"أعرف الكثير من مشكلات الدائرة، لكني لم أعد أي ناخب من أهالي الدائرة بتقديم خدمة شخصية له، ولا أعد أحد بتشغيل ابنه، لكني سأحاول حل مشكلات الدائرة في إطار وضع حلول لمشكلات مصر وبناء دولة مدنية حديثة وبداية لانتخاب نائب برلماني غير تقليدي".. بإختصار هذا هو برنامج الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الذي يخوض الإنتخابات التشريعية الجارية للمرة الثانية مستقلا عن دائرة الدقي والعجوزة بالمهندسين. جاء ذلك خلال إحدى مؤتمراته الشعبية مع المواطنين في الانتخابات البرلمانية الماضية والتي تفوق فيها على مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عمرو دراج، المرشح عن حزب الحرية والعدالة، والذي سبق أن تولى وزارة التخطيط والتعاون الدولي تحت حكم الإخوان. ورغم كل ذلك يستخدم منافسيه ضده اليوم أساليب غير شريفة لتشويه صورته أمام أبناء دائرته التي سبق أن منحوه أصواتهم، في ظل غياب تام لبرامج المرشحين وضعف واضح لمرشحي الأحزاب، وتحكم "المال السياسي" في الصراع الانتخابي ودخول قوائم أقل ما يقال عنها أنها إحدى أذرع الدولة ومؤسساتها القوية، بداية من الدعاية المضادة والترويج في الصحيفة التي يديرها المرشح المنافس له بأنه المرشح الذي رفعه الإخوان على الأكتاف في انتخابات البرلمان السابقة ودخوله السباق الانتخابي الحالي ما هي إلا محاولة أخيرة من قبل الجماعةالإرهابية للعودة من جديد بوجوه جديدة. ورغم كل ما يمارس ضده من تشويه في دائرته الانتخابية مع اليوم الثاني للانتخابات البرلمانية الجارية في 14 محافظة خلال جولتها الأولى، ما زال يمتلك الهدوء وقوة التحمل والصبر على كل ما يردد ضده ويتهمونه به، والإصرار على الفوز بشرف واحترام منافسيه حتى أخر نفس، فقط لأنه يراهن على الشباب الذي يؤمن بقيم الديمقراطية ومدنية الدولة الحديثة، خاصة بعد أن نجح من قبل في هزيمة الاستبداد الديني والتحكم العسكري، قائلا: "حافظنا على الأخلاق في هذه الانتخابات الجارية، حتى في شعاراتنا التي نرفعها من أجل بناء هذا البلد". خلال الأيام الماضية وفي خضم الصراع الانتخابي الجاري في دائرة (الدقي- العجوزة) تصاعدت وتيرة الهجوم بشدة على الدكتور عمرو الشوبكي، عضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور من قبل أنصار المرشحين المنافسين له بالدائرة الأكثر سخونة في محافظة الجيزة والتي يتنافس من خلالها مرشحين كانوا قيادات سابقة في الحزب الوطني المنحل وأخرون معروفين بتاريخهم الملئ بالتسريبات الرافضين لكل ما يمت للثورة بصلة، ولا يخرجون عن كونهم مجرد ذراع لكل نظام، في ظل انتشار ظاهرة "شراء الأصوات" والتوجيه الفج للناخبين أمام اللجان الانتخابية ودعم الأجهزة الأمنية للمرشحين الأخرين واستغلال حالة التجاهل الشعبي للانتخابات البرلمانية من قبل فئة الشباب التي كثيرا ما راهن عليها "الشوبكي" في أكثر من لقاء إعلامي وجماهيري يكون لسان حاله: "الشباب وحده من يحسم أي صراع أو معركة انتخابية قائمة". في إحدى مؤتمراته الشعبية بالدائرة سأله أحد المواطنين: لماذا انتخبك يادكتور عمرو؟ هنا رد عليه "الشوبكي" بهدوءه المعتاد: انتخب برنامج المرشح السياسي، ولا تنتخب عائلته أو اسمه بكل ما تعرفه عن تاريخه وثقله في الدائرة، لتغيير مصر للأفضل والعبور إلى الحرية والديمقراطية التي قامت ثورة يناير من أجلها، ووضع أساسيات لبناء دولة مصرية حديثة، ولكن لأن عدد كبير من المواطنين ما زال يتعامل مع نائب البرلمان على أنه نائب خدمات وعضو محليات وموظف حكومي لدى النظام الحاكم في الموافقة علي كل مقترحاتهم، بمنطق"موافقون" والتصديق على كافة قوانينهم التي يمررونها من خلال ممثلهم تحت القبة.. هنا لابد أن اترشح عن الشعب لغياب النائب السياسي الذي لديه خبرة بأمور التشريع والرقابة، بعيدا عن الخدمات والترشح بالوكالة عن الإخوان والحزب الوطني المنحل".