تحولت حياتهم الطبيعية فجأة إلى جحيم يلهثون داخله وراء الجرعة المخدرة، بعدما سيطرت السموم على إرادتهم قبل أجسادهم، فراحوا يرتكبون أفظع الجرائم من أجل الحصول على جرعتهم، فمنهم من يسرق ويخطف، وآخرون يصل بهم الأمر إلى إزهاق الأرواح، ولا يفرق في ذلك بين قريب أو غريب... ولأن لكل طريق نهاية فمنهم من ينتهى به المطاف خلف القضبان أو الموت نتيجة انتشار السموم المخدرة بدمه، بينما قاوم القليلون منهم بمحاولة للعودة إلى الطريق الصحيح... «التحرير» التقت بعضا ممن ارتدوا عن حياة الضياع وسردوا من فوق سرائرهم بمصحات علاج الإدمان تجاربهم في رحلة الكيف، واشترك الجميع في تحذير الشباب من سلوك مسلكهم. «أنا كانت حياتى طبيعية وباكسب كويس قوي من شغلى لحد ما تعرفت على فتاة إسرائيلية في أثناء عملى بمدينة شرم الشيخ وأدخلتنى عالم الإدمان من أوسع أبوابه».. هكذا بدأ هيثم.م.أ، 35 سنة، عامل بمنتجع سياحى، سرد تفاصيل إدمانه لمخدر الهيروين. يقول: إنه سافر إلى مدينة شرم الشيخ منذ 4 سنوات للبحث عن فرصة عمل مناسبة، وبالفعل نجح فى الحصول على وظيفة بأحد المنتجعات السياحية وكان راتبه وفيرًا، حتى مرت الأيام وتعرف على فتاة إسرائيلية، كانت فى رحلة سياحية للبلاد، ونشأت بينهما علاقة عاطفية، نظرًا لطبيعة عمله داخل غرف «السونا» وسريعًا ما تطورت تلك العلاقة إلى ممارسة الجنس، والتى من خلالها دخل إلى عالم الكيف وإدمان الهيروين. يشرد «هيثم» بعيونه بعيدًا قبل أن يعود للحديث قائلا: «كانت الفتاة تقوم بإعطائي الجرعات المخدرة باستمرار طول فترة إقامتها بالبلاد حتى اكتشف أنني أصبحت مدمنا، فتطورت سريعا الأحداث، ففى أحد المقابلات العاطفية معها رفضت إعطائي الجرعة المخدرة حتى أمارس الشذوذ الجنسى مع أحد أصدقائها الذكور، ولم أستطع الرفض وكان الدم يغلى فى عروقى فوافقت. ويستكمل المدمن المتعافى اعترافاته: «بعد هذا الموقف شعرت بأن نفسي أصبحت رخيصة وقررت زيادة الجرعة المخدرة حتى أنسى جريمتى والتى تحولت بسبها إلى مطرود من رحمة الله، وهنا تحولت إلى حرامى حتى سرقت أصدقائى وأقاربى وأهملت عملى و طردت منه، ولم أفق إلا وأنا أضرب أمى من أجل سرقة حلقها الذهب لبيعه والحصول على تذكرة الهيروين ودموعها نزلت أمامى، فكان هذا الموقف هو سبب الإقلاع عن المخدرات ومحاولتى العودة إلى الحياة الطبيعة مرة أخرى». يختتم هيثم العائد للحياة قائلا: «أقول للشباب الصحة أغلى نعمة من الله فلا تضيعوها، ولا تحاولوا دخول عالم الإدمان، لأن المخدرات لا تصنع الرجل كما يعتقد البعض، بل تدمر الشاب وتدفعه ليكون مجرمًا وقاتلا وعاقا لوالديه.