على الإخوان أن يظهروا للمعارضة وللآخرين خارج مصر أنهم على استعداد لحماية الحقوق وتوفير الأمن ولم الشمل وزير الخارجية الأمريكية: وجود الإخوان المسلمين يثير أسئلة حول استعداد ورغبة الناس فى العمل معهم ليس فقط داخل مصر بل خارجها أيضًا فى جلسة استماع بالكونجرس قال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى «إن مصر فى الوقت الحالى فى حالة صعبة جدا جدا.. وليس لدىّ أى وصف آخر للحالة». وقد كرر كلمة جدا مرتين. وقال أيضا إن الحالة فى مصر «معقدة جدا لأن وجود الإخوان المسلمين يثير أسئلة كما تعلمون حول استعداد ورغبة الناس فى العمل معهم ليس فقط داخل مصر بل خارج مصر أيضا». ثم أضاف واصفا ما يجب فعله «عليهم أن يظهروا للمعارضة وللآخرين خارج مصر أنهم على استعداد لحماية الحقوق وأنهم مستعدون لتوفير الأمن ومستعدون ل«لم الشمل» و«نحن نتكلم معهم مرارا وتكرارا حول الحاجة إلى حكومة ذات قاعدة عريضة» لإدارة البلاد. وأشار كيرى فى جلسة استماع عقدت صباح الأربعاء أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إلى أن قوى عديدة موجودة فى اللعبة وعلى الساحة لا فقط من داخل مصر (حسب تعبيره) مضيفا «لكن دولا بعينها فى المنطقة تدعم مجموعات تخلق المشكلات» ثم ذكر «لدينا (البلاك بلوك).. ولدينا مجموعات أخرى تتلقى تمويلا من الخارج. ونحن نحاول بشقاء جدا جدا أن نحرك الأشياء نحو حالة الاستقرار». وجلسة الاستماع التى استمرت نحو ثلاث ساعات كانت بعنوان «حماية المصالح الأمريكية بالخارج: ميزانية الشؤون الخارجية لعام 2014». وقد ترأس الجلسة رئيس اللجنة أد رويس (جمهورى من ولاية كاليفورنيا). وذكر كيرى ردا على سؤال حول مسألة الأقباط بأنه التقى الرئيس مرسى عدة مرات وأنه أثار قضية حمايتهم. وقال كيرى «بشكل عام نحن عندما أثرنا قضايا وجدنا ردا ما» ولكن حسب وصفه ليس ردا محددا ومتطابقا مع ردود أخرى. ودافع وزير الخارجية الأمريكى خلال الجلسة عن المساعدات العسكرية التى قدمت وتقدم لمصر، وردا على سؤال وتعليق قالهما النائب مارك ميدوز (جمهورى من ولاية كارولينا الشمالية) قال كيرى «.. أن واحدة من أفضل الاستثمارات التى أنجزناها فى مصر على مدى الثلاثين السنة الماضية هى العسكرية المصرية وعلاقتنا معها» وبما أن النائب قاطعه قائلا بأن النظام قد تغير فرد عليه كيرى: «حسنا، لدينا دولة لم تتغير بعد بالكامل وسوف أقول لكم كيف ولماذا أنا أقول ما أقول، وإنه لأمر هام بالنسبة إلينا أن نركز عليه. أنا أؤمن بأن مصر إن لم يكن هناك ضبط النفس الذى أظهره العسكر وإن لم تكن هناك قيادة المجلس العسكرى، فمن يدرى ماذا كان يمكن أن يحدث لمصر ربما كان سفكا للدماء مهولا وكانت حربا أهلية». وأضاف كيرى: «ولكن المؤسسة العسكرية وغالبا من خلال أخلاقيات تشكلت بالعمل والتدريب فى فورت بيننج (مركز تعليم وتدريب تابع للجيش الأمريكى فى ولاية جورجيا) فى أمريكا وأماكن أخرى كانت هناك علاقات ما بين الضباط من الطرفين على مستوى كل الرتب.. كان لدينا كولونيلات يستطيعون الحديث عبر الهاتف والقول يجب ممارسة ضبط النفس هنا ألا تعلمون ذلك وهذا كيف يمكن أن تتعاملوا فى هذا الأمر». ثم قال أيضا: «وقد قابلت المشير طنطاوى عدة مرات عندما كان العسكرى يدير البلاد، والحقيقة أنهم التزموا بما قالوا إنهم سيفعلون. وقاموا بإجراء انتخابات وخلقوا ديمقراطية. والآن كما تعرفون فإن الذين انتصروا فاجؤوا كثيرين من الناس.. ولم يفاجئوا آخرين». واستمر كيرى فى الثناء على أداء العسكرى وما حدث فى مصر قائلا: «أصبح لديهم ديمقراطية وانتخابات وسلموا السلطة وعادوا إلى ثكناتهم». ثم قال أيضا: «كانوا مكونا هاما للسلام مع إسرائيل. فى هذه اللحظة فإن سلام غزة قائم بسبب العلاقة ما بين المؤسستين العسكريتين والعلاقة ما بين الجهازين الاستخباريين. ونحن لا نريد أن نفقد ذلك». ومتطرقا للمساعدة الاقتصادية والدعم المالى لمصر قال وزير الخارجية الأمريكى: «أنا أريد أن أقدم مساعدة اقتصادية أكبر.. إلا أنه ما لم يوجد إصلاح اقتصادى فى مصر وما لم يستطيعوا العمل بمقاييس صندوق النقد وما لم يتواصلوا مع المعارضة ويضموا مزيدا منهم إلى الحكم، وما لم يخلقوا استقرارا وقدرة على عودة رأس المال من دول أخرى بإحساس الأمان الذى تم تحقيقه. وما لم يتحقق كل هذه الأمور فإن إعطاء أموال أكثر فعل لن يكون مفيدا ذا جدوى». خلال ردوده على أسئلة الأعضاء تفادى كيرى الرد المباشر على أمر طرحه عليه النائب كريستوفر سميث (جمهورى من ولاية نيوجرسى) بخصوص ما وصفه باختطاف الفتيات المسيحيات فى مصر وإجبارهن على الزواج وتغيير الديانة. وكان سميث قد أشار إلى تقرير صحفى نشر حول هذا الأمر وذكر أن عددهن وصل إلى أكثر من 500 فتاة، وكيف أنه مع النائب فرانك وولف رفع الأمر لآن باترسون سفيرة أمريكا لدى مصر. وبم أن النائب سأل عن حالات خطف أطفال لدول أخرى فإن كيرى لم يتناول القضية المصرية، وتحدث عن أمريكى اسمه كولن براون من ولاية ماساتشوستس وكيف أن ولديه تم اختطافهما والسفر بهما إلى مصر وكيف أنه (أى كيرى) ناقش الأمر لنصف ساعة مع مبارك فى آخر لقاء لهما. إلا أن النائب نبهه قائلا: وماذا عن الأقباط المسيحيين؟ فتحدث وزير الخارجية الأمريكى عن قضية الأقباط وإثارتها مع الرئيس مرسى. وخلال الجلسة أيضا أثار النائب الديمقراطى من ولاية نيوجرسى آلبيو سايرس قضية الأقباط ومقتل عديد منهم أخيرا كما قال مشيرا إلى أنه (أى النائب) يمثل عددا كبيرا من الأقباط المسيحيين فى مقاطعته الانتخابية. وردا على سؤال حول ما إذا كان تقليص الميزانية أو التقشف سيؤثر سلبا على حجم المساعدات لإسرائيل، قال نعم مضيفا أن المساعدات لإسرائيل ومصر والأردن سوف يتم تخفيضها بسبب ميزانية التقشف. ونوه ونبه كيرى بأن للسعودية والتعاون معها الفضل فى إحباط مؤامرات عديدة كانت تحاك ضد أمريكا. وبما أن ملف سوريا قد قتل بحثا ونقاشا فى الأيام الأخيرة فلم يتم تناوله كثيرا فى الجلسة. وبعد الانتهاء من هذه الجلسة واستراحة قصيرة توجه كيرى إلى قاعة أخرى ليدلى بشهادته أمام لجنة فرعية تابعة للجنة المخصصات المالية بمجلس النواب، ولكى يرد أيضا على تساؤلات أعضاء اللجنة. وبالأمس (الخميس) كان مثول كيرى أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. ومن المقرر أن يقدم كيرى بعد ظهر اليوم (الجمعة) فى مؤتمر صحفى التقرير السنوى لحقوق الإنسان الذى تعده الخارجية الأمريكية. وهذا التقرير يشمل تقارير رصد للحالة حول ممارسات الدول وتعاملاتها فى ما يخص حقوق الإنسان لمواطنيها.