن يتراجع دور دورتموند في الضغط شيئا فشيئا خاصة وأنك لم تحرز هدفا تتوج به مجهودك في فترة الضغط وهذا يعني أنك نجحت بنسبة الثلث ..اوقفت خطورة البايرن ولكنك لم تسجل وأرهقت لاعبيك بشكل لا يحتمل. عندما يتحرر لاعبي البايرن هجوميا يصعب على أي فريق إيقافهم وهذا ما حدث على اوقات قليلة في الشوط الأول وظهر أكثر في الشوط الثاني مع إنهيار لاعبي دورتموند ليس بدنيا فقط ولكن ذهنيا أيضا. الفيديو القادم يوضح كيف تحرر لاعبي البايرن وإذا لاحظت عزيزي القارىء أنه بمرور الوقت يقل تركيز لاعبي بروسيا حتي بات صفر في الوقت القاتل مما اثر على وضعهم الصحيح في الدفاع ..شاهد : مغامرة كلوب إستحقت التقدير وكان ينقصه التوفيق لإحراز هدف كما قلنا في فترة تفوقه ولكن كان يجب عليه التدخل سريعا بإنقاذ خط الوسط بإقحام كاهيل ليلعب كإرتكاز ثالث من هنا يمكنه إعادة فكرة تراجع شفايني مع البايرن حتي يعود دورتموند للمباراة ومع ذلك لا أضمن بأن البايرن كان سيتوقف ولكن المحاولة كانت تحتمل النجاح أم بقاء الوضع على ما هو عليه فكان يعني خسارة اللقب. لا أعرف من تأثر بمن ..هل ألعاب البلاي ستيشن هي التي أثرت في طريقة اللاعبين في الإحتفال وإحترام الخصم بعد المباراة أو حتي في طريقة النقل التليفزيوني خاصة وأنت تنهي البطولة بالفوز أم العكس ..المهم أن أفضل نهائي شاهدته بين فريقين على نفس المستوي غلفته إحتفالات ما قبل المباراة ونهايتها ..هكذا تكون كرة القدم. هتلر لم ينجح في فرض ألمانيا على أوربا بالكامل .. ولكن كرة القدم الألمانية نجحت في هذا ..البايرن فاز على أبطال إيطاليا وفرنسا للموسم الماضي في مشواره ودورتموند فاز على أبطال أسبانيا وإنجلترا وهولندا للموسم الماضي ..هذا فقط للتذكرة. اللقب القاري ..كما كانت الشامبينز ليج هي ترياق الحياة لدروجبا في الفوز بلقب قاري( مع ناد أو منتخب ) ربما يكون الوحيد قبل إعتزاله كانت الشامبيونز ليج هي نفس الترياق لروبن وريبيري فصعب جدا على لاعبين مثلهما ان يعتزلا بدون لقب قاري. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك