تحولت حياتهم الطبيعية فجأة إلى جحيم، يلهثون وراء الجرعة المخدرة، بعدما سيطرت السموم على إرادتهم قبل أجسادهم، فراحوا يرتكبون أفظع الجرائم من أجل الحصول على الكيف، فمنهم من يسرق ويخطف، وآخرون يصل بهم الأمر إلى إزهاق الأرواح، ولا يفرق في ذلك بين قريب أو غريب. «التحرير» ا لتقت بعضًا ممن ارتدوا عن حياة الضياع وسردوا من فوق أسرَّتهم بمصحات علاج الإدمان تجاربهم في رحلة الكيف، واشترك الجميع في تحذير الشباب من اتباع مسلكهم. «أنا كنت إنسان طبيعى ومعايا فلوس كتير، أصل أنا أول واحد عملت مشروع الدش المركزى فى الإسكندرية كلها، والفلوس ماكنتش عارف أصرفها فى إيه غير الأفراح والسهرات الخاصة، وعلشان كده نهايتى سرير فى مستشفى لعلاج الإدمان».. هكذا استهل عماد.م.م، 36 سنة، سرد تفاصيل معاقرته الخمر وإدمانه الهيروين. ويضيف أنه اعتاد تعاطى مخدر الحشيش بغزارة لدرجة أنه جاءت عليه أوقات لم يدخن سجائر عادية، وكان سببه فى ذلك كثرة الأموال معه وسهولة حصوله على المخدر وانتشاره بمدينة الإسكندرية، قائلا «أنا سمعت كلام الشيطان ودخلت فى سكة الحريم وبقيت ماعملش حاجة فى حياتى غير شرب المخدرات والخمر وممارسة الجنس مع فتيات الليل». ويشرد المدمن بذاكرته قبل أن يضيف: «أنا الفلوس والمخدرات موتت قلبى ومابقتش أعرف الحلال من الحرام، لدرجة إنى مارست الجنس مع جارتى والتى كانت تتعاطى مخدر الهيروين مع زوجها تاجر السيارات، والتى أقنعتنى بتعاطى مخدر الهيروين اللعين حتى أستمتع معها بممارسة الجنس ويوم بعد يوم تحولت لمدمن»، فأهمل عمله وحل الفشل على مشروعه، كما أن عشيقته كانت تسرق المخدر من زوجها وتعطيه له مقابل ممارسة الجنس الحرام معها. وهنا توقف «عماد» عن الحديث ووضع رأسه على كف يده قائلاً: «الست دى سبب الجحيم اللى أنا فيه، دى فعلاً امرأة ملعونة ومع ذلك لم تتوقف عن إيذاء باقى شباب المنطقة». وأنهى الشاب المتعافى حديثه معنا قائلاً: «أنا عايز ربنا وأمى تسامحنى على اللى أنا عملته من ذنوب ومعاص، لدرجة إني ضربت أمى علشان أشترى الجرعة، ولكن أنا جيت أتعالج بعد فوات الأوان بعدما كنت السبب فى إصابتها بالشلل من الحسرة».