مسؤول بالوزارة عن «وجود إخوان»: لهم دينهم ولي دين تسود حالةٌ من الجدل أثيرت داخل قطاع الكتب ب"حي فيصل" التابع لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بسبب ما تمَّ تداوله حول وجود مجموعة من الموظفين تنتمي إلى جماعة الإخوان، وتعمل على شحن كتب المناهج المصرية إلى دولة قطر مقابل مبالغ مالية طائلة دون علم الوزير الدكتور الهلالي الشربيني. وكشف مصدر بالوزارة، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، الجمعة، أنَّه يتم شحن كتب بجميع المواد إلى دولة قطر دون إسناد قانوني لها من بعض موظفي القطاع ودون إمضاء الوزير، قائلاً: "الكتب دي بتطلع من تحت الطرابيزة وكل واحد ليه نصيب من التقسيمة بياخدها، وهذه المجموعة تستعد لشحن كتب الفصل الدراسي الثاني إلى قطر بكميات كبيرة مقابل أموال تصل إلى ملايين الجنيهات". وأضاف المصدر: "توجد مدارس تابعة لمصر في الدوحة، وعدد الطلاب يصل عددهم إلى 2500 طالب مصري، وإحدى المدارس كانت تشرف عليها جماعة الإخوان وتمَّ سحبها منهم بفضل وزارة الخارجية والآن هي تحت إشراف وزارة التعليم، وتوجد لجان مخصصة لها من الوزارة تزورها على فترات متباعدة لمتابعة الأمور ورصد أهم مشكلاتهم والعمل على حلها". إلى ذلك، كشفت مصادر رفيعة المستوى بالوزارة أنَّه في عهد الوزير الأسبق الدكتور محمود أبو النصر كان يوجد موظف داخل القطاع يدعى "م. س" كان يشحن كتب إلى السودان وقطر في أوقات غير محددة للشحن، وعندما شكَّك القطاع فيه تمَّ تحويله إلى لجان الشؤون القانونية بالوزارة والذين أثبتوا بالمستندات عقب إحالته للنيابة الإدارية اختلاس نصف مليون جنيه من وراء شحن هذه الكتب التي تحتوي على مناهج مصرية وبيعها لهذه الدول دون علم الوزارة وهو الأمر الذي أطاح به من منصبه ومن الوزارة تمامًا". بدوره، قال محمود درويش مدير عام قطاع الكتب ب"فيصل": "الوزارة لم تشحن أي كتب إلى دولة قطر، لكن توجد لدى مصر مدرستان بالدوحة ويتم بيع كتب لهما من الوزارة سنويًّا بالكمية التي تحددها عقب جلب موافقة من وزارة الخارجية والملحق الثقافي بإصدار تصريح لتدريس المناهج المصرية لأبنائنا المصريين في الخارج". وأضاف: "عملية الشراء تصل سنويًّا من 15 إلى 20 ألف جنيه تحصل عليهم الوزارة من قطر مقابل شرائها هذه الكتب، وعمليات الشحن فقط تكون في حالتين هما البعثات العلمية لأبنائنا في الخارج وهذه البعثات تكون لدول كثيرة أولها قطر والسودان وليبيا، أمَّا الحالة الثانية هو الإهداء الذى يقدمه الوزير سنويًّا إلى البلدان الأخرى وتصل إلى من ثلاثة إلى خمسة كتب يتم شحنهم دون مبالغ مالية". وحول وجود بعض عناصر إخوانية بالقطاع، صرَّح درويش: "أنا لا أبحث في عقيدة الموظفين، لهم دينهم ولي ديني، ويوجد داخل القطاع بعض الموظفين هم ينظِّمون الشللية ويعملون على تأليف قصص للتشويش والبلبلة". وتابع: "أنا ملتحٍ ويتهموني بالإخوانية ولكن هما مجموعة شمال مش هرد عليهم، وقصة وجود بعض عناصر الإخوان التي تعمل على شحن كتب لقطر هي قصة صادرة عنهم نظرًا لرفضي إلى بعض مطالبهم ومصالح شخصية لهم، وجميع الأوراق والمستندات يوقع عليها الوزراء ولا يوجد حرف واحد يخرج من القطاع دون علم الوزير". فى سياق متصل، سادت حالةٌ من الارتباك الشديد داخل الإدارة المركزية للكتب "قطاع الكتب سابقًا" بالوزارة بسبب المخالفات التي تمَّ الكشف عنها في ملف الكتب المدرسية بدءًا من مناقصة الطباعة وحتى استلام وتسليم الكتب، بالإضافة إلى الكتب التي يتم تهريبها وبيعها خارج الوزارة.
وذكرت مصادر أنَّه تردَّدت أنباء داخل القطاع عن إصدار النيابة الإدارية توصية باستبعاد مسؤول كبير من إدارة المخازن، وإحالته للمحاكمة في اتهامه بإهدار المال العام، وتزوير أذون صرف للكتب المدرسية، ورصد كتب مخالفة في مكتبه.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الوزير الشربيني يجهِّز للإطاحة بأكثر من مسؤول كبير داخل القطاع على خلفية اتهامات موجهة لهم بالفساد، وأنَّ الإدارة المركزية للأمن بالوزارة تكثِّف جهودها لضبط مخالفات قطاع الكتب وإعداد ملف كامل عن القطاع ومشكلاته. ولفتت المصادر إلى أنَّه من ضمن القيادات التي تُدرس الإطاحة بها من داخل قطاع الكتب رئيس القطاع ذاته اللواء كمال سعودي الذى استعين به داخل الوزارة من قبل الدكتور محب الرافعي الوزير السابق.