مع اقتراب نهاية عام على تولي الرئيس مرسي الحكم وهو أول رئيس مصري مدني منتخب، ومع ذلك كثرت مطالبات العديد من الأحزاب والحركات والقوي الثورية بانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد.. بسبب عدم قيام الرئيس باستحقاقات الثورة وانشغاله عن تحقيق أهدافها بتمكين جماعته من الحكم واتخاذه العديد من القرارات التي أججت الصراعات السياسية في مصر بين النظام والمعارضة، يأتي هذا فيما يرفض معظم التيار الإسلامي الفكرة نهائيًا معتبرين ذلك انقضاضًا على الشرعية وعلى القانون وأن الرئيس المنتخب من حقه استكمال فترته الرئاسية كما نص الدستور وأن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة هي انقضاض علي شرعية الرئيس المنتخب. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" مواجهة ساخنة بين الدكتور خالد سعيد، رئيس حزب الشعب السلفي، وحسين عبد الرازق، القيادي بحزب التجمع اليساري، حول الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة من عدمه في هذا التوقيت بعد مرور عام واحد فقط من وصول الرئيس مرسي للسلطة.
خالد سعيد رئيس حزب الشعب السلفي: الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة انقضاض علي الشرعية تدخل مصر في مرحلة رابعة من الفراغ السياسي هناك أشخاص داخل الوطن تحاول بكل الطرق الوصول إلى الحكم ومنهم بعض مرشحي الرئاسة السابقين دائمًا ما يدافع عن التيار الإسلامي ويدافع عن الشرعية الثورية التي اختارها الشعب إنه الدكتور خالد سعيد رئيس حزب الشعب السلفي الذي أكد أن الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة هي دعوة للانقضاض على الشرعية وهي طموح بعض الأشخاص للوصول إلى السلطة، وأضاف أن هناك أيادي خفية تحاول العبث في الشأن الداخلي المصري.
*بعض القوى الثورية تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة ..كيف ترى هذه الدعوة؟ **هذه الدعوة هي ليست إلا طموح للوصول إلى السلطة ودعوة للانقضاض على الشرعية وعلى الصندوق الانتخابي الذي أتى برئيس منتخب بإرادة شعبية، ومن يدعو إلى ذلك أشخاص يتصارعون ليس لمصلحة الوطن ولكن للوصول إلى كرسي الرئاسة وهو حلم لم ينته عند البعض حتى لو تخطى القانون في ذلك.
*لكن المعارضة تقول إن الرئيس محمد مرسي لم يقدم حلولًا لكثير من مشاكل الوطن بل إنه ازدادت الأمور تعقيدًا خلال عام من توليه الرئاسة مما يتوجب عزله؟ **المعارضة المصرية لا يوجد لديها أفكار سياسية أو اقتصادية وعلى الرغم من ذلك فإن الرئيس محمد مرسي أخطأ في أمرين غاية في الخطورة وهما أنه لم يستطع القضاء على الفوضى وكان من الضروري أن يقضي على هذه الفوضى بكل الوسائل، والأمر الآخر يتمثل في عدم قدرته على القضاء على المخربين بكل وسائل القوة ولكن هذا متوقع في ظل الصراع الحالي وهذا لا يعطى الحق في المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. فالمعارضة المصرية لا تتبنى المنهج الإصلاحي في الدولة ولكنها دائمًا تسعى إلى الخراب ولو كانت صادقة في أنها معارضة حقيقية كانت حشدت الجميع في الانتخابات البرلمانية القادمة وتمكنوا من السيطرة على الحكومة بعد فوزهم في الانتخابات القادمة.
*متى تتم المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في ظل القانون؟ **الانتخابات الرئاسية المبكرة تتم في حالات معينة مثل مرض الرئيس أو في حالة موته وفي حالة تنحيه إذا عجز عن إدارة الأمور أما غير ذلك فالرئيس يستكمل باقي مدته التي نص عليها القانون وهي 4 سنوات.
*كلمنا عن أهم مخاطر الانتخابات الرئاسية المبكرة؟ **مصر في ظل وضعها الحالي لا يمكن أن تدخل في مرحلة فراغ سياسي أربع مرات متتالية مجددًا فدخلت قبل ذلك 3 مرات فسقوط مبارك أحدث فراغًا سياسيًا والمرحلة الانتقالية أحدثت فراغًا وفترة سقوط حكم العسكر أحدثت فراغًا ثالثًا وهذه الدعوة هي دعوة إلى فراغ رابع وأعتقد أن الدولة المصرية لا تستطيع أن تتحمل مرة أخرى، إضافة إلى أنها الآن في مرحلة فراغ دستوري بعد سقوط مجلس الشعب المصري. إضافة إلى أن هذه الدعوة تخلق نوعًا من عدم الاستقرار داخل مصر مما سيكون له تأثير قوي في حركة الاقتصاد وهذا يظهر من سحب بعض الشركات الكبرى من الاستثمار داخل مصر بدعوى عدم الاستقرار.
*من وجهة نظرك من المسئول عن دعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة؟ هناك محاولات خارجية هدفها خراب البلاد، إضافة إلى أن هناك أشخاصًا داخل الوطن يحاولون بكل الطرق الوصول إلى الحكم ومنهم بعض مرشحي الرئاسة السابقين.
