تقوم الحكومة الألمانية الأربعاء القادم، من خلال البنك الألماني للتعمير(KFW)، والاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي بتدشين مزرعة الرياح بخليج الزيت، بالاشتراك مع وزارة الكهرباء والطاقة، حيث تبلغ الطاقة التوليدية للمزرعة 200 ميجاوات، ينتجها 100 توربين، و تشكل جزء هام في استراتيجية الطاقة طويلة المدى لمصر، والتي تستهدف استغلال مصادر الطاقة المتجددة الضخمة في البلاد. وصرح سفير ألمانيا بالقاهرة يوليوس جيورج لوي بأن مزرعة الرياح بخليج الزيت هي نتيجة التعاون الممتد بين الشركاء المصريين والألمان في مجال الطاقات المتجددة، مشيرًا إلى أن افتتاح المشروع يعد بمثابة إشارة في وقتها تمامًا قبيل انعقاد مؤتمر المناخ في باريس، لمناقشة البدائل "الخضراء" للطاقة، والمساهمة في الجهود المبذولة لتأمين احتياجات مصر من الطاقة. وأوضح السفير أن هذا المشروع سوف يخلق فرص عمل في مجال جديد ومبتكر، من خلال الاستثمارات التي تنوي شركة "سيمنز" الألمانية ضخها لبناء مصنع "الدوارات" بالعين السخنة، معربًا عن أمله في أن تشجع هذه الإشارة مستثمرين آخرين، محليين ودوليين، على الدخول وبقوة في هذا المجال. يشتمل المشروع على الدراسات الفنية والبيئية والتصميم، وأعمال الإنشاءات، والتشغيل لهذه المزرعة الضخمة، والمحطات المرتبطة بها، علاوة على خط نقل الكهرباء، الذي ينقل الطاقة المولدة إلى شبكة الكهرباء المصرية، وتعد مزرعة الرياح بخليج الزيت مشروع تجريبي آخر يستخدم أحدث التقنيات الخاصة بحماية الطيور، إذ أنه يحتوى على نظام إغلاق يعمل بالرادار. تبلغ الميزانية الإجمالية للمشروع 340 مليون يورو تقريبًا، تشمل 191.5 مليون يورو مقدمة من التعاون التنموي الألماني من خلال البنك الألماني للتعمير(KFW)، وقرض بقيمة 50 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي، ومنحة بقيمة 30 مليون يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي. ويستهدف المشروع مواجهة متطلبات مصر من الطاقة من خلال تشجيع استخدام الطاقة المتجددة للاستفادة من الموارد المحلية المعتبرة في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والمشروع جزء من برنامج قومي أكبر للتوسع في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في مصر، ومن ثم فسوف يسهم في تأمين احتياجات مصر من الطاقة من خلال تنويع مصادر الحصول على الكهرباء. تصل طاقة توليد المشروع إلى 800 جيجاوات/ساعة سنويًا، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة الكهربائية لما يقرب من 300 ألف أسرة، ويسهم في منع حوالي 400 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ويلبي المشروع كذلك توفير احتياجات استراتيجية الحكومة المصرية الخاصة بقطاع الطاقة، وينسجم مع الخطة متوسطة المدى للطاقة التي يمولها الاتحاد الأوروبي. يذكر أن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في سبيلها للانتهاء من صياغة خطة رئيسية للطاقة المتجددة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، في حين تم تفويض البنك الألماني للتعمير(KFW) بالإشراف المالي على التنفيذ. ويقوم بتدشين المشروع وزير الكهرباء و الطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، وسفير ألمانيا بالقاهرة، يوليوس جيورج لوي، وسفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة جيمس موران. الجدير بالذكر أنه يجري الآن العمل في مشروع مزرعة الرياح بخليج السويس بطاقة 200 ميجاوات، ويقوم بالتمويل التعاون التنموي الألماني من خلال البنك الألماني للتعمير(KFW)، و الاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية، ومن المقرر البدء في إنشاء هذا المشروع في 2016 .