لا يحمل أحمد عبدالفتاح، سائق حنطور بالإسكندرية، همًا لإطعام أولاده يوميًا بقدر ما يشغله كثيرًا كيفية توفير نفقات لتغذية الحصان الذي يقود عربته. فصاحب ال 45 عامًا، يعمل بميدان محطة الرمل، يؤكد أن أغلب الأيام وخصوصًا في الشتاء لا يدخل جيبه جنيهًا واحدًا، ما يجعله يتحمل عناء توفير نفقات لتغذية الحصان الذي يقود العربة التي يعمل عليها. يقول «عبد الفتاح» ل «التحرير»: « من 10 سنين وأنا باشتغل في المهنة دي، الشغل الأيام دي مبقاش زي الأول، في الشتا الدنيا بتبقى واقفة، ممكن نشتغل شوية في الصيف وفي الأعياد، غير كده حالنا بيبقى واقف، أنا النهارده واقف من الساعة 10 الصبح لحد العشا مدخلش جيبي جنيه علشان مفيش زباين». وتصل تكلفة تغذية الحصان في اليوم الواحد إلى 25 جنيهًا، بحسب عبدالفتاح الذي يقول: «أهم حاجة الحصان ياكل لأن ده مصدر رزقي، أنا ممكن أفضل إنه ياكل عن نفسي وأسرتي المكونة من زوجتي و3 أبناء»، مشيرًا إلى أنه يأمل في أن تتحسن أحوال السياحة حتى ينتعش الوضع في الإسكندرية وغيرها من المحافظات. ولا يحلم سائق الحنطور سوى أن يمتلك الحصان الذي يقود عربته، إذ أنه ملك شخص غيره، ويعمل عليه هو بالإيجار، كما يأمل أن تنظر الحكومة إلى وضع المهن التي لم تعد تلاقي رواجًا كسائقي الحنطور وغيرهم.