*القوى الثورية وبعض الحركات دعت للنزول إلى ميادين مصر المختلفة يوم 30 يونيه للخلاص من حكم الرئيس محمد مرسي وحكم الإخوان المسلمين ما هي استعداداتكم لذلك؟ **نحن دعونا إلى النزول في كل الميادين الكبرى بالقاهرة والمحافظات بدءًا من 25 يونيه والاعتصام من أجل حماية الشرعية وليس من أجل أشخاص فقط لكن كل ما يهمنا هو الحفاظ على الشرعية والقانون. حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع: المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة هي مطلب سياسي في كل العالم علي مرسي أن يتفهم رسالة الملايين التى ستكون في الميادين وأن يقدم استقالته يوم 30 يونيه الحالي فاصل في تاريخ الأمة وملايين تمرد تؤجج لانتخابات رئاسية مبكرة اشتهر بدفاعه المستميت عن أفكار حزبه اليساري حزب التجمع إنه حسين عبد الرازق، عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع، الذي أشار إلى وجود عدة أسباب رئيسية جعلت من الشعب المصري كله يطالب حاليًا بانتخابات رئاسية مبكرة، مؤكدًا أن 30 يونيه الحالي سيكون يومًا فصلًا في تاريخ مصر.
*ما هي أهم الأسباب التي جعلت بعض القوى الثورية تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة؟ **هذا المطلب ليس مطلبًا منعزلًا ولا يأتي منعزلًا عن بقية المطالب التي طرحتها جبهة الإنقاذ والأحزاب الأخرى والقوى السياسية في مصر فخلال الفترة الماضية وجدت عدة أسباب جعلت الشعب المصري كله يطالب بعمل انتخابات رئاسية مبكرة منها أن السلطة الحاكمة ممثلة في الرئيس وفي الحكومة والجماعة التي تهيمن على الأمور وهي جماعة الإخوان المسلمين تحاول السيطرة على مقاليد كل الأمور والسيطرة على كل مفاصل الدولة إضافة إلى أنه حاليًا من الناحية الدستورية نحن الآن نحكم بقانون يؤسس لدولة شبه دينية يتمتع فيها الرئيس الجمهورية بسلطات استبدادية غير مسبوقة لا تقل عن ما يتمتع به الرؤساء السابقين في ظل دستور 71 الذي سقط بعد الثورة. ومن أهم الأسباب أيضًا مجلس الشورى المفروض أنه لا يملك حق التشريع ولكن يشرع لعدم وجود مجلس النواب وأُعطى تشريعات تهدد الدولة المدنية الحديثة. ومن الأسباب الأخرى أنه تم الاعتداء على السلطة القضائية بأشكال مختلفة فتآمر حزب الحرية والعدالة وحزب الوسط لتقديم مشروع قانون يزيد من انتهاك السلطة القضائية ويهدد بعزل 3500 قاض إلى آخر هذه الممارسات. إضافة إلى أنه في نفس الوقت كل المشاكل التي كانت قبل الثورة والتي زادت بعد الثورة لا يتم تقديم أى حلول لها ولا يوجد أي تنمية اقتصادية أو تنمية في مستوى المعيشة. هذا الأمر كله يعكس فشل رئيس الجمهورية هنا تأتى الدعوة إلى استقالة الرئيس وإسقاطه والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وهذا مرتبط بتأسيس جمعية تأسيسية جديدة لصياغة دستور ديمقراطي يحافظ على هوية الدولة وإقالة النائب العام الموظف لدى رئيس الجمهورية.
*هل المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة سيكون لها صدى في الشارع؟ **أنا أعتقد أن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة أصبح لها مردود قوي في الشارع المصري وما يثبت ذلك أن حملة تمرد وقعت إلى الآن ما يقرب من 12 مليونًا وهذا يؤكد تفاعل الشعب المصري كله للمطالبة بعزل مرسي من على كرسي الرئاسة. *لكن هذه الدعوة من الممكن أن تخلق نوعًا من عدم الاستقرار السياسي خصوصًا لو أنها تكررت بعد اختيار رئيس جديد خلفًا لمرسي؟ **لا أعتقد ذلك لأن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة هي مطلب سياسي في كل العالم فالرئيس المنتخب إذا لم يحقق برنامجه الانتخابي فيتم بعد ذلك عصيان مدني لإجباره على الاستقالة، وإن لم يستقل لابد من عزله وبعد عزله يتم تطبيق الدستور الذي يقضي أن يتولي رئيس مجلس النواب الرئاسة في فترة انتقالية، وفى حالة عدم وجود مجلس نواب مثل الحالة الموجودة في مصر الآن يتولى رئيس مجلس الشورى على أن يدعو إلى انتخابات خلال 90 يومًا.
*هل ترى أن يوم 30 يونيه سيكون آخر أيام حكم الرئيس محمد مرسي؟ **يوم 30 يونيه الحالي هو يوم فاصل في تاريخ الأمة المصرية، ولكن هذا اليوم ليس هو الأخير وسيكون هناك عدة احتمالات أن تحدث في هذا اليوم أحد هذه الاحتمالات أن يتفهم الرئيس مرسي الرسالة من الملايين التى ستكون في الميادين والتي ستطالب بإسقاطه وإسقاط حكم الإخوان وأن يقدم استقالته. وأما إذا لم يقدم الاستقالة فعلى المسئولين في تمرد والأحزاب السياسية أن تقرر أما البقاء في الميادين والاعتصام حتى ينسحب أو التظاهر في الجامعات.
*هل تتوقع حدوث عنف في هذا اليوم؟ من المتوقع أن تحدث اشتباكات ولكنها لن تكون عن طريق الشرطة وذلك لأن رجال الشرطة لن يقبلوا أن يكونوا عصا في يد أحد مرة أخرى ولكن العنف من الممكن أن يكون من بعض التيارات الإسلامية المختلفة.