أثار نشر تنظيم الدولة الإسلامية، صورة لأحد منفذي حادث فندق العريش الذي أسفر عن مصرع قاضيين، الجدل بقرية «حطيبة»، التابعة لمركز «الحامول»، في محافظة كفر الشيخ، أوضحت تحريات الأجهزة الأمنية أن الصورة لشاب يُدعى إسماعيل أحمد عبد العاطي، 20 سنة، يدرس العلوم بجامعة كفر الشيخ. «التحرير» انتقلت لقرية المُتهم لتقصي الأمر.. «اللغة العبرية» بمجرد وصولنا للقرية، تلقفتنا الأعين وتفاجئنا بسؤال: «أنتي جاية لأهل إسماعيل»، فالموضوع أخذ ينتشر كمتهم في الحادث الذي أسفر عن مقتل قاضين وفردين من قوات الأمن وإصابة آخريين. منهم من يؤكد استحالة قيامه بهذا العمل ومنهم من يُشير إلى إنه كان يتحدث اللغة العبرية ولغات أخرى مما يدل على أنه تدرب جيدًا على تلك اللغات ومنهم من يؤكد اختفاءه منذ 8 أشهر عن منزله . «حافظ للقرآن» وعندما تسال عن منزله تجد الشباب والنساء يترحمون عليه: «أهله ناس غلابة وعلى قد حالهم والولد كان محترم وعارف ربنا وحافظ القرأن، وفي حاله ومتواضع بيعامل الناس حلو، أبوه فلاح وأمه شغالة في المدرسة اللي جنبنا وأخواته البنتين واحدة متزوجة والتانية مخطوبة واأخوه الصغير بيدرس في مدرسة الصنايع». تسير بخطى سريعة نحو منزله تجد منزلاً ريفيًا عاديًا، تطرق بابه فتجد شقيقته التي تمت خطبتها، ترتدي العباءة السوداء حزنًا على فراق شقيقها، والتي عندما تعلم أن الآتي صحفيًا تخرجه دون حديث طبقًا لتعليمات الأمن بحسب كلامها ننتظر قليلاً نحاول نهدأ من روعها لكنها تنفعل: «روحوا أسألوا الجامعة المحترمة من اللي خد الولد وداه، أخويا كان رايح الجامعة يتعلم وفجأة مرجعلناش»، ربما تلك الكلمات لم نفهمها نحن لكن بالتأكيد لها دلالة لدى شقيقته. وفجأة تظهر شقيقته الأخرى المتزوجة تحمل طفلاً صغيرًا على يديها وبمجرد: « أنا زيك معرفش أي حاجة كفاية البهدلة اللي إحنا شوفناها، كفاية مرمطة أبويا في الأمن وكفاية كسرة ضهرنا كفاية اللي إحنا فيه إحنا مش عارفين حاجة روحوا اسالوا الأمن». الأمر ذاته حينما تحاول الحديث مع جيرانه، فهناك خوف وصمت يعتري كل شيء هناك. باسم أحمد، مالك ورشة حدادة، تقع على بعد 5 أمتار من منزلهم، يُشير إلى أن إسماعيل كان مؤدبًا ومحافظًا على الصلاة في ميعادها: «أهله طيبين وطول عمرهم عايشين في وسطنا وعمرنا ما سمعنا عنهم حاجة ولا ليهم أي توجهات دينية والده مُلتحي عادي زي أي حد، الولد كان متفوق في الثانوية العامة ودخل كلية علوم وكنا بنتوقعله مستقبل كويس خاصة إنه مثقف ومحترم». «محمد .م»، أحد أصدقاءه المقربيين يجلس على «كوبري البلد»، حيث يتجمع عليه شباب القرية تحاول أن تتحاور معه، فيتحدث مُقتضبًا: «خلاص إسماعيل راح ومش عاوزين نتكلم في أي حاجة أنا أكتر من أخوه ومش هصدق أنه يعمل كدة بس إسماعيل بقاله فترة بيحب بنت من كفرالشيخ مُنتقبة وأنا كنت حاسس أن أفكارها غريبة وحذرته واتصل بيا بعد مااختفى مرتين وطمني عليه وكان دايمًا يقولي احفظ القرآن». «عادل . أ»، أحد شباب القرية يضيف: «إسماعيل كان كويس بس لما راح الكلية ظهرت عليه حاجات غريبة زي أنه بيتكلم لغات كويس أوي وخاصة اللغة العبرية وكمان كان عامل صفحات على الفيسبوك بأسماء ناس تانية علشان يدخل يكلم أخويا وكان بيطمنه على نفسه من خلال صفحات الفيسبوك دي». وتابع عادل: « ظهرت عليه أفكار غريبة قبل الاختفاء خاصة أنه أكد سفره ليبيا قبل اختفاءه بما يقرب من 20يومًا طبقًا لروايته وكان يضع صورته على صفحته لشخص يُسمى أبو حمزة المصري .. ده اللي خلانا نشك أن فيه حاجة بس متوقعناش وفوجئنا بخبر أنه اللي نفّذ التفجير بتاع الأسبوع اللي فات». «علي . أ»، أحد أبناء القرية: «فوجئنا منذ يومين بسيارات شرطة تأتي لمنزل إسماعيل وبعض الناس يأخذون والده وعندما استفسرنا عرفنا أنه من قام بتنفيذ تفجير فندق القضاة في العريش»، مشيرًا إلى أن والده سقط أرضًا أمس في صلاة الجمعة بالمسجد وتم نقله لمنزله. ومن جانبه قال أحد أقارب إسماعيل والذي رفض ذكر اسمه، إنهم فوجئو ببعض الشباب يؤكدون تداول صورته على مواقع التواصل الاجتماعي وأن ضباط الداخلية ينقضون على المنزل ويقومون بتفتيشه بالكامل وآخذ والده وعندما استفسرنا تم إخبارنا بأنه من فجر فندق القضاة ونحن لم نتاكد حتى الأن وننتظر تحليل ال DNA حتى نعلم هل نجلنا من قام بهذا العمل أم لا، مشيرًا إلى أن جهات الأمن شددت عليهم عدم التحدث لوسائل الإعلام حتى انتهاء التحقيقات. وأشار قريبه، أنه اختفى منذ مايقرب الثمانية أشهر واتصل خلالهما بوالده مرتين لطمئنته عليه، إحداها من رقم دولي.