طغت دعوى تجديد الخطاب الديني حتى خاض فيها العديد من الشخصيات العامة بين سياسيين وفنانيين وكتاب وغيرهم، وأصبحت علامة التنوير ان يذكر أحدهم أنه يرفض فتوى معينة أو يسخر من شكل معين أو فهم خاص لأحد رجال الدين الإسلامي أو شيوخ الأزهر، ولأننا لا يعنينا إلا أصحاب الأقلام فسيقتصر الكلام على شخصيات فكرية لتكملة مجموعة المجددين للخطاب الديني. على الرغم من تكرار مطالب الرئيس السيسي بتجديد الخطاب الديني، إلا أن إبراهيم عيسى كان أبرز المبادرين حتى قبل أن يكون السيسي رئيسًا للجمهورية. 1- إبراهيم عيسى اشتهر الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى بآرائه المثيرة للجدل خاصة ما يتعلق منها بالدين والتشريع والسنة وأقوال العلماء، ولعل هذا أعطاه شهرة من نوع آخر ليضع نفسه في مصاف مجددي الخطاب الديني ومهاجمي "الوهابية"، وهي الكلمة التي لطالما رددها في حلقاته ومقالاته مصحوبة بالهجوم أحيانًا والشتم أحيانًا أخرى. وعلى الرغم من الصعوبة التي يجدها إبراهيم عيسى في نطق اسم كتاب "أُسدُ الغابة"، إلا انه لا يجد مشكلة في مهاجمة آراء مؤلفه "بن الأثير" والذي أقر بفرضية الحجاب في تفسيره لقوله تعالي: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن"، حيث يرى إبراهيم عيسى أن الحجاب لا أصل له في الإسلام. ومن الآراء المثيرة للجدل والتي تبناها إبراهيم عيسي، إدعاءه أن البخاري جمع أحاديث وادعى صحتها، وأن كتاب البخاري يحتوي على أحاديث ضعيفة ومكذوبة، وأن فكر البخاري متخلف، على حسب قوله. واتهم "عيسى" الخليفة الثاني أبا بكر، بأنه طبق عقوبة الحرق حيًا، وأن هذا مخالف لتعاليم الإسلام، وذلك في إحدى حلقات برنامجه السابق على فضائية "أون تي في". أما بالنسبة لعذاب القبر فلم يخالف إبراهيم عيسى سابقيه، فقال أنه لا أصل له في الإسلام، وأضاف: "يبدو أن الذين يريدون تخويف الناس زادوا فيها وعملوا فيها عذاب القبر، ودا كله عشان تخافوا، والثعبان الأقرع في التراث الفرعوني واليهودي، وفي ناس اخترعت ده لتخويف الناس". وتابع: "النار كفاية لتعذيب الناس، وأكتر حاجة بتردع العصاة والكفار، وده مش رأيي أن مفيش عذاب قبر، وهناك ابن حزم الذي رفض القول بعذاب القبر، وفرقة المعتزلة المحترمة، ولو في عذاب قبر ليه ربنا مقلناش عليه". ويعتقد إبراهيم عيسى أنه لا توجد عقوبة لتارك الصلاة في الإسلام، حيث قال في إحدى حلقات برنامجه مدرسة المشاغبين على فضائية أون تي في: "إنه لا يوجد عقوبة لتارك الصلاة"، مشيرًا إلى أن كل الأحاديث التي تتحدث عن ذلك «ضعيفة»، وتقول ما لا يمكن إعقاله ذهنيًا مع حديث الله. وأضاف: «لا يوجد بالقرآن ما يقول أن هناك عقوبة مخصوصة لشيء، وحساب الله كُلي، وليس له علاقة بشئ محدد.. يوم القيامة واحد، والحساب واحد». وهاجم إبراهيم عيسى الشيخ الشعراوي رحمه الله في كتابه "أفكار مهددة بالقتل حيث اتهمه بأنه يحمل الكثير من الأفكار الرجعية وأن أفكاره تهاجم المرأة والتسامح والديمقراطية. كما سخر إبراهيم عيسى في نفس الكتاب من روايات كتب السنة عن يأجوج ومأجوج واصفًا إياها بأنها يشيب لهولها المنطق وتبدو ملونة بالخرافات المطلقة. ولا يتوقف عند هذا الحد، بل نالت روايات التبرك بماء زمزم وقدرته على الشفاء، حظًا من سخريته وانكاره غير المبرر إلا أن عقله يرفضها فقط، في حين أجريت بعض الأبحاث على ماء زمزم والتي أثبتت قدرتها على شفاء الأمراض.