أثارت دعوة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، إلى انتخابات رئاسية مبكرة، حالة من الجدل في الأوساط السياسية، واعتبر البعض أنها جاءت في توقيت غير مناسب، وفي غير محلها على الإطلاق، وأن مصيرها سيكون التجاهل. وقال الدكتور فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، في تصريحات ل"التحرير"، إنه رغم اعتراضه على العديد من توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أنه لازال لم يفقد الشرعية أو الشعبية التي يتمتع بها لدى قطاع كبير من المواطنيين، وأن الظروف التي توافرت لسحب الشرعية من الرئيس المعزول، محمد مرسي، غير متوافرة الآن، من اجل إطلاق مثل تلك الدعوات، مضيفًا أن تلك الدعوة لا محل لها من الإعراب السياسي، ولا تتوافر لها مقومات النجاح. وذكر الدكتور محمود العلايلي، السكرتير العام المساعد لحزب المصريين الأحرار، أنها ليست المرة الأولى التي يدعوا فيها أبو الفتوح إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وأنه سبق وأطلق هذه التصريحات، ولم تجد لها صدى، مشيرًا إلى أنه يرغب في تصدير أن مصر بها أزمة، وأنها غير مستقرة بخلاف الواقع، ونوه بأن اختياره للتوقيت غريب، مع قرب انتهاء الانتخابات البرلمانية، لافتًا إلى أن تلك الدعوة لا تستحق إلا التجاهل. ورأى عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن هذه الدعوة يمكن الاستجابة لها عنما تكون هناك أغلبية شعبية تؤيدها، كما أن ما سمّاه، "مسببات الفوضى" ضعفت عما كانت في عهد جماعة الإخوان، مضيفًا أنه عندما تنتهي الانتخابات التشريعية، سيكون لدى مصر 3 سلطات، "القضائية والبرلمانية والتنفيذية التي يمثلها رئيس الدولة، إذا تم التفاعل بينها إيجابيًا، سيتحقق الاستقرار، أما إن كان هناك عنف بين الجهات الثلاث، سيكون هذا سيناريو الفوضى ، مبيّنًا أن المسار السياسي فى مصر منذ يوليو 2013 يتجه نحو الاستقرار. وأوضح النائب البرلماني، هيثم الحريري، أن الدعوة في غير محلها؛ لأن المؤمن بالإرادة الشعبية عليه أن يشارك في الانتخابات البرلمانية، معقبًا: "كان الأولى لأبو الفتوح أن يترشح في البرلمان، ورغم أن هناك أخطاءً من الحكومات المتتالية، كونها لم تحقق طموحات المواطن، إلا أن هناك إصرارًا من جانب الجماهير على استكمال مؤسسات الدولة، والناس لديها أمل في مجلس النواب القادم، وإجرائه بعض الإصلاحات".