قال الدكتور طارق شوقي، عميد كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية، وأمين عام المجالس التخصصية التابع لرئاسة الجمهورية، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل مع مجالسه التخصصية، بكل جدية، قائلًا: "الرئيس ما بيحبش اللكاعة في الشغل". وأضاف شوقي، خلال مؤتمر نظمته الجامعة الأمريكية، بعنوان "استراتيجة التعلم مدى الحياة.. تطوير معرفة ومهارات الشباب في مصر"، بمقر الجامعة في ميدان التحرير، أن نظام التعليم في مصر يقتل الإبداع عند الطفل بكل الطرق منذ 50 عامًا، متابعًا: "انظروا للأجانب كيف يعاملون أطفالهم، وكيف يطلقون حريتهم في اكتساب المعلومات"، مشيرًا إلى أن الأطفال في مصر يوضعون داخل صندوق صغير، وبذلك يصبح شباب مصر غير قادر علي التعلم والعمل، أو أن يكبر نفسه وأن يتعلم. مصر تخرج سنويًا "أشباه" أطباء ومهندسين وعلق شوقي، علي شهادات التخرج الممنوحة من الجامعات المصرية، قائلًا: "شباببنا غير قادر علي التعليم الجيد، وعندما يتخرج الشاب، يظن أنه بشهاداتهم مهيئ للعمل، ولكنه غير ذلك، والشهادات في مصر أصبحت للمظهر الاجتماعي، نتزوج بها ونضعها علي الحائط، فنحن في مصر نريد كفاءات لأننا خلال الفترة الأخيرة خرجنا أشباه مهندسين وأطباء". وأضاف: "إننا نمزح حينما نعطي شهادة التخرج في الجامعات المصرية أو المدارس علي امتحانات تقيس قدرة استرجاع عددًا من المعلومات فقط، التي قد لا تكون لها أي قيمة نهائيا، وهؤلاء الأطباء والمهندسون لو تنافسوا خارج مصر، سيكون مصيرهم السقوط والفشل. حلول تطوير التعليم ليست «عناوين» فقط وذكر أن المجلس يفكر في قضية التعليم بعمق، منوهًا بأن رئاسة الجمهورية طلبت منه إيجاد حلول خارج الصندون، بطرق غير تقليدية، مؤكدًا أن مشروع التعليم المستمر لن يغيير المناهج أو يتم عبر تغييرات وزارية، ولكن من خلال الإصلاح في مرحلة التعليم الابتدائية، معلقا :" الحلول التي نحاول تنفذيها ليست عناوين". وأضاف أن الدولة تريد أن يتلقى الطفل اهتمامًا حقيقيًا، وبالتالي يُنتج جيل من المصريين بمهارات مختلفة خلال القرن 21. مجتمعنا بلا حوافز للمتميزين ولا يعاقب المقصرين وأكد أن المجتمع لا يوفر حوافز للمتميزين، ولا يعاقب في حالة التقصير، مستكملًا: "الموظفون يطالبون بمكافآت وزيادة مرتبات، ولا يؤدون عملهم على أكمل وجه". وحول مشروع بنك المعرفة المصري، عقب شوقي: "قبل انطلاق بنك المعرفة، ذهبنا لأكبر الناشرين في العالم، الذين يتحكمون في كل أنواع العلوم، لكي نجمع باقة من المحتوى تناسب جميع الأعمار والأطياف من المجتمع، سواء الباحثين المتخصيين". وعن أسئلة تشبيه المشروع بمحرك البحث الشهير "جوجل"، ذكر: "لو إحنا بالبلاهة دي إننا ندفع ملايين الدولارات في حاجة مش جديدة، يبقي لازم نروح السجن، بنك المعرفة يحتوي على معلومات محكمة دوليًا، وظلت تناقش وتراجع لأكثر من 5 سنوات كل فصل علي حدة، ولا يمتلكها أي شخص". الرئاسة تطلق 4 مشروعات كبرى تخص التعليم مطلع 2016 وأعلن رئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي، انطلاق الموقع الإلكتروني لبنك المعرفة يوم 8 يناير المقبل، موضحًا أنه سيتم إعلان 4 مشروعات كبرى تخص التعليم العالي والأساسي، مطلع العام المقبل. وأضاف أن المجلس بدأ بالفعل مشروع بقانون "رخصة مزاولة المهنة" منذ شهور، وسيتم تطبيقه أولًا على مهنة المهندسين، قائلًا: "منذ فترة ننسق مع نقابة المهندسين والمجلس الأعلى للجامعات، بحيث يحصل الخريج على رخصة مزاولة المهنة ويتم تجديدها كل خمس سنوات، وسيتم بعدها التوسع في هذا المشروع، بتطبيقه على مهنة الأطباء وغيرها من المهن". وذكر شوقي، أن رخصة مزاولة المهنة ضرورية، ومطبقة في جميع دول العالم، فالقاضي في الدول الغربية يحصل على رخصة، وحتى "مهنة الكوافير والماكيير". وفي سياق آخر، لفت إلى أن المجلس يدرب 10 آلاف معلم؛ لإعادة تكوين فريق جديد من المدرسين.