اعتبر الأزهر، أن إنكار الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، عذاب القبر، محاولة لإشغاله عن رسالته وعن قضايا الأمة التي يحملها على كاهله، واصفًا ما ورد في إحدى حلقات برنامجه "مدرسة المشاغبين" على فضائية "أون تي في" حول هذا الأمر ب "الأكاذيب الملفقة فى وسائل الإعلام، كغيرها من الأحاديث التي سببت لغطًا خلال الفترة الماضية"، داعيًا الإعلام إلى تحمُّل مسئولية الكلمة. وقال الأزهر فى بيان له، اليوم، "فى الوقت الذي يسعى فيه الأزهر الشريف، إلى لَمّ الشمل وجمع كلمة الأمة، والحث على الوحدة والبناء، تظهر على الساحة الإعلامية مقالات تبلبل أفكار الناس، مثل ما قيل عن إنكار عذاب القبر ونعيمه، وما أثير عن الصحابة الأجلاَّء، ومحاولة الانتقاص من مكانتهم العظيمة، وغير ذلك من أمور قتلها علماء الأمة بحثًا على مدى تاريخ الإسلام، ولم يعد فيها مجال لحديثٍ". وأضاف أنه "إذ ينبه إلى خطورة هذه الأطروحات والمقالات فى هذه الآونة التي تحتاج فيها البلاد إلى وقفات ضد الأخطار والتحديات التي تواجهها - فإنه يعلم ما يريده المغرضون من محاولة إشغاله عن رسالته وعن قضايا الأمة التي يحملها على كاهله، وهو ليس فى حِل كي يترك مهامه الكبيرة تجاه دينه وبلده وأمته ويتفرغ للرد على مقالات لا تعبر من قريب أوبعيد عن هموم الأمة وآلامها". وأهاب الأزهر بكل مسؤول عن الكلمة أن يتقى اللهَ فى هذه الأمة الجريحة، وألاَّ يكتبَ أو ينشرَ ما يشتت الأفكار، ويُشغل عن المهام التي تفيد البلاد والعباد. وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كلف الأربعاء الماضي، المكتب الفني بمشيخة الأزهر، الأربعاء، بجمع التسجيلات المنتشرة مؤخرًا حول "إنكار عذاب القبر" أو "عذاب تارك الصلاة" وغيرها من الأحاديث، لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية. وجاء ذلك ردًا على إنكار إبراهيم عيسى في برنامجه "مدرسة المشاغبين" على فضائية "أون تي في"، وجود عذاب القبر، مفجرًا موجة من الجدل، بعد أن زعم بأن آيات الحجاب في القرآن، نزلت بسبب وجود تحرش جنسي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلق الشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية السلفي على إدعاء إبراهيم عيسى بوجود تحرش في المدينة، قائلًا "في سب للنبي صريح، واحد من هؤلاء بيقول إن المدينة كان فيها تحرش جنسي أيام النبي، حيث قال إن عمر بن الخطاب عندما رأى السيدة سودة زوجة النبي ذاهبة إلى الخلاء قال لها يا سودة لا تخفين علي". وتساءل الحويني في درس ألقاه ليلة 27 رمضان: "في كيف يقال هذا في بلد مسلم وبه الأزهر الشريف، وماهو دور شيخ الأزهر في الرد على هذا الأمر قائلًا " أنا مش عارف الراجل ده شغلته إيه؟". وكان الكاتب الصحفي، جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة "المصريون"، قد حذر الأزهر من الدخول طرفًا في قضية اعتبر الهدف منها "إلهاء الناس وشغل خيالهم وفراغهم وربما غضبهم في قصص وهمية وتحديات لا معنى لها ولا جديد فيها أبدا ، حتى تنصرف عقولهم وأفكارهم ومشاعرهم عن القضية الحقيقية والخطر الحقيقي الذي يهدد مصير بلادهم وحياتهم وكرامتهم". وكتب سلطان في مقاله المنشور ب "المصريون" أمس، تحت عنوان "دروس في التضليل السياسي .. للمبتدئين "! قائلاً: "لا أتصور أن الأزهر شريك في اللعبة، لأن التجربة أثبتت أن قلة الخبرة هي المحرك دائما لانفعالات المؤسسة الدينية في كثير من مواقف التضليل الإعلامي والسياسي فتساهم بدون قصد في تضليل الرأي العام أو صناعة بطولة زائفة لكاتب تافه أو أديب لم يقرأ له أحد ، وبالتالي ، فالأجهزة لا تحتاج للتدخل في المؤسسة الدينية ، وتكتفي بتحريك قطعها في صحف وفضائيات لصناعة دخان مضلل يحجب الواقع المزري عن المواطنين حتى لا يطالبوا بالإصلاح أو يسخطون على صاحب القرار أو يندفعون في الشوارع احتجاجا وغضبا على ما يحدث" .