مع تجاوز عدد اللاجئين الذين دخلوا دول الاتحاد الأوروبي مليون شخص، قتل وفقد الآلاف منهم على أعتابها، تتزايد اتهامات اللاجئين المستمرة لسلطات حدود بعض هذه الدول بإساءة معاملتهم، وهكذا يبدو حالهم كمن "يستجير من الرماد بالنار". وفي بلغاريا اتهم عدد من اللاجئين الذين حاولوا الهرب من الظروف المعيشية الصعبة في الأراضي التركية إلى بلغاريا، قائلين: إن "قوات شرطة حدود الأخيرة أساءت معاملتنا لدرجة بلغت الضرب والنهب وحتى إطلاق الكلاب" بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وفي مقابلة مع الصحيفة، على مشارف قرية "سوكرو باسا"، قرب الحدود البلغارية، قال حسن بولجور (73 عاما)، الذي كان يتوكأ على عصا، بينما يشير إلى "شرطة الحدود البلغارية"، أنهم يراقبوننا الآن، وعندما يحاول اللاجئين العبور، يوقفونهم ويدفعونهم للرجوع وأحيانًا يضربونهم، ويسرقونهم، وحتى يطلقون الكلاب عليهم". وأوضح بولجور وغيره من المقيمين، أن مجموعات من المهاجرين، الذين فشلوا في العبور إلى الأراضي البلغارية، كثيرًا ما ينتشرون في الحقول، يتقاطر منهم الماء بعد اجتياز نهر قريب، وأحيانًا يتوافدون في مجموعات تضم ما يصل إلى 50 شخصًا، بعضهم مصاب بكدمات في الرأس وأنوفهم عليها آثار التعرض للضرب. وبدوره قال آلان مراد، (17 عامًا) وهو طالب لجوء عراقي يعيش في مركز للاجئين في العاصمة البلغارية صوفيا، لقد "ضربوني وسلبوا أموالي"، متذكرًا معاناته والمعاملة السيئة من قبل سلطات الحدود البلغارية، مضيفًا "هربت من الجحيم في موطني، في محاولة للعثور على الجنة في أوروبا، وبدلًا من ذلك، وجدت جحيمًا آخر". أما عثمان أران، إليسار، (81 عامًا) الذي عاش طوال حياته في قرية سوكروبسا، فقال: إن "المهاجرين يعبرون في الليل يقودهم المهربون، وبعد ذلك نراهم يتسكعون مجددًا في الصباح". ووفقًا للصحيفة، فإن أحد ألغاز أزمة المهاجرين المستعصية على الحل في أوروبا، هو سر اختيار اللاجئين عبور أمواج البحر العاتية والقاتلة في بعض الأحيان من تركيا إلى اليونان بدلًا من المشي عبر الحدود البرية للوصول على ما يبدو من تركيا إلى جنوببلغاريا". ويشير المسؤولون والمهاجرون أنفسهم إلى عدة أسباب، من بينها أن الطريق البحري أرخص ويفضله المهربون أكثر، غير أن الحدود التي تبدو مغرية على الخريطة، تشكل عقبة أشد قسوة مما قد يبدو، لا سيما في فصل الشتاء، وتشمل الأنهار سريعة والغابات الكثيفة والجبال الوعرة، علاوة على أن الأسوار الأسلاك الشائكة التي تم بناؤها حديثًا وأجهزة المراقبة ذات التكنولوجيا الفائقة جعلت التسلل أكثر صعوبة. ولكن السبب الرئيسي، وفقًا للعديد من اللاجئين في تركيا هو قسوة سلطات الحدود البلغارية، حيث كشفت مقابلات مع عمال الإغاثة وعشرات اللاجئين الذين يشقون طريقهم إلى عشرات من البلدان عن انتشار الخوف على نطاق واسع من السلطات البلغارية. ويتحدث اللاجئون عن المعاملة الخشنة أو العنيفة من جانب قوات حرس الحدود، التي تقوم بتسجيل وأخذ بصمات المهاجرين -وهذا يعني أنهم يجب أن يبقوا في بلغاريا لحين البت في قضاياهم- أو أنهم يعيدونهم مجددًا إلى تركيا. وتركيا تعتبر بحكم موقعها الجغرافي البلد الأكثر استقبالًا للاجئين الفارين من أتون الحرب المشتعلة منذ أكثر منذ سنوات في سورياوالعراق، حيث تستقبل أنقرة وحدها ما يزيد عن 2 مليون لاجئ سوري. ووفقًا لبيان مشترك لوكالة "الأممالمتحدة للاجئين" والمنظمة الدولية للاجئين، فقد تخطى عدد اللاجئين الذين دخلوا أوروبا عن طريق البر أو البحر مليون شخص هذا العام، نصفهم من السوريين، و20% من أفغانستان و7% من العراق. وأوضح البيان أن من بين مليون و5504 لاجئين، وصل إلى اليونان وبلغاريا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا وقبرص بحلول 21 ديسمبر، 816 ألفًا و752 لاجئًا عن طريق البحر.