قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، إن القصف الجوي الذي تشنه روسيا في سوريا قد يرقى إلى جريمة حرب بسبب عدد المدنيين الذين قتلتهم الضربات الجوية التي ذكرت المنظمة الحقوقية أنها تظهر أدلة على انتهاك القانون الإنساني. وأضافت "العفو الدولية" في تقرير جديد أن "الضربات الجوية الروسية في سوريا قتلت مئات المدنيين وتسببت في دمار واسع في مناطق سكنية بضرب منازل ومسجد وسوق مزدحمة وأيضا منشآت طبية في.. هجمات تظهر أدلة على انتهاكات للقانون الإنساني الدولي ". وقالت المنظمة في بيانها: إن "القصف الروسي أدى إلى مقتل 200 مدني في سوريا"، متهمة حكومة الرئيس فلاديمير بوتين بالعلم باستهداف الأحياء السكنية في "الهجمات العشوائية"، قبل التستر على الأدلة والكذب على نحو فعال علي المجتمع الدولي. وحلل الباحثون في تقريرهم 25 غارة روسية منذ بدء العمليات في سوريا، حيث أبرز التقرير المكون من 28 صفحة أنه في "بعض الهجمات القوات المسلحة الروسية ظهرت تستهدف من خلال قصفها الجوي مناطق سكنية لا يوجد بها أي دليل على الوجود العسكري". وأضاف "في بعض الحالات الأخرى يبدو أن القصف هاجم أهدافًا عسكرية ومدنية في المدينة بدون تمييز، وتسبب في أذى للمدنيين، فمثل هذه الهجمات يشكل جرائم حرب". وقال كريستيان بنيدكت" مدير حملة سوريا بمنظمة العفو في المملكة المتحدة لصحيفة "الإندبندنت": إن "القصف الروسي تحول من قاسٍ إلى كارثي"، مضيفًا "منذ سنوات تحمي موسكو حكومة الأسد وسدت الجهود في محاولة للحد من معاناة الشعب السوري، والآن القوات الجوية الروسية هي نفسها تقتل المدنيين السوريين بالمئات". وتابع "لقد رأينا خلال الصراعات السابقة في الشيشان وأفغانستان، أن القوات الروسية لديها سجل حافل من إطلاق العنان لموجات رهيبة من الهجمات العشوائية في المناطق السكنية، وهذا هو ما يحدث في سوريا الآن". وأوضح التقرير أنه من بين أسوأ الهجمات الروسية، غارة على سوق مزدحمة في أريحا، بمحافظة إدلب، والذي أسفر عن مقتل 49 شخصًا، حيث أكدت روايات شهود العيان وإحاطات الجيش الروسي نفسه مسؤولية روسيا عن الهجوم. وأفاد الناشط المحلي "محمد قرابي الغزالي" لمنظمة العفو، أنه كان بالقرب من السوق عند قصفه، وعلى الرغم من أن جماعة "جيش الفتح" المسلحة تتحكم في منطقة أريحا، لا وجود لها داخل المدينة. وأضاف "رأيت مشاهد مروعة منذ بدأ العمليات الروسية ولكنها لا تشبه أي شخص من قبل"، وتابع "الجثث في كل مكان مقطوعة الرأس ومشوهة، كان هناك أربعون جثة بجانب بعضهم البعض وبجانبهم امرأة تجلس باكية". واستطرد "سألتها ماذا بك، فأجاب بأن زوجها وأطفالها الثلاثة قتلوا، فأصبحت وحيدة في المنزل الآن وليس معي أحد". وطالبت منظمة العفو روسيا ب"وضع حد للهجمات العشوائية والامتثال للقانون الدولي". من جانبه قال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالعفو الدولية في بيان: إن "الضربات الجوية الروسية يبدو أنها هاجمت بشكل مباشر مدنيين أو أهدافًا مدنية بضرب مناطق سكنية لا يوجد بها هدف عسكري واضح.. بل وحتى منشآت طبية." وأضاف: "مثل هذه الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب".