بدأ ظهر اليوم الأربعاء الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه مجلس نقابة الصحفيين بمقر النقابة، بحضور رؤساء تحرير كافة الصحف الحزبية والخاصة والقومية، بالإضافة إلى كبار الكتاب والمهتمين بالحريات الصحفية والإعلامية؛ لمناقشة كيفية التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الدولة المصرية، ومناقشة أوضاع المهنة على قواعد الحرية والمسؤولية في ظل الضربات التي تتعرَّض لها بدءًا من القيود المفروضة على الحريات أو محاولة التدخل في عمل الإعلام مرورًا بالمشهد الإعلامي الداخلي. ووصل مقر النقابة، الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، ومجدى سرحان رئيس تحرير جريدة "الوفد"، والكاتبة الصحفية أمينة شفيق، والكاتب الصحفي حسين عبد الرازق، ومحمد هاني رئيس شبكة قنوات "cbc"، وهشام جاد رئيس تحرير "الكلمة"، والكاتب الصحفي أحمد أيوب، والإعلامي سيد الغضبان، وعبد المحسن سلامة عضو مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام". ويشارك في الاجتماع عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة "الشروق"، وجمال حسين رئيس تحرير "الأخبار المسائي"، والإعلامى حمدي الكنيسي، والكاتب الصحفي جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، ومجدي شندي رئيس تحرير "المشهد"، ومحمود مسلم رئيس تحرير "الوطن". وأمس الأول الاثنين، دعت نقابة الصحفيين رؤساء التحرير وكبار الكتاب والمهتمين بالحريات الصحفية والإعلامية لاجتماع عاجل بمقر النقابة؛ لمناقشة كيفية التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الدولة، ومناقشة أوضاع المهنة على قواعد الحرية والمسؤولية في ظل الضربات التي تتعرض لها بدءًا من القيود المفروضة على الحريات، أو محاولة التدخل في عمل الإعلام. قالت النقابة إنَّ الصحافة الحرة المسؤولة هي القادرة على الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين، معلنةً تضامنها مع الدولة المصرية فيما تتعرض له من هجمة تستهدف النيل منها. وأضافت النقابة، في بيانٍ لها: "صحافة غير حرة ومأزومة ومقيدة لا يمكن أن تواجه ما يتعرض له الوطن من أزمات يلعب فيها الإعلام الغربي دورًا خفيًّا لخدمة مخططات غربية تستهدف إحكام الحصار على مصر عبر ممارسات غير مهنية، وهو الأمر المرشَّح للتصعيد على خلفية أزمة سقوط الطائرة الروسية وتداعياتها". وشدَّدت النقابة على أنَّ أول طريق المواجهة مع الأخطار التي تتعرض لها الدولة يتمثل في إعادة التماسك للمشهد الإعلامي وإعلاء المصلحة العامة على المعارك الجانبية وإعادة الحضور لدور الإعلام الوطني في مواجهة الأخطار الحالية عبر تحريره من القيود التي تكبله بدلاً من تحويله لمنصة يحملها الجميع الأزمات التي تواجه المجتمع حتى وصل الأمر، لاعتبار الرئيس عبد الفتاح السيسي أنَّ الإعلام يمر بكارثة، وأنَّه سيشكوه للشعب فيما تتواصل الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين. وأكَّدت النقابة رفضها للتجاوزات التي يرتكبها قطاع من الإعلاميين والصحفيين، وأنَّ النقد البناء مهما اشتط في قوته وطبيعته أو طبيعة من يتم توجيهه له هو السبيل لبناء دولة العدالة والحرية، وأنَّ الطريق لضبط الأداء الإعلامي ووقف الانفلات على الساحة الإعلامية، والتصدي لحملات السباب والخوض في الحياة الشخصية للمواطنين، ونشر تسجيلاتهم الخاصة، لن يكون إلا عبر إصدار التشريعات التي تنظم المجال الإعلامي، والتي تقف جهات مجهولة وراء تعطيل إصدارها رغم انتهاء اللجنة الوطنية لوضع التشريعات الصحفية والإعلامية منها منذ أكثر من ثلاثة شهور. ولفتت إلى جهود الجماعة الصحفية والإعلامية للانتهاء من التشريعات الصحفية على مدى أكثر من عام، قائلةً: "في الوقت الذي بدأت الإجراءات الفعلية للخروج بالقوانين المنظمة للعمل الإعلامي للنور، فقد بدأ التربص بالمشروع بحجج واهية منها أنَّه يتعارض مع الدستور، أو أنَّ الجماعة الصحفية والإعلامية مختلفة حوله، وفي ظل هذه الأجواء الملتبسة فإنَّ على الجماعة الصحفية والإعلامية، وفي القلب منها نقابة الصحفيين، أن تتقدَّم خطوةً للأمام لضمان حرية الإعلام، وإعادة الاعتبار للمشهد الإعلامي وجمع كل العناصر الفاعلة فيه من أجل وضع خطة شاملة للتعامل مع الموقف الحالي بكل جوانبه وتعقيداته، ومساندة الدولة المصرية في معركتها ضد من يتربصون بها". وطالبت النقابة الرئيس والحكومة بسرعة مناقشة وإصدار قوانين تنظيم الصحافة والإعلام، وحرية تداول المعلومات، وأهمية إصدار قانون تأسيس نقابة الإعلاميين، والتي يأتي على رأس مهامها صياغة ميثاق شرف للعاملين في الحقل الإعلامي يعيد ضبط المشهد الإعلامي من جديد على قواعد الحرية والمسؤولية.