«الحرب فى سوريا تُلزِم إسرائيل بالسير على حبل رفيع، للحفاظ على أمنها، لكن فى نفس الوقت عدم السير لأبعد من ذلك»، هكذا بدأت صحيفة «معاريف» العبرية تقريرًا لها أمس. الصحيفة لفتت إلى أن «الحدود الهادئة بين الدولتين أصبحت مليئة بالإشكاليات مع تحول سوريا إلى أرض خصبة لعمليات تنظيمات ذات أيديولوجية إسلامية متطرفة، أعلن بعض منها أنه لن يترك سلاحه بعد سقوط الأسد، كذلك زاد التساؤل المصيرى: ماذا سيكون مصير مخازن السلاح الضخمة لدمشق؟». وقالت إن «سوريا هى من الدول التى تملك مخزونًا ضخما وغير تقليدى من الأسلحة فى العالم، وسواء قام الأسد بنقل السلاح لحزب الله، أو استطاعت التنظيمات التابعة ل(القاعدة) الحصول عليه، فالمشكلة هى نفسها لتل أبيب». وأضافت «الأسد أفضل لإسرائيل، لأنه لا يوجد فصيل معارضة واحد فى سوريا، فيمكننا أن نرى جماعات إسلامية متطرفة تحارب الواحدة الأخرى، دون أن تفكر فى توحيد قواها ضد الهدف الرئيسى وهو إسقاط النظام». وقالت «إذا نظرنا إلى الأمر بمنظار إسرائيلى، فإن الأولوية هى أن الشيطان الذى نعرفه، أى الأسد، أفضل من الشياطين القادمة من جميع أطراف العالم العربى، هذا الموقف من قِبَل تل أبيب ملىء بالإشكاليات، أولا لأنه يعارض المصلحة الأمريكية الواضحة، ثانيا، إزاء العنف المستمر فى سوريا من الصعب قبول حقيقة استمرار نظام الأسد الدموى، ثالثا، تصريحات إسرائيلية من هذا النوع تُظهِر تل أبيب فى أعين المعارضة المتطرفة والمعتدلة مؤيدةً لنظام الديكتاتور السورى، وبهذا تتحول إسرائيل إلى كبش فداء لكل من الأسد والمتمردين معا، حيث يظنّ كل جانب أن الآخر يحظى بدعم الكيان الصهيونى». وبعنوان فرعى «كالبهلوان» قالت الصحيفة العبرية إن هناك أمرًا هامًّا آخر هو أن الترسانة العسكرية السورية تتضمن صواريخ «سكود بى» يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وصواريخ «سكود سى» يصل مداها إلى 550 كيلومترًا، وصواريخ «سكود دى» يصل مداها إلى 680 كيلومترًا، وفى ما يتعلق بالدفاع الجوى السورى توجد بطاريات صواريخ من طُرُز قديمة (إس إيه 3) و(إس إيه 17)، وقريبا (إس 300). وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه فى ما يتعلق بالحرب المائية توجد صواريخ «ياخونت» (بر-بحر وبر-بر) التى يمكنها المساس بمنصات الغاز الإسرائلية، لافتة إلى أنه من وجهة نظر تل أبيب فإن وقوع ولو جزء صغير من تلك الترسانة فى يد إسلامية أصولية فمعناه تهديد إسرائيل، لافتة إلى أن مهاجمة مخازن السلاح السورية أو قوافل حزب الله هى ممارسة لحق تل أبيب فى الدفاع عن نفسها. وأضافت أن الأسد ضعيف، ويدير حربا من أجل البقاء، لكنه لا يمكنه شن حرب تقليدية، أى على أساس منتظم ضد إسرائيل وهو يعلم ذلك، لكنه فى الوقت نفسه يدرك القيمة الاستراتيجية لترسانة الصواريخ التى حرص هو ووالده على تطويرها، كجزء من نظرية التوازن الاستراتيجى مع تل أبيب، بسبب الضعف العسكرى السورى، وهذه هى الورقة التى يتمسك بها.