يشارك عمار علي حسن، الروائي والباحث في علم الإجتماع السياسي، المتخصص في دراسات الحركة الإسلامية، ببحث حول « التيار السلفي الخطاب والممارسة » ضمن فعاليات مؤتمر ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حول « مستقبل الثقافة العربية الإسلامية الوسطية » ، يومي الاثنين والثلاثاء القادمين في مقره في أبو ظبي. ويتناول عمار في بحثه الأسس المعرفية والفقهية التي ينبني عليها التيار السلفي، والتي اتبعت خطا في تاريخ المسلمين تعافى على يد أحمد بن حنبل، وتراخي ليتجدد مع « ابن تيمية » ، ثم ضعف ليأخذ دفعة جديدة على يد محمد بن عبد الوهاب. كما يتناول خريطة التيار السلفي في الفترة الحالية والتي تبين أن السلفيين ليسوا فريقا واحدا منسجما إنما بينهم تباينات سواء في أسباب النشوء والإنطلاق أو في الرؤى الفقهية والمرجعيات أو في المصالح والمنافع. ويتطرق البحث إلى مدى تسرب النزعة السلفية إلى التنظيمات الحركية التي تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها، سواء بإدعاء النقاء والأصالة، أو بالسليقة، أو بتطويع التسلف لخدمة التوجهات السياسية، ثم يعرج على المشروع السياسي المستتر لفصائل من السلفية الدعوية، سواء نحو تشكيل أحزاب تعمل تحت طائلة الشرعية السياسية والمشروعية القانونية ، أو نحو الانخراط في العنف تحت راية «الجهاد المسلح »بعد التحول إلى « سلفية جهادية» . ويعرض عمار التحديات التي تواجه التيار السلفي، حيث الخطاب الماضوي، والبنية المعرفية التي تسير في اتجاه مخالف لتقدم التاريخ وتعزز المدنية، ومنظومة المعارف والسلوكيات التي تخاصم العصرنة، ثم يقدم توقعاته حول مستقبل السلفيين في ظل التغيرات التي يشهدها العالم العربي حاليا. ويعقد المؤتمر برئاسة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، ويحضره لفيف من المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالمين العربي والإسلامي، ويتناول نظرة تحليلية في تيارات الفكر الإسلامي العامة وعلاقتها بحركة النهضة العربية، ورؤى وأفكار الإسلام السياسي في المرحلة الراهنة.